في خطوة مميزة على صعيد "جامعة البعث"، أقيم في كلية الطب البيطري في "حماة" بتاريخ 21/3/2009 "الملتقي الطبي البيطري بين جامعة البعث وجامعة برلين الحرة"، تمت من خلاله إعطاء محاضرات حول أحدث التقنيات البيطرية في جراحة الحيوانات، وهذا الملتقى الأول من نوعه، وقد شارك بهذا الملتقى من الجانب الألماني البروفيسور الدكتور "ليو بورنبيرغ" عميد كلية الطب البيطري في جامعة برلين الحرة ورئيس مستشفى الحيوانات الصغيرة ورئيس قسم الجراحة، وشاركه الدكتور "ميشيل بورغر" كبير الجراحين في مستشفى برلين الحرة، أما من الجانب السوري الدكتور "أحمد عيان" والدكتور "جورج منشي" وهما يجريان رسالة الدكتوراه في ألمانيا.

وللاطلاع أكثر عن هذا الملتقى eSyria التقى الدكتور "ليو بورنبيرغ" الذي حدثنا عن طبيعة هذا الملتقى بقوله:

في ألمانيا "مجمع علمي" وظيفته حل المشاكل أو طرح بعض المشكلات العلمية التي تعترض الأطباء في العالم، وسورية جزء من هذا العالم لذا أي مشكلة تعترض صحة الحيوان هنا لن يتوانى هذا المجمع عن إرسال فريق لحلها، وهذه زيارتي الأولى لسورية ولن تكون الأخيرة، وسيتم مستقبلاً الإعداد للقيام بجولات عملية "سيمينار" مدعومة من الجامعتين

«إن هذا الملتقى يعتبر نقطة بداية للتعاون في المجالات الجامعية، وباعتباري أدرّس بعض الطلاب السوريين أحببت أن أزور هذه الكلية، وتعرفت عن طريقهم على إمكانيات وجود نقاط مشتركة لتطوير هذه العلاقات، ولأنني ناطق رسمي باسم "جامعة برلين الحرة" بما يخص العلاقات الخارجية، فجامعة برلين مهتمة جداً بهذه اللقاءات، ونحن بدأنا بالطب البيطري لأنه الأساس لكل الدراسات والأبحاث ومن الممكن أن تتطور لتشمل كليات أكثر في السنوات القادمة».

البروفسور بورنبيرغ والدكتور احمد العيان

وعن ترتيب هذه الزيارة قال الدكتور "أحمد عيان":

«إن مجال الطب البيطري يعد من النقاط التي تهم الطرفين، ويوجد تعاون كبير بين أوروبا وسورية في هذا المجال، لذا كل جانب بذل جهداً معيناً من ناحيته، وكان تتويج الجهد المشترك هو هذا الملتقى حيث توجد فائدة للطرفين، وبحكم أننا طلاب سوريون في ألمانيا تم التنسيق معنا لإقامة هذا الملتقى، ثم وصلتنا دعوة رسمية من "جامعة البعث"، وفي ألمانيا أكثر من (100) كلية، وهناك فقط (9) كليات مصنفة بترتيب "ممتاز" وبرلين الحرة تحتل "المركز الأول" لذا فهي تنال القسط الأكبر من دعم الدولة لشؤون الأبحاث والملتقيات الطبية».

كبير الجراحين ميشيل بورغر

ومن الأمور التي لفتت انتباه الدكتور "ليو" هو إقبال الطلاب على حضور هذا الملتقى حيث قال:

«بصراحة إن هذا العدد فاجأني شخصياً، وهذا دليل على اهتمام الطلاب، وكنا في بعض الأحيان نطيل بالشرح وقد امتد لساعات إلا أن عدد الذين تركوا القاعة قليل جداً، وفي أغلب الأحيان النقاش الذي يلي المحاضرة يفوق وقت المحاضرة، ونحن جئنا من ألمانيا كي نعطي أكبر قدر من الفائدة، صحيح أننا القينا محاضرات نظرية لكنها مفتاح لأي طالب مهتم بأمور الجراحة حيث تم عرض بعض الحالات النادرة وكيفية معالجتها وأحدث ما توصل إليه الأطباء من طرق للعلاج حول العالم التي لم تستخدم في سورية حتى الآن».

الدكتور جورج منشي

وعن إمكانية رؤية "فريق طبي بيطري ألماني" مستقبلاً في سورية قال الدكتور "ليو":

«في ألمانيا "مجمع علمي" وظيفته حل المشاكل أو طرح بعض المشكلات العلمية التي تعترض الأطباء في العالم، وسورية جزء من هذا العالم لذا أي مشكلة تعترض صحة الحيوان هنا لن يتوانى هذا المجمع عن إرسال فريق لحلها، وهذه زيارتي الأولى لسورية ولن تكون الأخيرة، وسيتم مستقبلاً الإعداد للقيام بجولات عملية "سيمينار" مدعومة من الجامعتين».

وأضاف:

«أنا قمت بجولة ميدانية على أقسام الكلية ورأيت الكثير من الإمكانيات التي تتمتع بها، لكن ما ينقص هو "الخبرة" والتي من جانبنا نحاول إعطاء التسهيلات للطلاب السوريين الحصول على الدكتوراه سواء أكانت هذه التسهيلات علمية أو مالية، وأنتم في هذه الكلية تتمتعون بالكثير من النقاط التي "تفوق" جامعة برلين الحرة، أهمها "اللغة العربية" التي تدرسون بها في تفهم من قبل الجميع لذا لا توجد صعوبات بالتلقي أما في برلين فنحن نضطر للشرح بلغة أخرى أو لغتين أحياناً ليفهم كل الطلاب، وأيضاً هناك نقطة أخرى وهي أن هذه الكلية "وحيدة" في سورية ولها امتدادات كبيرة داخل الدول المجاورة مثل "لبنان" و"العراق" و"الأردن" مما يساهم في وحدة المعلومة على عكس الكليات في ألمانيا فالمعلومة بسبب تعدد الكليات البيطرية تخضع لكثير من الاجتهادات الفردية مما ينقص من قيمتها»

ومن ناحيته الطالب "معاذ العمار" من طلاب كلية الطب البيطري قال:

«لهذا المؤتمر فائدة كبيرة بالنسبة للطلاب، ولو أنها تنحصر في المجال النظري البعيد عن التطبيق هنا إلا أنها تعطي فكرة وافية عن بعض الحالات التي تعترض الأطباء ضمن الحياة المهنية، وتم في هذا الملتقى الحديث عن العديد من الحالات التي جلبت من حول العالم، ومن حسن الحظ أن أشهر الأطباء البيطريين في العالم أعطونا إياها، وهذه فرصة لن تتكرر كثيراً، ونتمنى من إدارة الكلية المثابرة على مثل هكذا لقاءات لأنها تساهم برفع سوية الأطباء البيطريين والاهم من ذلك أن ترفق ببعض التطبيقات العملية».

استمرت أعمال الملتقى لثلاثة أيام تم فيها إعطاء العديد من المحاضرات منها "أمراض مفصل الكوع" و"الزراعة العظمية" و"الجراحة التنظيرية للمفاصل عند الكلاب" و"معالجة الكسور بواسطة الصفائح"