استطاعت أن تترك بصمة في الساحة الأدبية باستخدامها أسلوباً رفيعاً في الشعر العمودي وقدرة عالية على المخاطبة، فكتبت عن الحب والوطن والإنسان.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 27 آذار 2019، "وفاء السمان" لتتحدث عن بدايتها قائلة: «على ضفاف "العاصي" وفي بساتين مدينتي "حماة"، وجدتُ نفسي فراشةً تعشق الطبيعة والألوان وتلهث خلف الجمال في كل مكان، وفي منزل رحب وارف الظلال ولدت لأرشف الشهد من بِركته وأبني من جنّتي الصغيرة عالماً جميلاً من الخيال. تلقّيتُ علومي في مدارس "حماة"، ومن فضل الله نلت الدرجة الأولى في كافة المراحل، ثم انتقلت إلى "دمشق" لأتابع دراستي في معهد إعداد المدرسين، قسم اللغة الإنجليزية؛ طمعاً في اكتساب لغة جديدة، على الرغم من عشقي للعربية منذ طفولتي، كذلك كنت مولعة بالاستماع إلى القرآن الكريم وحفظه وتجويده، وكنت أشغل نفسي بالمطالعة والرسم والاستماع إلى الموسيقا والبرامج الثقافية والأدبية وتذوق الشعر عبر مذياعي».

حاليّاً أمارس نشاطي من خلال تجمّع خيمة "عكاظ الحموي"، الذي نأمل له الانطلاق عربياً

وعن بدايتها في كتابة الشعر، قالت: «بدأت في الثانوية كتابة الخواطر على دفاتر مذكراتي التي كنت أخفيها عن إخوتي خوفاً عليها من فضولهم والضياع، لكن إتقاني للأوزان الشعرية في الصف العاشر حفّزني على نظم الشعر، وكان لمدرّسة اللغة العربية آنذاك "أولغا دبج" عظيم الأثر في تعليمي التقطيع العروضي إيقاعياً وموسيقياً؛ وهو ما ساعدني على التشبّع بالبحور والتغنّي بها».

الشاعرة "ناهد شبيب"

أما عن الصعوبات التي تواجه الشاعرة في مسيرتها، فقالت: «زواجي بعد التخرج وعملي مدرّسة للغة الإنكليزية، وإنجابي لأبنائي الأربعة شغلني كثيراً عن ممارسة هوايتي التي كنت أركن إليها بين الحين والآخر في غفلة من المشاغل؛ وهو ما أعاق مسيرتي وأخّر ظهور نتاجاتي، ولم ترَ كتاباتي النور إلا عبر بعض الصحف السورية ومجلات الحائط في المدرسة، إلى أن أنعمتْ علينا وسائل التواصل الاجتماعي عام 2011 بمنبر افتقدناه في بداية نشأتنا.

كتبت عن الحب والوطن والإنسان، ولديّ ديوان بعنوان: "حدّثتني الوسادة". الكثير من قصائدي في السجال المباشر حازت المرتبة الأولى في العديد من المنتديات الأدبية، وآخرها كانت جائزة مالية من منتدى "صفوة الأدباء العرب"، وكان لرئيس فرع اتحاد الكتاب في "حماة" الأديب والشاعر "مصطفى صمودي" الفضل في إتاحة الظهور على منبر الاتحاد وتقديم نتاجي بدءاً من عام 2012، ثم مديرية الثقافة».

وبالنسبة للمشاركات في المهرجانات والأمسيات، قالت: «شاركت في مسابقة "رابطة شعراء العرب" التي شارك فيها أكثر من ألف شاعر، ووصلت فيها إلى مرحلة متقدمة، وشاركت أيضاً في مهرجانات شعرية محلية ودُعيت مراراً لأمثّل بلدي في مهرجانات عربية ودولية، لكن ظروف البلد -يا للأسف- منعتني من السفر والمشاركة آمل أن يتحقق هذا الأمر في السنوات المقبلة».

في الختام، قالت: «حاليّاً أمارس نشاطي من خلال تجمّع خيمة "عكاظ الحموي"، الذي نأمل له الانطلاق عربياً».

ومن ديوان "حدثتني الوسادة" اخترنا:

«شقراءُ واثقةُ الصهيلِ دمـارُ

إقبالُها في دفْقهِ إعْصارُ

عربيَّةُ الحسـنِ الفريدِ وعينُـهـا

كَحْلاءُ ترنو والرسـائلُ نــــــارُ

تبقى الأصائلُ شـعلةً للمـهتدي

بفتيلِها يُسْـتَشعَلُ المِـغـوارُ

بالعادياتِ اللهُ أقسمَ إن جَرَتْ

في عَدْوها أو ضَـبْحِها إنذارُ

و المورياتُ إذا وطئْنَ حجارةً

ألْهَبْنَها ولقَدْحِهِـنَّ أوارُ

فَأَثَرْنَ نقْعاً لايشقُّ سَحابُــهُ

فالشمسُ وجهٌ و الغبارُ خــمــارُ».

الشاعرة "ناهد شبيب" تحدثت عن الشاعرة " وفاء السمان" قائلة: «"وفاء السمان" الشاعرة الصديقة كانت أول من شاركني المنبر والمنصة، عذبة الحرف رقيقة البوح نقية السريرة، تتناول جميع مواضيع الشعر، لا يفوتها مشهد أو مناسبة أو زهرة إلا وتشدو وتتغنى بها. عاشقة للقهوة والورد الأصفر و"العاصي"، تمتعنا بما يجود به يراعها من قصائد جميلة، مخلصة لزملائها، قضينا معاً مدة طويلة على منابر الثقافة في مدينة "حماة"، وعانينا معاً ما تعانيه المرأة الشاعرة في مجتمع محافظ، واستطعنا إيصال ما نريد. أتمنى لها المزيد من النجاح والتوفيق».

الجدير بالذكر، أن الشاعرة "وفاء السمان" من مواليد مدينة "حماة"، عام 1954.