شهدت بداية الشهر السادس من عام /2011/ انطلاق الحملة الشبابية لتنظيف شوارع مدينة سلمية، شارك فيه حوالي ستين شاباً وشابة تطوعوا جميعاً لتحويل هذه الشوارع إلى أماكن نظيفة وتخليصها من الأعشاب الطويلة والضارة خاصة ونحن ندخل فصل الصيف الساخن.

eSyria تحدث إلى هؤلاء الشباب واطلع منهم على أهمية ما يقومون به في ظل الكثير من الأحداث الجارية التي تشهدها سورية، والبداية كانت مع الأستاذ "أسامة حربا" أمين رابطة الشبيبة في سلمية والذي تحدث عن هذه الحملة فقال: «ما إن انتهى العام الدراسي بالنسبة للمراحل الانتقالية حتى بدأنا بحملة تنظيف لشوارع المدينة خاصة وأن الأعشاب فيها باتت طويلة ومنظرها غير لائق، هذا من جهة، من جهة أخرى فقد تقدمنا إلى مجلس المدينة بطلب الحلول مكان المتعهدين الذين عادة ما تقوم البلدية بتلزيم مسألة التنظيف هذه، ونحن كمنظمة شبابية غير ربحية ارتأينا أن نوظف المبالغ التي سنحصل عليها من قبل مجلس المدينة في شراء ألبسة رياضية لكل المشاركين في هذه الحملة وسنوزعها ضمن حفل فني يحدد في حينه».

والدي يمتلك أرضاً زراعية في منطقة "نهر الخوابي" في محافظة "طرطوس" ودائماً نقوم بتنظيف الأرض من الأعشاب الضارة

وأضاف: «شملت هذه الحملة مداخل المدينة من الجهات الأربعةإضافة إلى شوارع داخل المدينة، والجميل في الأمر أن التجاوب كان ملفتاً من قبل المشاركين واندفاعهم يبشر بجيل يستطيع أن يحافظ على مدينته ويحميها ويدافع عنها».

المتطوعون الشباب

ولأنهم تركوا ساعات لهوهم وأماكن ظليلة وجدنا أن الكثير من هؤلاء جاء مندفعاً، منهم الشابة "ليلى سعيّد" من وحدة "ثانوية السيدة زينب"، فقالت: «فخر لي أن أكون من بين المشاركات في هذه الحملة، وهذا دليل على أن الشباب قادر على الإنتاج لا كما هو مروج عنا، فنحن لسنا أقل ممن سبقنا وكثيراً ما سمعنا عنهم توافق الدراسة مع العمل واليوم نقدم أنفسنا أننا قادرون على حمل المسؤولية».

الشاب "محمد حسينو" دعا كل الشباب للمشاركة في هذه الحملة، وأضاف: «تعرضنا خلال تواجدنا في الشارع لكثير من المضايقات خاصة أنها جاءت من شبان في عمرنا وهم زملاء لنا في المدرسة، لكن ما نقوم به لا يحتاج شهادة من أحد، فجمال المدينة لا يمكن أن يلوثه شبان كهؤلاء، وأنا سعيد بتواجدي بين زملاء يحبون وطنهم ومدينتهم ويعملون تحت أشعة الشمس الحارقة في سبيل الجمال، وليس أجمل من سلمية عندما يحبها أهلها».

"أسامة حربا" مشاركاً الشباب

الشاب "رحيم عيزوقي" من ثانوية "علي بن أبي طالب" بدا وكأنه متمرس على عمل الفلاحة فاستخدامه للمجرفة كان احترافياً، وهو يقول: «والدي يمتلك أرضاً زراعية في منطقة "نهر الخوابي" في محافظة "طرطوس" ودائماً نقوم بتنظيف الأرض من الأعشاب الضارة».

وتابع: «فكرة جميلة وواعية أن يقوم الشباب بهذا العمل فهو من جهة يعلمنا أهمية العمل، ومن جهة ثانية يعطينا درساً في التعاون وأنه يخلق المعجزات، أنا سعيد بمشاركتي هذه».

تحية من الشباب

الشابة "جوليان ثلجة" من ثانوية "السيدة زينب" قالت: «نحن جيل قادر على العطاء وبإمكاننا أن نقدم الكثير لوطننا، لا يهمنا ما يدور حولنا من أقاويل، نحن ماضون في بناء الوطن وهذه مهمتنا، ومهمة الجميع أن يسعى لبسط الجمال والابتعاد عن التخريب».

وتضيف: «بت أشعر أن ورقة قد تسقط مني ستسيء للشارع، يجب على الجميع الاهتمام بالمرافق العامة لأن بنظافتها انعكاس لنظافة سكان هذه المدينة».

الشاب "رحيم الحاج" من الثانوية الزراعية- قسم البيطرة جاء ليقدم نفسه صانعاً للجمال، قال: «كنت سعيداً جداً بما لقيناه من دعم الأهالي لنا، خاصة في الشوارع التي قمنا بتنظيفها، خاصة من كبار السن فكانوا يقدمون لنا الماء والعصير والشاي، هذا الأمر أشعرنا جميعاً كم هو عملنا مفيد، من خلال علامات الرضا التي كنا نقرؤها في عيون الناس».

ختاماً.. الحملة ما زالت مستمرة، وسواعد الشباب تقول أننا حاضرون لبناء الوطن، الوطن الجميل الذي يسمو بأبنائه إلى العلياء.