يستطيع الشعر أحياناً الخروج من زمانه ومكانه، لكن انتمائه للمكان والزمان يمنحه خصوصية قد لا يستطيع الشاعر الخروج منها إلا نادراً، ليعود إلى بيئته من جديد،عازفا على نواعيرها ومياهها.

موقع eHama التقى الشاعر "حسان عربش" أحد شعراء مدينة "حماه" بتاريخ 17/10/2008 وكان لنا معه الحوار التالي:

*ما الإضافة التي قدمتها لعالم الشعر؟

** حين بدأت كتابة الشعر منذ أكثر من خمس وعشرين سنة ظننت أني سأغير العالم بأشعاري، لكني وجدت أن الزمن الشعري موحل، وأن سوق القصيدة كاسدة، فعلى شعري تنهض النواعير ويرتمي العاصي في ذاكرتي، ربما لأني أحفظ دهاليزه كما يحفظه أي فرخ من أسماكه الشقية، أو ربما لأني والعاصي نملك هوية واحدة.

*هل هناك تجربة أثرت في حياتك الشعرية؟

مجموعة عائلة الريحان

**تعرضت لتجربة حبّ مريرة ربما كانت السبب في إذكاء نار الشعر عندي، وعلى كل حال لم يكن الحب هو مفجر قصائدي، لا أريد أن أدخل في التفاصيل لأن الزمن هو الذي يقيم الأشياء ويزن الرجال على قدر ما يملكون، ولكني أحب أن أذكر هنا إحدى قصائدي:

شكراً لزوجك يا حياتي

سيضم أجمل ذكرياتي

ويلملم النهد الذي لملمته

ويرى على عينيك ذاتي

شكراً لزوجك فهو خلصني من كذبة

كانت بها عيناك أحلى الكاذبات.

*كيف تصف لنا حالة كتابة الشعر لديك؟

**تأتي القصيدة بلا موعد، فهي لا تكن احتراما لأحد، تخلع معطفها وتحل ضفائرها وتدخل بقبلتين من حنان، تجلس على صهوة قلبي، وتمارس معي كل أنواع الترهيب والترغيب، وتخرج حاملة معها بعضاً من دمي، وجزءاً من روحي.

*أين هو الشعر الحديث اليوم؟

**الرمز الموجود في الشعر العربي اليوم أغلبه كان نتيجة الانبهار بالنظريات الغربية وتطبيقها بشكل آلي على الشعر، علماً أن للشعر العربي خصوصيته وهي لا توائم الشعر الأجنبي، كما أن النظريات التي درج عليها النقاد كالبنيوية والتفكيك وغيرها هي أقرب إلى الموضة منها إلى الموضوعية، الشعر الحديث الغامض والغارق في رمزيته وقع في خطأ تطبيق النظرية الغربية لأنه لم يتعرف إلى جذورها الفنية. كما أن الشعر الحديث المبهم فقد اجتماعية العلاقة والترابط مع القارئ فهو نص محدود الاستقبال.

*هل هذا يعني أنك لا تستخدم الرمز في شعرك؟

**أنا لا أضع ذلك في حسباني عند كتابة القصيدة، لكني أحب توظيف الموروث الديني والتاريخي في الشعر، وربما يكون ذلك ناجماً عن كوني ابن البيئة الحموية المحافظة، أنا أقرأ لشعراء الحداثة الكبار وأحب شعرهم، وقد كتبت عن تجربة الشعر عند "محمد عمران" وقرأت جميع ما كتب "فايز خضور".

*هل تهوى الشعر العمودي؟

**أنا أكره القصائد العمودية المحنطة، والتي لا تتجاوز فم شاعرها بعداً وروحاً وثقافة، الشعر هو الشعر وبأي ثوب أتى.

الجدير بالذكر أن الشاعر "حسان عربش" من مواليد "حماه" عام /1957/، حاصل على دبلوم معهد صناعي، عضو اتحاد الكتاب العرب، عضو في جمعية الشعر في سورية، حاز على عدة جوائز أدبية، له ثلاث مجموعات شعرية، الأولى بعنوان "السمراء والعاصي" عام /1998/، والثانية بعنوان " اعتراف" عام /2001/، والثالثة بعنوان "نشيد الياسمين عام /2003/.