278 من أصل 290 أو 258 من أصل 270، ماذا يعني ذلك؟ إنه لا يعني سوى شيئاً واحداً لا اسم له سواه، إنه التفوق.

"باسل الشامي" الأول على ثانوية "ابن خلدون" التي لطالما عرف عنها أنها مدرسة المتفوقين.

هناك شكوى دائمة من مادة اللغة العربية لكون تصحيح الموضوع لا يخضع لشروط محددة تماماً

موقع eSyria زار الطالب "باسل الشامي" في بيته في حي "البياض" بتاريخ 25 تموز 2009 والتقاه مع والدته السيدة "فادية المصري".

الطالب "باسل الشامي"

يقول "الشامي": «كانت علامتي الأعلى هي باللغة الفرنسية حيث حققت العلامة التامة، تجربة إدخال اللغتين لم تك ناجحة برأيي، فالمفروض أن تدخل مادة اللغة الفرنسية منذ بداية العام، فحين تقرر إدخالها لم يكن هناك أساتذة ولم تتأمن الكتب إلى ما بعد شهرين من بدء العام الدراسي».

أما والدته السيدة "فادية المصري" وقد كانت مدرسة سابقة لمادة اللغة الإنكليزية فقالت: «بالنسبة لمادة اللغة الإنكليزية فالملحق كان صعباً جداً، وجميع الأساتذة لم يركزوا على الملحق بسبب وجود مصطلحات اختصاصية فيه، ومع ذلك فقد جاء الموضوع في الامتحان من الملحق، وقد قامت وزارة التربية هذا العام أيضاً بتبديل كتاب اللغة الإنكليزية بكتاب جديد».

السيدة "فادية المصري"

وعن توقعات "باسل" لمجموعه يقول: «كنت أتوقع مجموع 238 من أصل 240 إلى أني خسرت /5/ درجات في مادة اللغة العربية، طموحي هو دخول كلية الطب البشري أو كلية طب الأسنان وغرضي من دخولها هو غرض إنساني في معالجة أمراض الناس».

ويضيف: «هناك شكوى دائمة من مادة اللغة العربية لكون تصحيح الموضوع لا يخضع لشروط محددة تماماً».

الأول على ثانوية ابن خلدون

وفي حديث "باسل" عن أسباب تفوقه يقول: «الأمر يعود إلى تشجيع والدتي المستمر الذي كان أفضل العوامل المؤثرة علي والدعم الذي لاقيته من إخوتي ومن جدي، والتوفيق من الله سبحانه وتعالى قبل كلّ شيء، إن من يتعب على نفسه في آخر شهرين قبل بدء الامتحان يلاقي النتائج التي يرجوها».

أما عن سرّ نجاحه فيقول: «تنظيم الوقت والتخطيط للدراسة هو سر النجاح فعلى الجميع التخطيط للعمل قبل البدء فيه، كما أن للمدرسة والمعاهد التحضيرية دوراً في النجاح وكذلك التوجيه الذي لاقيته من الأسائذة».

"باسل" درس بمعدل /8/ ساعات خلال اليوم أثناء السنة الدراسية تضاعف هذا الجهد إلى /16/ ساعة قبل شهرين وخلاله.

ويضيف: «من العوامل المساعدة في النجاح أيضاً هي الجو الهادئ في المنزل، وهذا ما قام به الأهل، فكافة الشروط كانت مؤمنة للتفوق».

وتقول الوالدة: «عندما كان ينام أو يذهب إلى المدرسة كنت أقوم بواجباتي المنزلية، فعندما كان يستيقظ كنت استيقظ معه، وعندما ينام ألتفت إلى شؤون المنزل وإعداد الطعام، انعزلت عن المجتمع تماماً وخاصة خلال الامتحان، ومنذ بداية العام الدراسي خصصت يوماً واحداً من كلّ شهر لاستقبال الأقرباء والأصدقاء كلّ ذلك لأجل عيون "باسل"، ولأؤمن له الظروف المناسبة للتفوق».

ويقول "باسل" عن رأيه في مواد الشهادة الثانوية: «المواد التي درستها في البكلوريا كانت حفظية عدا المواد العلمية في الرياضيات والفيزياء والكيمياء، ويؤخذ على المواد الأخرى طريقة الحفظ فيها، هذا ما يمكن استنتاجه من جداول التصحيح التي كنت قد أطلعت عليها، والتي تشجع على الحفظ البصم للنجاح».

قطيعة شهدها "باسل الشامي" مع التلفاز وجهاز الحاسب اللذين اعتبرهما من أدوات إضاعة الوقت.

يقول: «أوجه شكراً لمدرس مادة الديانة الأستاذ "صفوان الشبلي" والذي علمني مقولة هامة جداً هي "اعرفوا الله في الرخاء، يعرفكم الله في الشدة" وقد اقتنعت منه بفكرة عدم إهمال مادة التربية الدينية كما يفعل بعض الطلاب لأنها لا تدخل في المجموع الفعلي».

أهداه شقيقه جهاز حاسب محمول، أما شقيقه الآخر فأهداه جهاز هاتف خليوي، لكن الجائزة الأكبر التي نالها هي التفوق الذي قدمته له الوالدة.

يقول: «البكلوريا متعة حقيقية عندما تشتعل فيها نار المنافسة، إلا أنها كمعلومات أعتبرها دون المستوى المطلوب، وأعتبر أن المرحلة الجامعية أسهل من دراسة البكلوريا وذلك بسبب الضغط النفسي الذي تخلقه، لكونها تحدد مستقبل الطالب».

ويهدي المتفوق "باسل الشامي" نجاحه إلى كل من مدّ له يد المعونة: «جدي "وحيد الدين المصري" الذي تابعني لحظة بلحظة، وإلى والدتي ثانياً ولإخوتي ولكل من شجعني ودعمني معنوياً وعلمياً».