من بساطةِ مفرداتِه وطريقتهِ الممتعةِ في الإلقاء استطاعَ أنْ يؤسسَ لنفسهِ مساراً إبداعياً متميّزاً باستخدامهِ أسلوباً رفيعاً في الشعر العمودي ليخطَّ بصمتَهُ الخاصةَ ويحصدَ جوائزَ عدّة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 أيلول 2019، "عبد الكريم قرمه" ليتحدث عن بداياته قائلاً: «على سفوح رابية الحياة ولدت في مدينة "حماة" وترعرعت في أحضان دافئة حيناً وقاسية أحياناً أخرى، تجرعت خلالها مرارة كأس الحياة، وقبل أن ينتصف ربيعي الثاني كُتِبَ عليّ اليُتمُ، وبين ضفتي غدير العمر بقيت وحيداً أعاني وطأة الفقر وأنياب البؤس».

تسلقت سور المجتمع كياسمينةٍ بلا مخالب ما قادني إلى أرصفةٍ عاريةٍ لم تسعفني في إكمال دراستي إذ إنّ هدفي -الذي أجبرني عليه وضعي- كان أن أكونَ، رغم صغري، الدرعَ والسندَ لوطني الصغير أمي وأخواتي

وتابع قائلاَ: «تسلقت سور المجتمع كياسمينةٍ بلا مخالب ما قادني إلى أرصفةٍ عاريةٍ لم تسعفني في إكمال دراستي إذ إنّ هدفي -الذي أجبرني عليه وضعي- كان أن أكونَ، رغم صغري، الدرعَ والسندَ لوطني الصغير أمي وأخواتي».

الشاعر محمد مالك الحاج أحمد

وعن بدايته قال: «بدأت الكتابة كأيّ كائن حيٍّ لطيف بدأت أعبر عن أحاسيسي ومعاناتي، بطريقه كتابة بسيطة وجميلة، كانت كتاباتي تريحني وتسعد قلبي وكنت رغم عدم بلوغي الـ18 أشعر أنّني أسيرُ واثقَ الخطى في مسيرة حياتي الاجتماعية والأدبية رغم ضحالة معرفتي اللغوية آنذاك، وتأثري بكتاباتِ أحد الشعراء وبعد اطلاعي المكثف على أسس ومعايير النظم الأدبي، تمكنت من الوقوف على قدميّ لأسير في درب الكتابة التي أحببتها».

وعن إنتاجه الفكري والمواضيع التي يطرحها في كتاباته قال: «تنوعت المواضيع التي أكتبها حسب المواقف والظروف والحالة التي أعيشها في حلاوتها ومرارها، وأقوم حالياً بجمع وتدقيق كتاباتي في ديوان أسميته "همسات الندى"، شاركت في عدة فعاليات ونشاطات ثقافية محلية، ونشرت في عدة صحف ومجلات أدبية، وحصلت على درع التميز والعديد من التكريمات».

ومن ديوان "همسات الندى" اخترنا:

«دعيني لم يعد للشعر معنى ولا للحرف في نبضي صهيلُ

ربيعي بات يسكنهُ اصفرارٌ وشمسي قد تملكها الأصيلُ

وأغصاني بكت هجران طيرٍ تبدى من حقائبهِ الرحيلُ

إلى أين المسير سألت نفسي أجابت ليس يسعفنا الدليلُ

لقد كابدتَ أنواع المآسي وليلكَ في الهوى ليلٌ طويلُ».

الشاعر "محمد مالك الحاج أحمد" تحدث عن "عبد الكريم قرمه" قائلاً: «هو إنسان معطاء كتاباته متنوّعة، متمكن في أدواته، بديع التعبير والحضور، كتب عن الغزل والمعاناة ويبدع في الشعر العمودي، لديه ديوان شعري سيصدر قريباً، شخصية محبوبة من الجميع أتمنَّى له المزيد من الإنجازات لأنّه يستحق ذلك».

الكاتب "مصطفى آواب" قال عنه: «"عبد الكريم" سيد راقٍ محترم، هاوي كتابة وغاوي شعر، وهو من الأشخاص الذين يملكون موهبة الكتابة ويحاولون شقَّ طريقهم وإبصار النور في هذا المجال، وهذا بحدّ ذاته تحدٍّ كبير يُخبرنا من خلاله أنَّ الإنسان يستطيع تحقيق أحلامه رُغم جميع الضغوطات وأشغال الحياة وبأنَّ شغفنا بالأشياء وحُبَّنا لها يتطلب منا بذل الجهد في سبيل الوصول إليها، وأتمنى له التوفيق».

أما الشاعر "منير سالم" فقال: «"عبد الكريم قرمه" شاعر متمكن مبدع وطني، والأهم من ذلك ومن خلال متابعتي له تطوّر بسرعة، وهذا يعني أنّ مستقبله أفضل، وكلنا بحاجة للتطور، شاعر حساس مرهف وجميل وأنا أعرفه بدقة، وفقه الله ونحن نفتخر به».

الجدير بالذكر أنّ "عبد الكريم قرمه" مدينة "حماة" عام 1980.