هو في سعي دائم لتطوير موهبته في الكتابة، كتب الشعر والقصة والخاطرة والقصة القصيرة جداً. يغلب على معظم كتاباته الهم الوطني. حصدت كتاباته المراكز الأولى في جميع المسابقات ضمن منظمة شبيبة الثورة، وواصل التألق الأدبي في الحياة الجامعية، فقصائده فازت بتقدير الحكام والمتابعين في الأمسيات الشعرية التي يقيمها اتحاد الطلبة فرع "حماة"، وهو حالياً يعمل على استكمال كتابة مسلسله الأول "ورد" الذي استغرق التحضير له أربعة عشر شهراً، من الاطلاع على فنون كتابة المسلسلات ومعرفة تقنياته.

eSyria التقى الشاب "عبد الله نعسان حجازي" الذي تحدث عن موهبته في ممارسة أشكال مختلفة من الكتابة، وعن السبب في تنوعها، يقول:

حالياً أقوم بكتابة مسلسل تلفزيوني، أتناول فيه موضوعاً لم يسبق وأن طرح سابقاً

«أنا طالب في كلية الطب البيطري سنة رابعة، بدأت في الكتابة عندما كنت في الصف السابع، حيث كتبت القصة والشعر، وعندما كنت أبحث عن مهرب من الواقع أقوم بكتابة الشعر، أما عندما أنقل الواقع أجعله قصة أو خاطرة، وأنا أتابع التطور في المستوى الأدبي لكتاباتي باستمرار وأبقى في حالة موازنة دوماً بين كتاباتي الحالية وبين ما أنجزته في الماضي، وهذا الأمر ساعدني جداً على تلافي أخطاء كثيرة مما زاد قدرتي على الكتابة».

في أمسية طلابية

ويتابع: «أحرزت المركز الأول في كل المسابقات الشبيبة، وذلك ليس مهماً أمام حلم التجديد في كل كتاباتي. وأغلب المسابقات الشعرية الشبابية يدعوني إليها "اتحاد الطلبة" لأكون ضمن لجان التحكيم فيها، وقمت بالمشاركة ضمن العديد من الأمسيات الطلابية هنا في الكلية».

وعن نوع الشعر الذي يكتبه وسبب ميله باتجاه "شعر التفعيلة" قال:

قصة قصيرة جدا في "الغد"

«أنا أميل للكتابة عن الوطن، وأبحث عن نبض القلب وجنون الهوى في الكلمة، وهذه الأخيرة كتبت فيها ولم أكن قد عشتها بعد، لأنني أعتقد أن الكتابة عن الحب دون تجربة فيه قد تطرح تساؤلات كثيرة ومهمة، لكنني عندما خضت هذه التجربة صارت كتاباتي أعمق.

أكتب الشعر العمودي والتفعيلة، وأنا أحترم الشعر الجاهلي جداً، لكنني أميل إلى الإحساس بالكلمة والكلام السهل الميسر أكثر من جزالة الكلمة والألفاظ، فلا أحب أن أكتب شيئاً لا يفهمه إلا مدرس اللغة العربية، وأميل إلى السهولة والإحساس بالكلمة لذلك كتاباتي في التفعيلة أكثر».

وأما عن كتابته للقصة وعن المواضيع التي يطرحها من خلالها فقال:

«القصة التي أكتبها أغلبها يندرج ضمن الهم الوطني، وأميل للغموض في كتابتي للقصة، وفي قصة أسميتها "بكاء مجهول الهوية" تناولت فيها القضية العراقية عبر عين قناص أمريكي يقوم بقنص طفل عراقي بريء بكل برودة أعصاب، وبعد عودته إلى أمريكا وأثناء نومه يسمع أصوات بكاء، فيذهب إلى طبيب نفسي، فيخبره في نهاية هذه القصة بأن هذه الأصوات ليست للطفل بل لأولادنا الذين سيبكون علينا عندما سيقوم ذلك الشعب باستعادة حقه».

