تباين الاهتمامات بين جيل وآخر أمر طبيعي بحكم المتغيرات، والتطور الذي يطرأ باستمرار على كل مكونات الحياة البشرية، فمن الاعتماد على الكتاب كوسيلة للمعرفة، إلى عالم مذهل من الاتصالات، من صداقة حقيقية ربما نادراً ما كنا نجدها، بينما هي اليوم أسهل وصف يمكن لإنسان أن يصف به آخر، هذه المتغيرات، وما يدور في خلد جيل جديد، أسئلة تبحث عن حل، أو توضيح على أقل تقدير.

موقع eSyria التقى الشاب "معد كلثوم" يوم الخميس 16 تموز 2009 وهو أحد أبناء هذا الجيل الذي على تماس مباشر مع هذه المتغيرات التي طرأت، فكان الحوار التالي:

  • ما أهم المعوقات التي تواجهونها أنتم الشباب؟
  • "معد كلثوم" وعالم التصميم الإلكتروني

    ** يمكن أن أقول أنها ملأى بالمعوقات، وربما كل جيل يقول عن نفسه ذلك، أحياناً هناك مصطلحات نسمعها تتهمنا بالتقصير، وهذا ليس صحيحاً، لا شك أن وجود عدد كبير من أبناء هذا الجيل غير مبالٍ ولكن هذا لا يشمل الجميع، بالنسبة لي فكنت متى بلغت سن المراهقة أردت التغلب عليها، فبدل أن أقضي الوقت بالسهر ولعب الورق، بحثت عن شيء أعتمد فيه على نفسي، لأعمل على مشروع ما، فكانت فكرة إنشاء مقهى إنترنت بالشراكة مع صديق لي، صحيح واجهتنا صعوبات كثيرة فرضها الروتين الناجم عن القرارات الإدارية في ترخيص أي مشروع، ولكننا تجاوزنا كل شيء حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن.

  • هل تعتبر هذه الأمور من المعوقات التي يواجهها هذا الجيل؟
  • مع صديقه "خالد إسماعيل"

    ** لم يقتصر الأمر على هذه النواحي، بل تعداه إلى جوانب أخرى خاصة منها الدراسة الجامعية، فنحن نتعرض لعدم الإنصاف من قبل المدرسين، حتى بتنا نشعر بهم وكأنهم يريدون الانتقام منا، وكأنهم لم يكونوا يوماً مثلنا طلاباً يشعرون بما نشعر به نحن، وبالإمكان قياس الأمور على أكثر من جانب.

  • بات الانترنت عامل جذب للشباب، هل تنصحهم به؟، أم أن هناك أشياء يجب على الإنسان أن يلتفت إليها أولاً؟
  • في عمله بالمقهى

    ** الانترنت هو لغة التواصل العالمي اليوم، ولا أحد يستطيع نكران ذلك، كما أنك لن تستطيع التواصل مع الآخرين ولن تستطيع الاستفادة من علمهم أو الإفادة من علمك، بغض النظر عن بعض المخاطر في شبكة الانترنت، إلا أننا لا نستطيع أن نختبئ وراء إصبعنا ونقول لا للانترنت، فبدلاً من قول ذلك يجب العمل على أن نستثمر هذا العلم والثورة الجديدة بما يزيد من تواصلنا مع باقي شعوب الأرض، وفيما بيننا على امتداد الوطن العربي.

  • ننتقل إلى مجال آخر أكثر تداولاً، "الصداقة" عبارة تطلق بالمجان على أي شخص نتعرف إليه قبل ساعة، هل برأيك توجد صداقة بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة بين جيل الشباب في هذه الفترة؟.
  • ** أن تكون صديقاً يعني هذا أن تكون صادقاً، ومتى انتفى وجود الثانية في المرء، فإن لا وجود للأولى بحكم الضرورة، بالنسبة لي أؤمن بوجود الصديق الحقيقي نظراً لمواقف كثيرة حدثت لي شخصياً كان الصديق فيها هو السند، فرغم ما يشاع عن وجوب التفريق بين الزميل والرفيق والصاحب، والصديق، وهي بالتأكيد صحيحة، ولكن تبقى الصداقة متربعة على عرش المشاعر الإنسانية، لذا تجب بالضرورة الدقة في اختيار الصديق.

  • بعد الصداقة هناك أمران اثنان: الواجب، والحب، ماذا تفعل لو وضعت في موقف يجب أن تختار أحدهما على حساب الآخر، فمن أين تبدأ؟، وأي الأمرين ينحى جانباً بالنسبة لك؟
  • ** لن أكون مثالياً في الإجابة، ولكن أستطيع القول أن الواجب أهم من الرغبات، ولكني إنسان واقعي، فبالتأكيد متى وقعت في موقف يفرض عليّ ترك أمر لأجل الآخر، سأقوم بالمفاضلة بين رغباتي، ومصالحي، ومصالح الآخرين، ثم اختار المناسب، ففي كثير من الأحيان قد تضطر لترك الواجب مقابل بعض الأمور الأكثر منطقية، وأشد واقعية، ولكن إن استطاع كل منا أن يتجاوز كل الرغبات والشهوات في سبيل الواجب، فإننا سنكون بألف خير.

  • ما الشيء الذي تكره ممارسته من قبل شباب هذه الأيام؟
  • ** أكره بعض مفاهيم الشباب، وكيف يتعاملون معها، فهي برأي الكثيرين عبارة عن فترة لهو واستمتاع، كما أن البعض يعتبر مرحلة الشباب هي الفترة التي يجب أن يتصرف فيها كما يحلو له دون رقيب، أو حتى وازع أخلاقي، فمرحلة الشباب وكما أراها هي مرحلة البناء والعمل.

  • لو قلبنا السؤال، وقلنا لك: ما الشيء الذي تحبه في شباب هذه الأيام؟
  • ** لا يوجد شيء مشترك بين الشباب، ربما هناك اهتمامات متقاربة بعض الشيء لكنها غير متطابقة، وهذا أمر يدعو للوقوف كل على حدة لينطلق في هذه الحياة حسب التصورات التي يراها مناسبة، ولكن يمكن القول أن اندفاع هذا الجيل نحو العلم هو الذي يجعلني أحب فيهم هذا الاتجاه.

  • ما دراستك، وهل من عمل تقوم به بالتزامن مع الدراسة؟
  • ** أنا خريج المعهد الصحي، وموظف في شبكة "الآغا خان" للتنمية- البرنامج الصحي، كما أنني مسجل في كلية الحقوق، وأنا اليوم في السنة الثالثة في جامعة "دمشق" (تعليم نظامي)، أملك حصة في مقهى "المحترفون نت" في "سلمية" ومن أهم هواياتي هو الكمبيوتر، خاصة تصميم المواقع.

  • من أنت بعد عشر سنوات قادمة؟
  • ** أظن أنني سأكون إنساناً يتعلم، ويعمل، ويخطط لعشر سنوات أخرى قادمة.

    الجدير ذكره أن الشاب "معد كلثوم" هو من مواليد "سلمية" في العام 1985.