مع انتهاء العطلة الصيفية يستعد التلاميذ للعودة إلى المدارس وكلهم أمل أن تكون هذه السنة عام نشاط وجد، ينهلون فيها من مناهل العلم والتربية بالتحضير والاستعداد الذهني والتهيئة النفسية واستعادة المعلومات الدراسية السابقة، ويكون هذا الوقت محبباً للكثير من الآباء والأمهات بعد صيف طويل من بقاء أبنائهم في البيت طوال اليوم، وإن نهاية الصيف تعني العودة إلى المدرسة أو دخول المدرسة لأول مرة بالنسبة إلى الكثير من الأطفال، وطلاب سيحملون معهم ذكرى مرحلة طويلة من حياتهم، فتكون خاتمتها إما انجاز الدخول التعليم العالي، أو خيبة بخروجه كما دخل.

موقع eSyria زار مدرسة "عبد الكريم الرجب" والتقى مديرتها السيدة "ختام سفاف" في 6/9/2009 وهو أول يوم من أيام العام الدراسي لتحدثنا عن المخاوف التي يفكر بها الآباء عند دخول أبنائهم المدرسة أول مرة حيث قالت:

التزمت هذا الصيف مع والدي في مصنع الحلويات الذي نملكه فكان صيفاً متعباً، لذا أعتبر عودتي إلى المدرسة راحة لي، وسأعمل على أن أنال أعلى الدرجات لأحصل على الشهادة الإعدادية، وإن شاء الله أستمر بتفوقي الذي عودت أهلي عليه

«في الحقيقة مخاوف الأهالي على أبنائهم تدور حول إذا ما سيكون معلم الأطفال جديراً بتعليم الأطفال، كيف سيتأقلم مع الأجواء الجديدة في المدرسة، أسئلة كثيرة تحير،

الانسة ختام السفاف

ومما لا شك فيه أن هذا القلق مشروع، في ظل عدم وضوح الرؤية أمام الأولياء عما ستكون عليه أجواء المدرسة، وعدم الثقة بمقدرات الطفل على التأقلم مع هذه الأجواء والبيئة الجديدة بكافة مفرداتها وصيغها، كالتجمع الكبير للتلاميذ في نفس عمره، والمعلمون الذين لم يألفهم، مقاعد، وكتب ودفاتر..

ومن وجهة نظري كأم ومدرسة ومديرة انه لابد من غرز الثقة في التلميذ قبل دخوله المدرسة، ثقة بالنفس واستقلالية في التصرف والسلوك، تخوله الدخول في مختلف المجالات والأجواء، والتعامل مع من هم في سنه ومن يكبرونه، هذه الثقة تجعل الطفل أمام مفاهيم وظواهر جديدة توجب عليه فهمها والتعامل معها، وهنا يبرز الدور الكبير للأولياء في التمهيد وتهيئة الأجواء لها، حيث يجب أن يتعود التلميذ في المنزل على توقيت محدد لنومه، وزمن مخصص لتنفيذ واجباته المنزلية ودراسته، ثم تحديد مواعيد تناول طعامه، وغسيل الأسنان، وممارسة النشاطات والهوايات الشخصية، كالرياضة أو الرسم».

الطالبة امنة الادلبي

وأضافت قائلة: «كما يشعر بعض الأطفال بالخجل الشديد عند مواجهة الكبار، ولا يستطيعون التفاعل بسهولة أو التعبير عما يريدون، وقد يكون هذا الخجل هو السبب في التأخر الدراسي عند بعض الأطفال، حيث يخجلون من التصريح للمدرس بعدم فهم نقطة معينة أو موقف تعليمي معين، حتى تتراكم هذه النقاط غير المفهومة ولا ينتبه في الفصل ويصل عندئذ إلى مرحلة من التأخر الدراسي، وبالإضافة إلى ذلك هناك مشكلة أخرى تواجه الأطفال خاصة في المرحلة الابتدائية، وهي مشكلة ذهاب الطالب إلى الحمام بدون مساعدة أمه كما كان معتاداً في المنزل، حيث يعبر الصغير عن ذلك بالبكاء وقوله إنه يريد أمه حالاً، وهي مشكلة يجب أن يفهمها من يدرسهم، وغيرها مما يستجد من المشكلات الناتجة عن التعامل مع أطفال من مختلف البيئات والثقافات عن بيئة وثقافة أسرة الطفل».

وعما تقوله لأولياء الأمور لمساعدة أبنائهم على الدخول في جو المدرسة قالت:

عبد الواحد وعبد الواحد

«خير ما يفعله الآباء بخصوص هذا الأمر هو التحدث مع الطفل بانتظام عن المدرسة، وما يحدث فيها كل يوم بشكل روتيني وغير روتيني، فهذا الاتصال الدائم مع الطفل سوف يساعد الآباء والأمهات على إدراك مشكلات أطفالهم مبكراً قبل أن يفوت الأوان، وقبل أن يفلت زمام الأمور من أيديهم، حيث يكون حل المشكلة أيسر في بدايتها وفي مراحلها الأولى وقبل أن تستفحل، حيث يتم حلها بواسطة أدنى تدخل من الكبار، وعلى كل أم وأب يهتم بأبنائه أن يضع في اعتباره بعض الأسئلة التي يحاول إيجاد إجابة لها أثناء التواصل المستمر مع أبنائه».

أما الطالبة "آمنة الإدلبي" من طلاب الصف الرابع فقالت عن عودتها للمدرسة:

«أنا سعيدة جداً بعودتي إلى المدرسة، فأنا من المتفوقات ونلت درجات عالية العام الماضي، والعطلة قضيتها بملل لأن والدي مقيد بأعمال تشغله عنا، لذلك كان خروجنا من المنزل قليل هذا العام، لذلك فالمدرسة متنفس، وأنا طلبت أن آتي اليوم باللباس النظامي رغم معارضة أهلي لي لأنني أحترم المدرسة وأود الدراسة والمشاركة من أول يوم، وقد قام الأساتذة بتسليمنا الكتب، وان شاء الله سأكمل تفوقي».

أما طالب الشهادة الإعدادية "عبد الرحمن حماد" من مدرسة "هيثم عصاية" فقال عن عودته للمدرسة:

«العودة هذه السنة مميزة لكوني سأدخل في مرحلة تحدد بعضاً من مسيرتي الدراسية، فأنا هذا العام في الصف التاسع، وألتزم طوال العطلة بمعهد للتقوية كي أحصل على الدرجات العالية، وأنا أحتاج إلى بذل جهد كبير لكوني متوسط في دراستي، ومعي عدد كبير من جيراني بنفس المرحلة مما سيشكل ضغطاً كبيراً عليّ من أهلي كي أنافس أبناء الجيران وأسبقهم، وقد استلمنا الكتب اليوم، لكنني لست مهيأ تماماً للدراسة لكوننا في رمضان، وكم تمنيت أن تؤجل المدرسة إلى ما بعد رمضان لعدم وجود مسافة كبيرة فاصلة بين نهايته وبدايتها».

أما صديقه في المدرسة وفي الصف "عبد الواحد منجد" فقال عن عودته للمدرسة:

«التزمت هذا الصيف مع والدي في مصنع الحلويات الذي نملكه فكان صيفاً متعباً، لذا أعتبر عودتي إلى المدرسة راحة لي، وسأعمل على أن أنال أعلى الدرجات لأحصل على الشهادة الإعدادية، وإن شاء الله أستمر بتفوقي الذي عودت أهلي عليه».