وأضاف: «حالياً أخوض تجربة "القصة القصيرة جداً" والتي تعد من أصعب فنون القصة والأميز حالياً، حيث تنجز من خلال سطور لا تتجاوز الأربعة معان كبيرة.. إنه تكثيف اللغة، وقد نشرت العديد منها في عدة جرائد ودوريات، وتناولت أيضا في هذه القصص العديد من المواضيع منها ما يتعلق بالحب والوفاء، منها قصة أسميتها "وفاء" حيث كتبت:

(أخبرته بأنه إذا فارقها ستموت.. فارقها فذبلت الزهور التي جلبها في المرة الأخيرة...)

وأيضا تناولت بعض مشاكل المجتمع مثل "البطالة"، حيث طرحتها في قصة "أوراق ثبوتية" حيث قلت: (أكمل اليوم أوراقه الثبوتية... تقدم بها إلى مركز العاطلين عن العمل... في طريق عودته إلى المنزل مرّ على النجار... طلب منه أن يصنع بروازاً ليعلق شهادته الجامعية على جدار منزله... الآيل للسقوط...)، والعديد من المواضيع الأخرى».

وعن مشاركته في مسابقة عالمية لشعر الشباب في "إيطاليا" قال:

«شاركت بمسابقة دولية للشعر في "إيطاليا" عن طريق اتحاد الطلبة فرع "حماة"، حيث أرسلت مشاركتي إلى هناك، وبعد فترة وصلني بريد الكتروني من لجنة التحكيم المؤلفة من (13) بروفيسوراً في الأدب العالمي بأنه تم اختيار مشاركتي الشعرية من أفضل (36) مشاركة من أصل (1210) متسابقاً من مختلف دول العالم خاضوا هذه المسابقة، فكنت أنا أول عربي وأول سوري يفوز بها، وطلبوا مني التوجه إلى إيطاليا ليتم تكريمي، إلا أن أمور الروتين المعقدة ما بين وزارة الثقافة ورئاسة الجامعة والعديد من الجهات التي راجعتها أخّرت كثيراً أمور سفري مما حرمني من التكريم هناك رغم الجهد الكبير الذي بذله الدكتور "إياد عتيق" رئيس اتحاد الطلبة فرع "حماة"، لكنهم أرسلوا لي هديتي وهي عبارة عن الـ(36) قصيدة الفائزة مطبوعة ضمن كتاب مترجماً إلى العديد من لغات العالم تحت اسم (voice silent)، أما الجائزة المادية فسيتم التبرع بها إلى مؤسسات الأمم المتحدة لرعاية الأطفال ضحايا الحروب، ومنذ مدة أرسلوا لي دعوة للمشاركة بنسخة العام (2010) وأن أكون سفيراً لهذه المسابقة في بلدي».

وعن تجربته الأولى في كتابة المسلسلات قال: «حالياً أقوم بكتابة مسلسل تلفزيوني، أتناول فيه موضوعاً لم يسبق وأن طرح سابقاً».

وعن تواصله مع العديد من الأدباء قال: «أنا على اتصال بالعديد من الشعراء والأدباء السوريين الكبار الذين قرؤوا لي ووجهوني، منهم الشاعر الكبير "عمر الفرا" صديق العائلة، وأيضا "قمر صبري الجاسم" و"محمد الشيخ علي"، وغيرهم الكثير، والكل عبّروا عن إعجابهم بكتاباتي ووجهوني لتلافي بعض الأخطاء التي لابد من أي كاتب بعمري أن يقع فيها».

في الختام نقدم هذا الجزء من قصيدة ألقاها في رثاء "محمود درويش"، وقد فازت بالمركز الأول في أمسية شعرية طلابية، وفيها يقول:

«مروا من هنا.../ رقصوا رقصة الموت الأخيرة.../ ذبحوا القصيدة.../ وكلنا كنا الشهود...

دروب بعيدة.../ وصوت خطاها يحاول أن يعود/ تلك الشوارع وبقايا من أرواحنا ملت...

فمتى البكاء ولا حداد معلن.../ ارتقى اليوم شهيد آخر.../ سقط القلم.../ درويش يا محمود.../ دروب بعيدة.../ ما سمعناك حين ناديت فينا.../ يا قدس عودي.../ يا قدس عودي.../ يا قدس عودي إلى ضمائرنا.../ كي نعود...».