لم يعد شباب "سلمية" يكتفون بأن يلعبوا دور المشاهد فقط في عالم الفن السابع، بل إنهم بدؤوا يبحثون لأنفسهم عن فسحة صغيرة لتجسيد أفكارهم ورؤاهم وأحلامهم، فوقفوا وراء الكاميرا وقالوا: "أكشن"، فهل كانت بداية حقيقية لبذرة السينما المحلية الشبابية؟

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 7 نيسان 2014 التقت المخرج الشاب "علي الخطيب"، الذي يرى أن السينما هي الفن الأجدر لإيصال ما نشعر به ونرغب مشاركته مع الآخرين، وذلك من خلال طرح تساؤلات معينة عن طريق فيلم يمكن أن يراه ملايين الناس، يقول: «بدأت مع الكاميرا عام 2006مع كليبات كوميدية لأغانٍ معروفة، وفي عام 2008 أخرجت فيلماً طويلاً حوالي 60 دقيقة بعنوان "اليوم السادس"، وقد تم عرضه في مهرجان "محمد الماغوط" المسرحي الثالث عام 2009، ولأن السينما صناعة تحتاج إلى الكثير من الجهد والإمكانيات وكادر عمل كبير، انتقلت إلى الأفلام القصيرة ذات التكلفة الأقل، فكان لي فيلمان "العطر" و"الحارس"».

لا أنكر أن للسينما بريقاً خاصاً يسطع بطرائق مختلفة، وتتصف جميعها بالجمال، وهذا ما دفعنا إلى تأسيس النادي السينمائي في "سلمية"، الذي كان له أثران كبيران في حماس الشباب الراغب في تجسيد أفكاره سينمائياً، واقتراب عين المشاهد من الفن السابع أكثر

بإرادة وإصرار يعمل الشباب في "سلمية" على إيجاد بذرتهم الأولى من السينما، يقول المخرج الشاب "شهاب فطوم" (20 عاماً - طالب في كلية هندسة الاتصالات): «باجتهاد شخصي مع الممثل "ياسين المسلخ" استطعنا إنجاز عمل مونودراما بعنوان "المفقود" كنت فيه مخرجاً، من خلاله عملنا بروح عالية واندفاع كبير نحو تحقيق البذرة الأولى إلى المستقبل، حتى إننا كنا نحلم بالمشاركة في مهرجانات سينمائية للأفلام القصيرة على الصعيدين الداخلي والعربي».

الشاب علي الخطيب

ويضيف: «لا أنكر أن ما نقدمه من أعمال سينمائية هي متواضعة على الصعيد الفني، حيث تفتقر إلى الكثير من التقنيات والإمكانيات، غير أنها بمجهود أفرادها فقط، ولا تجارب سابقة -إلا القليل منها- للاستفادة، وعلى الرغم من ذلك فنحن نحاول أن نلفت النظر في "سلمية" إلى عنصر الشباب المتحمس الذي يتوق إلى العمل وإثبات الذات وإنجاز رؤى سينمائية خاصة».

أما الشاب "ياسين المسلخ" (22 عاماً - طالب معهد سياحي وفندقي) فحدثنا عن رغبته في التمثيل واختياره هذا الطريق، فيقول: «انضممت إلى فرقة "أدونيا" بإشراف الأستاذ والمدرب المسرحي "رائد الجندالي" في عام 2007، وشاركت في مسرحية "نزهة في ميدان المعركة" للكاتب "فرناندو أرابال" ومن إخراج "الجندالي"، حيث قدمت شخصية الممرض وشخصية المراسل الصحفي، إضافة إلى تجسيدي الشخصية الوحيدة في فيلم "المفقود" من إخراج "شهاب فطوم"».

الشاب ياسين المسلخ

وينوه "المسلخ" إلى معاناته بالقول: «للأسف إمكانياتنا المادية وأدواتنا المستخدمة بسيطة جداً، وهذا أكثر ما نعاني منه، فيصعب تأمين كاميرات احترافية أو أماكن للتصوير، لتكون المشاهد الداخلية في بيوت أحد كوادر العمل، وغالباً نستخدم كاميرا فيديو صغيرة ذات دقة متواضعة، فلا يوجد من يدعمنا ويمول أعمالنا، خاصة أننا طلاب في الجامعة وليس لدينا أي مصدر للدخل، فتجد دمعة حزن حاضرة مع كل عمل سينمائي مترافقة مع دمعة فرح مصرة وجادة في العمل، نحاول من خلاله تأمين أقصى ما نستطيع لإنجاز ما نرغب فيه، وسنعمل على ذلك من خلال أعمال أخرى وأدوار متعددة تحمل أوجه الكذب والصدق والحزن والسعادة والحب والشجع وغيرها، وهذا ما أطمح إليه».

يستوحي الشباب في "سلمية" أفكارهم السينمائية من معاناتهم اليومية التي يعيشونها، وهذا ما أكده المخرج "الخطيب" بقوله: «نحاول أن نقدم رؤيتنا بطريقة مختلفة وجديدة، وفي الحقيقة إن معظم الأفكار التي تدعم العمل السينمائي تحتاج إلى أجهزة تصوير متطورة وهذا ما نفتقره فتؤثر سلباً في العمل، غير أن تصوير المشاهد الخارجية يحتاج إلى موافقات عديدة لا نحصل عليها بسهولة، كل ذلك يجعلنا نقلل من المشاهد الخارجية ونستعيض عنها ببدائل أخرى، إضافة إلى المشكلة الأساسية التي نعاني منها وهي عدم توافر نافذة للعرض، فعندما يفتقر العمل إلى وجود "سبونسرات" داعمة يبقى الإبداع وحيداً، وهذا ما دفعنا إلى تأسيس نادٍ سينمائي في "سلمية" لعله يسد فراغاً نعاني منه».

من أجواء عرض فيلم المفقود

ينوه "المسلخ" بدور جمعية "أصدقاء سلمية" ويقول: «في محاولة لدعم الشباب تمت دعوتنا من قبل جمعية "أصدقاء سلمية" لعرض أعمالنا السينمائية من خلال نشاط "أوراق مسائية" مع مجموعة من الأفلام القصيرة، وكان هذا هو العرض الأول لها، استطعنا من خلاله أن نصل إلى الجمهور، وبعد كل عرض استمعنا إلى آرائهم المختلفة من خلال مناقشات إيجابية مع صناع الفيلم».

أما السيد "محمد القصير" مدير النادي السينمائي في "سلمية" فيقول: «لا أنكر أن للسينما بريقاً خاصاً يسطع بطرائق مختلفة، وتتصف جميعها بالجمال، وهذا ما دفعنا إلى تأسيس النادي السينمائي في "سلمية"، الذي كان له أثران كبيران في حماس الشباب الراغب في تجسيد أفكاره سينمائياً، واقتراب عين المشاهد من الفن السابع أكثر».