في التاسعة صباحاً يبدأ الأطباء باستقبال المرضى الذين يقصدونهم من القرى المجاورة، حتى الساعة الثالثة والنصف، ليستريحوا بعد ذلك، ويعاودوا عملهم الإنساني في السادسة مساءً.

مشروع أطلقه اتحاد طلبة سورية، يهدف فيما يهدف إلى نشر ثقافة التطوع عند الشباب، وإلى تقديم أكبر قدر ممكن من المساعدات الطبية والصيدلية للمحتاجين في المناطق الريفية الفقيرة.

أغلب الحالات التي أتت إلي كانت حالات ارتفاع ضغط شرياني، وبعض حالات التحسس، كان هناك أيضاً استشارة لمريض كلية، نحن مزودون بأجهزة إيكو، وجهاز لتخطيط القلب، نحن نحاول تخفيف الألم عن المرضى، لذلك نشارك في هذا المخيم التطوعي

الخطوة هي الثانية للمخيم الطبي بعد نجاح الخطوة الأولى التي أبتدأها في "عفرين" من محافظة "حلب"، وينقسم هذا المشروع إلى عدة مخيمات تطوعية هي مخيم الآثار، والمخيم الطبي السني الصيدلي، ومخيم الطبي البيطري. المشروع سوف يعبر إلى عدة محافظات هي "حلب"، "حمص"، "حماه"،"القنيطرة"، "طرطوس" ويختتم أعماله في مدينة "الرقة". المخيم يقدم خدمات طبية، تبدأ من المعاينة والتشخيص وعلاج الحالات البسيطة والمتوسطة، وإجراء بعض العمليات السنية، إلى تقديم الأدوية المجانية المناسبة لهذه الحالات.

المتطوعون هم طلاب دراسات عليا في كلية الطب والصيدلة والأسنان، بالإضافة إلى بعض أساتذة الجامعات، الذين قدموا بكل عزيمة في محاولة منهم تقديم العون والشفاء.

موقع eHama زار المخيم الطبي التطوعي في منطقة "دردار" التابعة لبلدية "شطحة" في محافظة "حماه" بتاريخ 2/8/2008، والتقى مع عدد من المتطوعين الشباب، وبعض المرضى وأساتذة الجامعات.

الطبيبة "رولا قره علي" في السنة الثانية دراسات عليا جامعة "دمشق" حدثتنا عن الحالات المرضية التي عاينتها قائلة: «أغلب الحالات التي أتت إلي كانت حالات ارتفاع ضغط شرياني، وبعض حالات التحسس، كان هناك أيضاً استشارة لمريض كلية، نحن مزودون بأجهزة إيكو، وجهاز لتخطيط القلب، نحن نحاول تخفيف الألم عن المرضى، لذلك نشارك في هذا المخيم التطوعي».

الطبيب "عامر الطهاوي" السنة الثالثة دراسات عليا اختصاص داخلية قال: «البارحة قمت بعلاج إحدى الحالات خارج نطاق المخيم، حيث توجهت إلى منزل أحد المرضى وقمت بعلاجه، نحن هنا في العمل التطوعي في محاولة لتطبيب الريف من خلال هذا المشروع الذي يقيمه اتحاد الطلبة في سورية، نحاول أن نبحث عن حالات مرضية جديدة، ونمارس الطب ببعده الإنساني، هذا اليوم قمنا بعلاج حوالي /100/ مريض صباحاً، وهو عدد قليل مقارنة بمخيم "عفرين" حيث كان يأتي إلينا بحدود /1000/ مريض يومياً، نتوقع المزيد من الإقبال في الأيام القادمة».

الدكتورة ختام معراوي

السيد "حكم حمود" الذي قدم من قرية "جورين" قال لنا: «سمعت بالمخيم وبالخدمات الطبية التي يقدمها، فجلبت ابنتي لمعاينتها، الطبيب الذي كشف عليها، أخبرني أنها تعاني من حساسية بالعين، أما زوجتي "سماح علي" فهي تعاني من حساسية صدرية، وقدمت لنا الأدوية مجاناً، أتمنى أن يمتد هذا العمل الإنساني ليشمل الريف بكامله، فنحن نتفاءل دائماً بهذا الشباب الخيّر، ونشكره على جهوده».

الدكتورة "ختام معراوي" رئيسة قسم مداواة الأسنان في جامعة البعث تحدثت إلى موقعنا قائلة: «يكتسب الطلاب خبرات جيدة من خلال هذه المخيمات، حيث الأجهزة مؤمنة لجميع الاختصاصات، لدينا عيادة مداواة أسنان متنقلة ومجهزة بكافة الأدوات والوسائل، هنا يوجد جميع أنواع الحالات السنية، خاصة وأن طلاب الدراسات العليا يعتمدون على الحالات العملية بشكل رئيسي، اليوم كانت هناك حالة جراحية لطفل في عمر التسع سنوات، وهي استئصال نابين، وقد أجريت العملية بنجاح، والبارحة كانت هناك عميلة جراحية لطفل أيضاً، أطباء الجراحة أيضا عملوا حتى الآن حوالي عشر حالات جراحية، كأطباء أسنان فإن الوقت يحاصرنا، خاصة في ظل وجود عيادة سنية واحدة، فكل حالة سنية بحاجة إلى نصف ساعة على الأقل، وهذا يحد قليلاً من سرعة العمل».

من الجدير بالذكر أن المخيم الطبي يستمر حتى نهاية يوم الاثنين 4/8/2008، حيث يفتتح المخيم الأثري لتأهيل موقع "أفاميا" الأثري بدءاً من يوم الخميس 7/8/2008 وحتى يوم الأحد 10/8/2008، أما بالنسبة للمخيم الطبي البيطري الزراعي فيمتد من يوم الثلاثاء 12/8/2008 وحتى يوم الخميس 14/8/2008.