كتبت الطبيبة الشاعرة الفنانة التشكيلية"ميساء درزي" للحب والوطن والإنسان، وعشقت رسم الوجوه بقلم الفحم.

الأديب والشاعر "محمد خالد الخضر" قال عنها: «إن الشاعرة الدكتورة "ميساء درزي" تمتلك موهبة حقيقية في كتابة الشعر فهي تكتب القصيدة الأصيلة التي تعبر من خلالها عن مشاعر جيل بكامله نظراً لاعتمادها على كل مقومات الشعر من صور وألفاظ وموسيقا وتعابير، إضافة لموهبتها الأخاذة في الفن التشكيلي الذي تقدمه بأسلوب تعبيري يرتبط بالإنسان وهمومه وأفراحه».

إن الشاعرة الدكتورة "ميساء درزي" تمتلك موهبة حقيقية في كتابة الشعر فهي تكتب القصيدة الأصيلة التي تعبر من خلالها عن مشاعر جيل بكامله نظراً لاعتمادها على كل مقومات الشعر من صور وألفاظ وموسيقا وتعابير، إضافة لموهبتها الأخاذة في الفن التشكيلي الذي تقدمه بأسلوب تعبيري يرتبط بالإنسان وهمومه وأفراحه

مدونة وطن esyria التقت بتاريخ 30/7/ 2013 م الفنانة التشكيلية الشاعرة والطبيبة " ميساء درزي"والتي بدأت حديثها :

من إصداراتها

« كنت في الحادي عشرة من عمري عندما بدأتُ كتاباتي التي كانت أقرب للخواطر , و كان هناك إعجاب و تشجيع من أساتذتي في تلك المرحلة , ولم أنظم الشعر العمودي الموزون إلا بعمر السابعة عشر عندما درست بحور الخليل و أصبح لدي إلمام بقواعد اللغة و الصرف, وأتذكر أنه كانت أول خاطرة لي عن " الأم "، وقد استهواني الشعر العمودي فأنا أعتبره الجذر الأصل الذي تفرعت عنه كل فنون الشعر الحديث , و أجد فيه الرصانة و البلاغة و النغم الشعري المتزن الجميل , وبحوره قوالب متعددة تتسع لكل أفكار الحداثة و المواضيع التي تمس الواقع الذي نعيش فيه رغم أني أكتب بين الفينة و الأخرى قصائد التفعيلة و حتى بعض الخواطر المنثورة , وكلها أنماط شعرية إبداعية , و هناك الكثير من شعراء النثر أحب أن أقرأ لهم و قد أبدعوا فيها و أغنوها بإسلوبهم الرصين و خيالاتهم المحلقة و صورهم المكثفة».

وتابعت: « الشعر هو نمط كتابي يحتاج لأدوات خاصة من وزن و نغم و صور مجنحة و خيالات ، ويتميز عن الكتابة العادية التي هي تعبير عن حالة شعورية ما لدى الكاتب فتتأثر بشخصيته و مواقفه و آرائه و ثقافته و بيئته , و تصل الفكرة من خلالها بأسلوبه الأدبي الخاص ويصبح مصدر سعادة الشاعر عندما يصور كل لواعج النفس و خلجاتها و يجد الصدى الجميل و الاهتمام لدى القرّاء , فلا يكون مجرد حبر على ورق بل نبضاً حيّاً و رسولاً مبلغاً للفكرة المراد إيصالها ، وبرأيي ليس هناك من صفات محددة يتحلى بها الشاعر فلكل شاعر شخصيته و أفكاره و طريقته في التعبير , و لكن بشكل عام يجب أن يتحلى بالمصداقية و الشفافية و نشر قيم الخير و المحبة و الإنسانية , و أن يبتعد عن أفكار التحريض المذهبي أو السياسي» .

أحد رسومها.

وعن رأيها بالرابط بين الشعر القديم والحديث تؤكد : « أنهما وليدا لغتنا العربية الجميلة , و نتاجا نفس شاعرية مرهفة , و لكن اختلفت بينهما الأدوات و طريقة التعبير، فلكل نوع جماليته و رونقه و متذوّقوه , و يعتمدان على الخيال الشعري و الصور المتنوعة و العاطفة, و مازال الشعر العمودي المسمى قديما تصدح به حناجر الكثير من شعراء العصر الحديث , ليس للكتابة عندي وقت محدد بل هي إلهام وومضة خيال يأتي فجأة بناء على حالة شعورية أعيش بها , أو حدث ما مررت به , و لا أحدد شعري في نمط معين بل أكتب للوطن و الحب و الإنسان وكل قيم الجمال و الخير , و هناك الكثير من الشخصيات القديمة و الحديثة التي تأثرت بها و التي تميل للشعر الفلسفي و الصوفي أمثال" أبي العلاء المعري, ابن الفارض, جبران خليل جبران"».

