لعل الشعر ليس مجرد قواف وأوزان، أو عبارات تطلق، بل إنه واقع وخيال ينبع من مشاعر وأحاسيس في أعماق الشاعر، فيثير الشعور، ويحرك الوجدان، وتنبض به القلوب، لكنه يحتاج إلى صحة في الانطلاقة، كي يسلم من الأخطاء ويصبح معبراً هادفاً...

ومن أجل ذلك اجتمع المبدعون الشباب هواة "الشعر العربي" من طلاب كلية الطب البيطري والمعهد التقاني للطب البيطري كواحدة من إحدى الأمسيات في "حماة" بتاريخ 3/4/2009 في كلية الطب البيطري، حيث أقام الاتحاد الوطني لطلبة سورية "فرع حماة" أمسية شعرية للطلاب وقد شارك عدد من الطلاب بهذه الأمسية منهم "صدام الموسى" و"زيد المصطفى" و"حسين الحسن" و"علاء الخطيب" و"عبد الرزاق العبد" و"فادي زريق" و"عبد الله حجازي" بقصائد من بنات أفكارهم والتي تضمنت مختلف ألوان الشعر العربي الفصيح من "حديث" و"قديم" وحتى "نبطي" ألقيت أمام لجنة تحكمية تألفت من خيرة أدباء المحافظة أمثال الأستاذ "علي عيد" والأستاذ "معاوية كوجان" والإعلامي الكبير "فاروق طه"، وقد نال الشعراء الهواة مرادهم وعرفوا أخطاءهم، وخرجت الأمسية بحلة جميلة نالت رضا جميع الطلاب الحاضرين بالإضافة للجنة التحكيمية.

هذا لا يعني أنه لا توجد مواهب بل على العكس، فهناك الكثير ممن سمعناه، فقد لفت نظري كل من الطلاب "فادي زريق" و"عبد الله حجازي" وأنا أتوقع لهما مستقبلاً شعرياً متميزاً ومتألقاً إذا ما بذلوا مزيداً من الجهد في تصوير الأدوات، وهناك شعراء شباب تنبئ أشعارهم عن مستقبل واعد، وفكر ذكي، ويقدمون عطاءات جميلة، ولكن بعضهم حديث التجربة

eSyria التقى بعض أعضاء اللجنة التحكيمية بعد الأمسية الشعرية للاطلاع على تقييمهم للأعمال التي قدمها الطلاب، منهم الأستاذ "معاوية كوجان" حيث قال:

لجنة التحكيم

«لقد استمعنا اليوم إلى ثلة من الشعراء الشباب الموهوبين الذين يحبون الشعر ويتمنون أن يكونوا مبدعين به مستقبلاً، والأعمال التي قدمت بمجملها جميلة وجيدة، لكن القاسم الأكبر المشترك بين جميع الشباب المبدعين هو عدم التمكن من اللغة والعروض في قصائدهم التي ألقوها، وهنا أوجه كلمة لهم مفادها انه لا بد لمن يحب منهم أن يكون شاعراً مستقبلاً أن يتمكن من "اللغة" و"العروض" حيث يعد الاثنان أساسان لابد للشاعر أن يلتزم بهما، وأن يتقيد بضوابطهما كي يستقيم الشعر، والإلمام الكبير باللغة والعروض يقي من اختلال القوافي، وأنا أشجع تلك المواهب لأن أي موهبة ما لم تصقل تقع بتلك الأخطاء، وأنا أدعو الطلاب المهتمين بالشعر إلى الاطلاع على الأدب العربي والعالمي كي ينتجوا شعراً معبراً هادفاً موزوناً».

وأضاف:

«هذا لا يعني أنه لا توجد مواهب بل على العكس، فهناك الكثير ممن سمعناه، فقد لفت نظري كل من الطلاب "فادي زريق" و"عبد الله حجازي" وأنا أتوقع لهما مستقبلاً شعرياً متميزاً ومتألقاً إذا ما بذلوا مزيداً من الجهد في تصوير الأدوات، وهناك شعراء شباب تنبئ أشعارهم عن مستقبل واعد، وفكر ذكي، ويقدمون عطاءات جميلة، ولكن بعضهم حديث التجربة».

جانب من الحضور

أما الأستاذ "علي عيد" فقال:

«أنا أوصي كل طالب يدق باب الأدب أن يدقه بعنف مبتدئاً من "الشعر الجاهلي" إلى "الشعر الحديث"، ويجب أن يتبع هذا التسلسل كل طالب يريد أن يكون له مستقبل أدبي شهير، وأن يقرأ ما كتبه الأقدمون ثم ينتقل إلى المعاصرين، أما أن يبدأ من المعاصر فهو لن يكتب شعراً على الإطلاق، وأشكر كل جهد حقيقي لأي طالب يهوى الأدب وعندي إحساس كبير بتقدير الأشخاص الذين لا يكتفون بمقرراتهم الجامعية الضخمة ويتطلعون إلى أهداف أخرى، وأضيف إلى ما ذكرت أن يهتموا بتاريخنا لأننا في عصر يحاول أعداء هذه الأمة أن يشوهوه ويمسحوه من عقول الشباب، وإن بداية الألف ميل تكون بخطوة واحدة، فما أجمل أن يحصد الإنسان ثمار جهده.. وأجمل من ذلك عندما يشعر بأهمية الكتابة والإبداع».

تكريم الفائزين

وأما الطالب "يامن بركات" مسؤول الثقافة والإعلام في الهيئة الإدارية التابع لاتحاد طلبة "حماة" وأحد منظمي هذه الأمسية قال:

«لقد أحببنا أن نقيم هذه الأمسية من أجل كثير من الطلاب الموهوبين والذين يودون أن تقيّم أعمالهم، لذا أخذنا أعمالهم وعرضناها على خيرة أدباء "حماة" وطلبنا منهم التقييم أمامهم في أمسية جميلة كهذه، وتلك ليست مجرد بداية فقد أقمنا عرضاً مسرحياً لطلاب موهوبين ومتعلقين بالمسرح، فنحن نحاول في اتحاد الطلبة أن ندعم المواهب قدر المستطاع، وخاصة من الطلاب الأعزاء ونوفر لهم فرصاً لعرضها أمام مختصين كي يتطور أداءهم لأنهم إذا كانت بدايتهم صحيحة من المؤكد أن تكون الخاتمة صحيحة».

ومما يذكر أن الأمسية استمرت لمدت ساعتين، قرأ كل طالب قصيدتين من كتابته، وشهدت الأمسية تنافساً كبيراً، واختيرت قصائد كل من الطالبين "فادي زريق" و"عبد الله حجازي" كأفضل قصيدتين تم إلقاؤهما، وقد قام الدكتور "بشار صباغ" الوكيل الإداري للكلية بتوزيع هدايا تذكارية للفائزين.

وتلك بعض الأبيات من كتابة "عبد الله حجازي" في رثاء الشاعر الكبير "محمود درويش" بعنوان "دروب":

دروب بعيدة...

وراحت خطاها تحاول أن تعود...

مروا من هنا...

رقصوا رقصة الموت الأخيرة...

ذبحوا القصيدة...

وكلنا كنا الشهود...

دروب بعيدة...

وصوت خطاها يحاول أن يعود

تلك الشوارع وبقايا من أرواحنا ملت...

فمتى البكاء ولا حداد معلن...

ارتقى اليوم شهيد آخر...

سقط القلم...

درويش يا محمود...

دروب بعيدة...

ما سمعناك حين ناديت فينا...

يا قدس عودي...

يا قدس عودي...

يا قدس عودي إلى ضمائرنا...

كي نعود...