دفعتها قراءاتها المتوالية إلى طرق أبواب الأدب والدخول من بابه الواسع من دون أن تنتظر ما يمكن أن يحدث، لكن موهبتها فرضت نفسها سريعاً، ووجدت أرضاً خصبة للتميز، وباتت خلال مدة قصيرة الأديبة الشاعرة الملهمة لأبناء جيلها.

مدونة وطن "eSyria" التقت الشاعرة "إيمان شربا" بتاريخ 21 آب 2018، لتتحدث عن بدايتها بالقول: «كان اهتمامي بالكتاب كقارئة، كتبت بخجل ما يعتريني من أفكار ومشاعر من دون أي تفكير بالقادم، لكن البداية الفعلية في الكتابة كانت قبل ست سنوات عندما بدأت أكتب الخاطرة، وبعض القصص القصيرة، وقصائد نثرية، وهكذا بدأت حكايتي التي تحولت إلى واقع ورسالة حاولت من خلالها الوصول إلى الإنسان».

كان اهتمامي بالكتاب كقارئة، كتبت بخجل ما يعتريني من أفكار ومشاعر من دون أي تفكير بالقادم، لكن البداية الفعلية في الكتابة كانت قبل ست سنوات عندما بدأت أكتب الخاطرة، وبعض القصص القصيرة، وقصائد نثرية، وهكذا بدأت حكايتي التي تحولت إلى واقع ورسالة حاولت من خلالها الوصول إلى الإنسان

وتحدثت عن العائلة والأصدقاء ودورهم بتشجيعها، فقالت: «شجعني على الكتابة بعض الأصدقاء عندما بدأت أكتب الخاطرة على بعض المواقع الإلكترونية، ثم بدأت أميل أكثر إلى كتابة قصيدة النثر، وتوالت تجارب كتابتها وتطورت، ولاحقاً لعبت أسرتي دوراً فعالاً في تشجيعي على الاستمرار والتطور، لأن في عائلتي من يهتم بالكتابة والشأن الثقافي. كانت الأجواء مهيأة تماماً لكي يكون لكلماتي صدى، وهذا ما سعيت إليه».

ديوانها الأول

وتتابع عن مشاركاتها والجوائز التي حصدتها: «بدأت المشاركة في نشاطات الجمعيات الأهلية في مدينة "السلمية"، وكان لها دور رائع في دفع خطواتي إلى الأمام بهذا المجال، وخاصة جمعية "العاديات"، وجمعية "أصدقاء سلمية"، و"الهلال الأحمر".

كما أنشر كتاباتي في العديد من المواقع الإلكترونية، وبعض الصحف المحلية، كصحيفة "الفداء"، وبعض المجلات والصحف العربية، إضافة إلى صفحتي على مواقع التواصل الاجتماعي. وصدر لي حديثاً مجموعة شعرية بعنوان: "عشتار الحب والحرائق" عن دار "بعل" في "دمشق".

نص نثري عن الحب والوطن

كما حصلت على بعض الجوائز في مسابقات جمعية "العاديات" في "السلمية" في مرحلة البدايات، بعدها لم أشارك بأي مسابقة واكتفيت بالنشر».

ومن أشعارها النثرية نقتطف:

"أما وقد انتهت الحرب

من يعيد لي حبل سرتي

ويرجع لمشيمتي ذاكرة الماء

يرديني رويداً رويداً

جفاف شراييني

وما من مجيب للأنين

وعن اهتماماتها الأدبية".

وتضيف: «تأثرت بكل من قرأت لهم من الشعراء والكتّاب، فعلاقتي بالكتاب فائقة العمق، أقرأ الروايات، والدراسات، والأسطورة، والشعر بكل أنواعه، يروقني شعر "محمود درويش"، وروايات "عبد الرحمن منيف"، والقصة القصيرة عند "مصطفى تاج الدين موسى".

فالشعر إبحار نحو جهة الجمال، وخوض في عمق الشعور الإنساني بكل حالاته، ولا يمكن حصر الشعر بتعريف بسيط ضمن كلمات، فأمام الشعر تضعف القدرة التعبيرية للمفردة، وكثيرة هي الصعوبات التي تعترض مسيرة الشعر؛ أبسطها أحقية الشاعر بالتفرغ لإبداعه، ونحن بظرف عام لا يسمح بالكثير من الوقت للتفرغ للقراءة والكتابة، فتأخذنا أعباء الحياة وهمومها اليومية».

وتختم حديثها بالقول: «على الرغم من كل المعطيات ما زلت أبصر شعاعاً جميلاً هارباً من عدمه ليضيء لنا أيامنا الآتية على الرغم من كل الألم، متفائلة بأن الآتي أجمل. هناك شعراء يطرقون أبواب الجمال بلغتهم الرائعة، وهذا يكفي لأكون متفائلة، وأقول لجيل الشباب إن في القراءة نجاتنا، وبناء لنا؛ بناء متين لا يمكن لأحد هدمه بسهولة».

يقول الشاعر والناقد المسرحي "مهتدي غالب": «"إيمان شربا" الأديبة القارئة النهمة التي تشكل غيوم قراءاتها العميقة أمطاراً ثقافية تتراكم لتعطي سهول كتاباتها أعشاب رؤية. وهي يمامة من حنان وحنين، تحمل على أوتار مفرداتها أنغاماً من جمال شاعري ينبع من حسّ وجداني عميق، يعدو في سهول خيالها كغزال يعرف أين يسكب عنبره، وكيف يظلل أحزانه بالفرح.

وهي فراشة القصيدة الطفلة، أجنحتها الصورة الناضجة، والرؤية المعرفية الواعية لعفوية الكلمة وشفافية الصدق، تعدو في ملاعب الشعر حاملة سمفونية من الجمال الهادئ.

في مجموعتها الأولى "عشتار الحب، والحرائق" تبشرنا بالخصب والأمومة التي تحتضن القصيدة في صدر الإبداع المحمل ببراعم الغد، وبذور المستقبل الشعري والجمالي التي تحمله على راحتي قلبها وروحها كشمعة "ديوجين" الخالدة».

يذكر أن الشاعرة "إيمان شربا" من مواليد مدينة "السلمية" عام 1973. خريجة معهد صناعات كيميائية، تعمل في المستشفى الوطني في "السلمية"، وهي أم لولدين.

ومن أشعارها الجميلة نقتطف هذه الجمل:

"وأنا أبحث عنك

إنما أبحث عني

منذ الوداع

نصف تركني إليك

ونصف منك بالأصل مني".