/9299/ هذا هو الرقم الإمتحاني للطالبة الأولى على مدينة "حماة" والرابعة على مستوى المحافظة في امتحان الشهادة الثانوية بفرعها الأدبي الطالبة "مروة الأسود" ، وإن كنّا سنستمر عن الحديث بلغة الأرقام فمجموع درجاتها بلغ /245-263/درجة، هذا ما حققته الطالبة "مروة" بعد عام من النشاط والكدِّ والعمل المتواصل.

موقع eSyria زار الطالبة "مروة الأسود" بتاريخ 21 تموز 2009 في منزلها في حيّ الشريعة، وبارك لوالدها السيد "بشار الأسود" نجاح ابنته فحدثنا: «أختها الأكبر منها بسنتين استطاعت أن تحرز المركز الأول على مدينة "دبي" في الشهادة الثانوية وحصلت على منحة من حاكم دبي للدراسة في الجامعة الأمريكية ولكن شاءت الظروف أن أتقاعد وأعود إلى سورية فسجلت في كلية الهندسة المعلوماتية في جامعة البعث، هذا التفوق من الأخت الأكبر خلق عند "مروة" حس المنافسة، فأرادت تحقيق إنجاز مشابه لإنجاز أختها من خلال إحرازها درجات عالية فكان هدفها الحصول على المركز الأول على القطر».

أما المتفوقة "مروة الأسود" فالت: «تعودت منذ صفري على التفوق، ولعلها التجربة الأولى لي في أن أتقدم لامتحان بمنهاج كامل، كما أنها المرة الأولى التي أتقدم فيها لامتحان مفصلي، حيث يعتبر الصف التاسع في الإمارات العربية المتحدة مجرد مرحلة انتقالية».

مروة رسمت ابتسامة عريضة لدى والدها

فقدت "مروة" /7/ درجات في مادة اللغة العربية، وساهمت هذه العلامات المفقودة في تراجع ترتيبها إلى المرتبة الرابعة على مستوى القطر.

تحلم "مروة بالدخول إلى كلية التربية قسم "إرشاد نفسي"، يقول والدها: «شفافية شخصيتها تسمح لها بالنجاح في هذا القسم»، وتقول هي: «أحببت مادة الفلسفة وكتاب علم النفس، وأتابع دائماً برامجاً من هذا النوع على التلفاز، وقد سألت بعض الأصدقاء الذين دخلوا هذا القسم فحدثوني عنه وأعجبني ما ذكروه، وشعرت بأنه يلبي طموحي».

المتفوقة "مروة الأسود"

وحول اختيارها لكليّة "الإرشاد النفسي" يقول والدها: «أحبت "مروة" هذا الفرع لأنه يعنى بالطبيعة الإنسانية وأتمنى أن تقوم بدورها في المجتمع، أريدها أن تطوّر نفسها عن طريق الدورات، كما أتمنى لها أن تحرز ما تريده فهي أخبرتني أنها تطمح لنيل شهادة الدكتوراه».

وعن سر نجاحها قالت "مروة": «تنظيم الوقت هو سرّ النجاح، فقد بدأت منذ الصيف الماضي بإعداد نفسي، من خلال الاستفادة من العطل في مراجعة المعلومات، بالإضافة إلى المتابعة اليومية للدروس وعدم تأجيل أي شيء إلى الأيام التالية، وعدم إهمال أي جزء من المنهاج، ولم يكن لدي مانع في الاستفادة من بعض الدروس الخاصة عندما أجدُ لدي بعض نقاط الضعف في بعض المواد؛ كذلك حاولت أن أكون جديّة في الدروس فلم أهمل مادة التربية الدينية كما يفعل البعض، ولم أعتمد على الملخصات مع أني استعنت بها في بعض الأحيان، ولم أخد بما يسمى "التوقعات"».

السيد بشار الأسود

وعن وقت الراحة والدراسة تضيف: «هي سنةٌ حاسمةٌ تحدّد مصير الطالب، ولكن ذلك لم يمنعني من أن أحصل على قسط يومي من التسلية، فلم أحرم نفسي من شيء وبنفس الوقت أعطيت لكل شيء حقه».

درست "مروة الأسود" بمعدل /8/ ساعات تقريباً خلال العام، أما في عطلة الشهرين التي سبقت الامتحان فكانت تستيقظ باكراً ولم تحب السهر، وكانت الدراسة باكراً مفيدة بالفعل لها، ومن يدرس ويتابع خلال العام لا يصعب عليه أي شيء في الامتحان.

أما والدها السيد "بشار الأسود" فهو مدرس في جامعة البعث حاصل على إجازة في التربية الرياضية، بخبرة تجاوزت /35/ عاماً قضى منها /28/ عاماً في التدريس في ثانويات "دبي" وتنقل بين عدة مدارس وأندية كمدرب للعبة كرة اليد في الإمارات العربية المتحدة.

يقول السيد "بشار": «متابعة والدة "مروة" والحاصلة على دبلوم تخدير لابنتنا والتي سخرت نفسها لرعاية أولادها أثمرت في النهاية».

"مروة بشار الأسود" والتي أتمت أغلب مراحلها التعليمية في مدينة "دبي" قالت عن رأيها بالمناهج في سورية: «ضخمة جداً فوجود أربع كتب لمادة الفلسفة هو أمر يخلق التوتر بمجرد ذكره، النظام التعليمي في سورية جيد ولكن التعليم في الإمارات يختلف، فهناك تدخل الأساليب العلمية الحديثة في التعليم ووسائل الإيضاح المتطورة التي تعمل على تطوير وتنمية الميول والمواهب، يجب أن لا يمضي الطالب الوقت كله بالحفظ بل يجب أن يبحث عن المعلومة وهذا ما سيرسخ حفظها في ذهنه، كما يجب إتاحة الفرصة أمام الطالب ليساهم في الدرس من خلال تكليفه بمهام ونشاطات صفيّة وتقديمه للبحوث بغرض توسيع ثقافته، ولكن ربما توجد بعض الصعوبات التي تحول دون ذلك ومنها العدد الكبير من الطلاب الموجودين في كل صف، بالإضافة إلى ضعف الإمكانيات المتاحة».

وعن سبب اختيارها للتخصص في الجامعة تقول: «يجب أن يدخل الشخص الفرع الذي يحبه في الجامعة وأن يراعي ميوله، لا أن يدخل حسب مجموعه، فالرغبة هي طريق الإبداع، ويجب على الطالب أن يحب ما يعمل ليعمل ما يحب».

وتنهي الآنسة "مروة" حديثها: «أحبُّ أن أبارك لزميلاتي النجاح في المدرسة نجاحهن، وأعدُ الأهل بأني سأستمر في مسيرة التفوق نحو تحقيق طموحي».