باتت "ميساء الساروت" واحدة من المبدعين في مجال تصاميم البرامج المخصصة في أغلبها للأطفال، على الرغم من أنها لم تتبع أي دورة في مجال التصميم، ولم تدرس المعلوماتية أكاديمياً، غير أنها بالاجتهاد والمتابعة والعمل طورت قدراتها ووصلت.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 4 آب 2018، "ميساء الساروت" لتتحدث عن بداياتها مع تصميم البرامج والتعليم، فقالت: «عندما اقتنينا جهاز حاسوب في المنزل كان ذلك شيئاً مميزاً بالنسبة لي، وبدأت أقضي أوقات ممتعة في استكشافه، والتعرف إلى هذه التقنية الحديثة. وعندما أنهيت المرحلة الثانوية درست المعلوماتية، ونهلت بعضاً من علوم هذا الجهاز، وتوسعت في معرفة برامجه الواحد تلو الآخر. حصلت على شهادة "ICDL" بدرجات ممتازة من دون أن أتلقى أي دورات أو دروس، واستهواني برنامج "الآكسس"، وتصميم قواعد البيانات، وبحثت في هذا البرنامج إلى أن قمت بتصميم وبيع أول برنامج لتنظيم قواعد البيانات في عام 2010 لإحدى مراكز التعلم. كما أتقنت "الفوتوشوب" وتعلمت "الأوتوكاد"، واطلعت على بعض برامج التصميم ثلاثية الأبعاد، ومارست جميع أعمالي باستخدام الحاسوب، حيث بدأت أول عمل لي في دار للنشر في مجال التنضيد، وبعدها انتقلت للعمل في الحسابات في إحدى شركات الديكور، ثم انتقلت مع مجموعة من الأصدقاء للعمل في تصميم المواقع الإلكترونية، وحتى تدريسها. كما تطوعت لتدريس الحاسوب لبعض الأطفال واليافعين، وكنت أحب أن أكون معلمة».

بدأت التدريس مع إحدى الجهات المهتمة بالطفولة المبكرة عبر برنامجي في المناطق التي لا يصل إليها التعليم الجيد، وما زلنا مستمرين، ودائماً هناك تطوير وتعديل ليكون على أكبر قدر من الفائدة، وهناك فكرة لإدخال الشاشة التفاعلية، ونعمل على ذلك، حيث يتوفر لطفلنا جميع سبل التعليم الحديثة ومواكبة العصر كأي طفل يلقى التعليم الجيد في أي مكان في العالم

وتتابع حديثها عن برنامج التفاعلي الإلكتروني الذي ابتكرته، فتقول: «بدأت العمل على توفير معلومات تربوية وصحية خاصة بالطفولة والمرأة، حاولت تصميم مجلة إلكترونية، وقمت بالعمل على تجهيزها بما تحتويه من كم من المعلومات المهمة، لكن لم يتم ذلك، فتحولت إلى شيء أكثر جدوى؛ وهو استثمار التصميم في المجال التعليمي، وخاصة أنني بدأت أتوجه أكثر إلى التعليم في الروضات. توسعت في برنامجي لأضيف اللغة العربية، وأتوجه إلى الروضات التي أعدها عالمي المحبب، ولاقت الفكرة القبول ونجحت خلال عامي الأول نجاحاً مميزاً، حيث كان الأطفال بقمة الاستجابة والتفاعل، وكانت الحصة الدراسية عبارة عن متعة وفائدة تامة.

المنهاج التفاعلي

بعد ذلك، أضفت الخبرات الواحدة تلو الأخرى إلى أن اكتمل البرنامج، وأصبح يحوي مجموعة أزرار تدخلنا إلى واجهات تحوي علوماً رائعة وألعاباً تعليمية ممتعة فيها كل الفائدة، وقد شكرت من قبل وزارة التربية، وأحاول أن أستثمر برنامجي من خلال عرض تلفزيوني ضمن فقرة مخصصة لهذا العمر عبر قناة التربوية السورية، وفعلاً توجهنا إلى مركز القناة، لكن منعني عن التنفيذ عدة عوامل؛ لأن هدفي الأكبر أن يكون هذا العمل ضمن القاعة الصفية».

