تعشقُه المنابرُ حينَ يعتليها، فكتب عن الغزل والوطن والفخر وحمل على عاتقه رسالةَ الشعر، واستطاع أن يثبتَ للجميع أنّه قامةٌ شعريّةٌ مميّزة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 تشرين الأول 2019، "عبد اللطيف جرجنازي" ليتحدث عن بداياته قائلاً: «ولدت في مدينة "حماة" لأسرة فقيرة، وفيها تابعت كلّ مراحلي الدراسية، ثمّ كانت المرحلة الجامعية في "دمشق"، وحزت إجازة في الآداب قسم اللغة العربية، وفي مراحل دراستي كلها كنت أعمل في تجليس هياكل السيارات لأنفق على دراستي، ومن ثمّ أديت الخدمة العسكرية الإلزامية وعملت مدرساً في ثانويات وإعداديات مدينة "حماة" مدة أربع سنوات ثمّ عملت مدرساً في "المملكة العربية السعودية" وفي عام 1994 عدت إلى مدينتي».

شاعر قدير ومتمكن جداً ومبدع، أعرفه من خلال قصائده، كتب في جميع المواضيع، وأبدع في الشعر العمودي، و"عبد اللطيف" كغيره من الشعراء الذين ناضلوا للوصول إلى منبر التميز وقد استطاع ذلك، وهذا التميز لم يأت من فراغ بل من موهبة، مع تمنياتي بالنجاح والتوفيق

وعن بدايته في الكتابة قال: «بدأت الكتابة كهواية عندما كنت في الثاني ثانوي - أدبي، ونمت هوايتي عندما درست اللغة العربية، وقرأت لشعراء من العصر الجاهلي فالإسلامي فالأموي فالعباسي وإلى يومنا هذا وأنا أقرأ كل ما يقع تحت يدي، ومشجعتي هي أمي التي كانت تأخذ بيدي فأنهض، وكل أمر صعب يمر بي كنت أتجاوزه بالصبر والعزيمة، والحياة ليست كلها أيام رغد وسعادة».

الشاعر سمير أحمد تشتوش

وعن إنتاجه الفكري والمواضيع التي يطرحها في كتاباته قال: «أنا أقرض الشعر والنثر، ولي ديوان مطبوع تحت عنوان "حب الفاطمات" وعندي أشعار كثيرة سأعدها للطباعة، حسب وقتي المتاح، وطرقت كل موضوع حياتي يمر معي أو مع أصحابي، كتبت في الغزل والفخر وهجوت من يستحق ولقد أخذ مني الوطن في المرحلة الأخيرة كل كتاباتي، شاركت في أمسيات شعرية كثيرة في مدينتي "حماة"، وحالياً أكتب وأنشر على صفحات هذا العالم الأزرق وأعمل على جمع ديوان شعري تحت عنوان "جراحي"».

ومن ديوان "حب الفاطمات" اخترنا:

الشاعر عبد الكريم قرمه

« إيــْذاء

تَـعـالـي أوْقِـدي شَـمْـعـي فـَـإنَّــكِ نْــورُ ظَـلْـمـائــي

و مِـنْ خَـدَّيْــكِ مَـوْجــاتٌ و فـيـهــا طِـبَّ بَـلْـوائــي

تَـعـالـي يــا مُـعَـذِّبَـتــي فَـبَـسْــمـاتٌ لإحْـيــائــي

أنـا الـمَـغْـرومُ فـي قَـمَـرٍ تـَعـالـي أنْـت حَـسْـنـائـي و لِـلْـحَـسْــنـاء ِطَـلَّـتُـهــا سَـأرْمـي كُـلَّ أشْـيـائــي

تَـعـالـي اليَـوْم َقَـبْـل غَـدٍ فـفـي التَّـأخـيـر إيْـذائـي».

الشاعر "سمير أحمد تشتوش" تحدث عن "عبد اللطيف جرجنازي" قائلاً: «"عبد اللطيف" شاعر تتباهى القصائد بنظمه، وأهل الشعر بدرّه، يمتاز بسرعة البديهة والارتجال، مروّض لجياد الشعر، من طينة الشعراء العظام صادق الإحساس غير متكلف ببلاغته، عذب الحرف، رقيق البوح، شخصية محببة من الجميع أتمنَّى له المزيد من الإنجازات لأنه يستحق».

أما الشاعر "عبد الكريم قرمه" فقال عنه: «شاعر قدير ومتمكن جداً ومبدع، أعرفه من خلال قصائده، كتب في جميع المواضيع، وأبدع في الشعر العمودي، و"عبد اللطيف" كغيره من الشعراء الذين ناضلوا للوصول إلى منبر التميز وقد استطاع ذلك، وهذا التميز لم يأت من فراغ بل من موهبة، مع تمنياتي بالنجاح والتوفيق».

يجدر بالذكر أنّ "عبد اللطيف جرجنازي" من مواليد مدينة "حماة" عام، 1951 وحاصل على إجازة في الآداب قسم اللغة العربية.