ثم أضافت: « كان و مازال للمرأة العربية حضور فكري و شعري كبير عبر مراحل التاريخ كافة وإن مرّت بمحاولات تهميش أو إقصاء لكن حضورها في الساحة الأدبية بقي مؤثرا و كبيراً , و عززت وجودها و أهميتها كركن أساس لا يمكن نكرانه أو حتى الاستغناء عنه ، فنجد أحيانا أنها قد حملت في الوقت ذاته شخصية الزوجة و الأم و المرأة المنتجة و الأديبة و حتى السياسية. ولدي إصدار مطبوع واحد و هو ديوان شعري بعنوان " ابتهالات حروف " يضم مجموعة من القصائد العمودية المتنوعة الأفكار و و من إصدار دار بعل ، وأحضر حالياً لديواني الثاني وهو مجموعة من قصائد التفعيلة و العمودي , رغم ان لي الكثير من الخواطر النثرية والتي أود أن أجمعها أيضاً ضمن ديوان خاص» .

الأديب الشاعر محمد الخضر.

لم تقتصر هواية الطبيبة "ميساء درزي" على الكتابة لكنها تمتلك موهبة الرسم التي بدأت معها منذ الطفولة , وتؤكد ذلك بالقول : « كان لتشجيع أساتذتي و الأهل الدور الأكبر في دعمي, ولقد تطورت مشاركاتي من معارض على المستوى المدرسي إلى المسابقات على مستوى القطر في المرحلة الابتدائية حيث شاركت بمسابقة عالمية لفن الأطفال أجرتها منظمة اليونيسيف 1991 بعنوان " حقوق الطفل كما يراها الأطفال"، و قد نالت لوحتي حينها المركز الأول وتم تكريمي من قبل المنظمة ، أرسم بالألوان الزيتية و المائية لكن لدي عشق خاص لقلم الفحم ورسم الوجوه به ، كان لي مشاركات في العديد من المعارض التشكيلية الجماعية و الفردية ضمن محافظات القطر و نلت تكريما من إدارة مدينتي على نشاطاتي الفنية ».

وأضافت« أطمح الإستمرار في تطوير كتاباتي وأود أن أوسّع دائرة نشاطاتي الأدبية , وأن أشارك في المنتديات الأدبية و الأمسيات الشعرية , لتحقيق التواصل المباشر مع غيري من الشعراء و النقّاد , و التي قصَرت بها بسبب ظروف دراستي و العمل الطبي، , وفنياً أن ا رسم المزيد من اللوحات التشكيلية للمشاركة الأوسع ضمن معارض أخرى و لا أقف عند حدود معينة بل أتخطاها إن شاءالله لخارج حدود جغرافيتي».

عن دور الموهبة والإبداع وأثرهما بحياة الإنسان قالت: « تبقى الموهبة نعمة من الله عز و جل , و هي مسؤولية على عاتق من امتلكها فلها عليه حقوق وواجبات , فحق أن يطوّرها و ينمّيها و يظهرها بمستوى يليق بحجمها , وواجب عليها أن توّظف بشكل يقدّم شيئا مفيدا و جديدا للبيئة و المجتمع , و أن تكون صدى لهموم الناس و مرآة واقعهم ، أما الإبداع هو عالم لا محدود , و فعل خلاق لا يمكن تأطيره حتى ضمن تعريف محدد أو خاص , هو فضاء الكاتب و الشاعر يحلق فيه و يستلهم أفكاره و طريقة تعبيره ليكون لكل واحد منهم بصمته الخاصة ».

أماعن تنسيقها بين عملها كطبيبة وبين ممارسة هواياتها الأدبية والفنية تقول : «أحاول دائما أن أوفق بين عملي كطبيبة و بين هوايتي في الشعر و الرسم و لكل منهما وقته و أولويته , فأنا لا أكتب أو أرسم في وقت العمل , و لا أعمل في وقت الكتابة, فأشعر و كأنني في كل حالة أتقمص شخصية مختلفة تماما عن الأخرى ، و لا بد من حدوث انعكاسات و تأثيرات بينهما , فالكتابة علّمتني الحكمة و التأني في مجال عملي الطبّي, كما أن الطب نقل للكتابة بعض مصطلحاته و طريقة تشخيصه و تحليله للأمور» .

يذكر أن الطبيبة الشاعرة والفنانة "ميساء درزي" من مواليد حماه سلمية 1979 تحمل شهادة الدكتوراه في الطب البشري وماجستير في التشخيص المخبري ، تعمل في مختبر تحليلي خاص بها، متزوجة ولها طفلان .