وعن الأعمال والمؤسسات التي عملت معها، أضافت: «بدأت التدريس مع إحدى الجهات المهتمة بالطفولة المبكرة عبر برنامجي في المناطق التي لا يصل إليها التعليم الجيد، وما زلنا مستمرين، ودائماً هناك تطوير وتعديل ليكون على أكبر قدر من الفائدة، وهناك فكرة لإدخال الشاشة التفاعلية، ونعمل على ذلك، حيث يتوفر لطفلنا جميع سبل التعليم الحديثة ومواكبة العصر كأي طفل يلقى التعليم الجيد في أي مكان في العالم».

درس عملي للأطفال

وعن أهدافها وكيف طورتها، أضافت: «أصبح هدفي أكبر، فتوجهت إلى دراسة رياض الأطفال لأختص أكثر في مرحلة الطفولة المبكرة، التي هي الأساس لتكوين شخصية أي طفل.

وبعد دراستي لمدة ثلاث سنوات، قرأت عن منهج "المونتيسوري" الأنجح في العالم، الذي قامت بابتكاره الطبيبة الإيطالية "ماريا مونتيسوري" منذ مئة عام، قمت بدراسة هذا المنهج عبر "كورس"، وحصلت على شهادة من مركز تدريب بريطاني، وبدأ التعاون بيني وبين المدربة "نور السمان" ضمن مؤسسة "مونتيسيريا" الدولية التي تضم متدربين من جميع أنحاء العالم، بدأت تصميم برنامج تفاعلي إلكتروني بنكهة المونتسوري، وما زال التعاون مستمراً على أمل أن يوجد هذا البرنامج بين أيدي أكبر عدد ممكن من الأطفال حتى خارج "سورية"».

سهولة التعامل مع البرنامج

وختمت بالحديث عن مدينتها بالقول: «أما عن "السلمية" مدينتي الغالية، فهي هدفي الأقرب دائماً، وجل تركيزي عليها، بدأت العمل مؤخراً على توفير أدوات "مونتيسوري" والأدوات والألعاب التعليمية لتكون بين أيدي الأطفال حتى وهم في منازلهم، فقمت بإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، وأسميتها "نمو تربية وتعليم"، واحتوت أفكاراً توعية تربوية وتعليمية، وتنشر الأدوات والحديث عن فائدة كل منها، وميزاتها، وكانت الاستجابة رائعة من قبل الأهالي، ومعظم الروضات تعاملت معي لأنها تود مواكبة الفائدة الأفضل لأطفالها، واقترحت وجود قاعة "مونتيسوري" على أكثر من جهة، وكانت الاستجابة، والآن أقوم بالتعاون مع الجهة التي أعمل معها بإنشاء بيئة "مونتيسورية" متكاملة، وحالياً طورت مشروع الصفحة وافتتحت مركزاً لهذه الأدوات، وهو أول مركز في "السلمية" يقدم هذه التفاصيل».

"نور السمان" الموجهة والتربوية، تقول: «تعرفت إلى "ميساء" عندما التحقت بدورة "المونتيسوري"، ومنذ البداية كانت أسئلتها محددة وواضحة وذات هدف. بدأ الكورس وكانت من اللواتي يدققن بكل التفاصيل في قسمي المحاضرات النظرية وفلسفة "المونتيسوري"، وأدواتها. عرضت أعمالها في مجال التعلم الذاتي التفاعلي الإلكتروني وأبهرتني به، وبدأنا التحضير للتطبيق الأول من نوعه عربياً، وهو تحويل درس اللغة العربية بالمونتيسوري إلى لعبة إلكترونية تفاعلية يعمل بها الطفل وحده. كانت "ميساء" تعمل بكل حب وتبذل أقصى جهدها ليكون البرنامج بالصورة الأفضل من حيث الصور والحركات والصوت. لديها حلم كبير تعمل عليه بكل طاقتها، وهو صناعة الألعاب الإلكترونية ذات الفائدة للطفل العربي، وخاصة للفئة العمرية بين 4-6 سنوات، وسوف تصل بفضل إرادتها».

يذكر أن "ميساء الساروت" من مواليد مدينة "السلمية" عام 1985، متزوجة وأم لطفلة.