لأن علاج الأسنان موضوع يثير الخوف في نفوس الأطفال في أغلب المجتمعات، وجد الطبيب "علام مصطفى" الطريقة الأنسب لتغيير هذه النظرة عن العيادة السنّية، وحوّلها إلى مكان مرح ونزهة محققاً نتائج لافتة في تعامله مع الصغار.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 3 نيسان 2019، التقت الدكتور "علام مصطفى"، ليتحدث عن بداياته بالقول: «لم تكن رغبتي دخول كلية طب الأسنان، وكان طموحي المعهد العالي للفنون المسرحية، ومع ذلك قمت بدراسة السنوات الثلاث الأولى في الكلية من دون طموح أو دافع.

بدأت من دون أي تخطيط مسبق، ومن دون أن أجد تفسيراً واضحاً؛ أصبحت أقضي ساعات طويلة في قسم الأطفال، وأتعامل مع أصعبهم وأعقدهم، وبعد أن كان المشرفون يؤكدون استحالة تكيف بعض الأطفال على كرسي العلاج كانت النتيجة معاكسة. القصة ليست بتلك السهولة التي يراها الناس، وتوجد حالات تفشل معها طرائق الإبهار، أضطر إلى استخدام أساليب أخرى للتقرب

بدأت الرغبة والسعي إلى التميز خلال السنة الرابعة، وبتطبيق العملي كان أحد زملائي يواجه صعوبة بتكييف الطفل على كرسي المعالجة، فاقتربت من الطفل؛ وبدأت أبهره بالحركات والقفز، وخلال عدة دقائق كان الطفل متعاوناً من دون معرفة السبب لتقبله العلاج بكل هدوء».

مع طلاب المدارس

وعن فكرة اللعب مع الأطفال قبل المعالجة، ومن أين استوحاها، يكمل بالقول: «بدأت من دون أي تخطيط مسبق، ومن دون أن أجد تفسيراً واضحاً؛ أصبحت أقضي ساعات طويلة في قسم الأطفال، وأتعامل مع أصعبهم وأعقدهم، وبعد أن كان المشرفون يؤكدون استحالة تكيف بعض الأطفال على كرسي العلاج كانت النتيجة معاكسة.

القصة ليست بتلك السهولة التي يراها الناس، وتوجد حالات تفشل معها طرائق الإبهار، أضطر إلى استخدام أساليب أخرى للتقرب».

الزي والطفولة يطغيان على العيادة

وعن تطبيقه للفكرة ومتى بدأت، يتابع: «بدأت أتقرب بالتفاصيل العلاجية إلى عقل الطفل، بعد ذلك وخلال سنتين ونصف السنة من المتابعة والاطلاع على كثير من المقالات والمحاضرات العلمية بهذا الخصوص، وبالتوازي مع الجهد بدأت أشعر بأنه من الضروري تطبيق هذه الجهود عملياً للمعالجات؛ لكي أتمكن من إنجاز أكبر عدد منها بأقصر وقت، وأعلى درجات الأمان للطفل.

هذا تحدٍّ لا ينتهي طوال ممارستي المهنة، وخلال هذه المدة فكرت بمشروع يحقق الشروط ويجد قبولاً عند الأهل والأطفال؛ فكانت فكرة الطب التفاعلي.

الدكتور مجد الشمالي

الفكرة في البداية كانت عشوائية؛ لأنني لم أجد هذه التجربة هنا، وعندما أجد بعض التجارب تكون فردية غير معممة وغير مجمعة ضمن خطة عمل أو منهجية، فبدأت محاكاة خيال الطفل والهواجس التي تمثّل عائقاً بتقبله للعلاج، وحولت أدوات الطبيب إلى ألعاب ترفيهية بيد الطفل، كما خصصت قسماً من غرفة الانتظار في العيادة ليكون مكاناً للعب والتسلية.

بهذه الطريقة كان القبول أكثر من المتوقع عند الأطفال، وعدد من الأطفال أصبحوا يتمنون أن تؤلمهم أسنانهم لكي يزوروا العيادة، فتحولت من طبيب إلى صديق يقدم جرعة من السعادة للأطفال».

ويختم حواره بالقول: «لكي نحقق الطب التفاعلي كأطباء لدينا نوعان من الخدمة يجب تقديمهما خارج العيادة، مثل: حملات في المدارس والروضات لرسم صورة جديدة للطبيب بمخيلة الطفل، وتعريف الأطفال بالأدوات الطبية عن قرب.

وخدمة داخل العيادة أو المستشفيات بتخصيص زاوية للأطفال لممارسة الألعاب حتى لو كانت رمزية، فالمهم الفكرة، إضافة إلى بعض التقنيات التي تختلف حسب كل طبيب».

ويضيف الدكتور "مجد الشمالي" عن خطوة زميله بالقول: «الدكتور "علام" اعتمد الإبهار والعفوية بالتعامل مع الأطفال منذ أيام الدراسة، بدأ مشروعه على مستوى العيادة الخاصة به، حيث لاقى قبولاً وصدى لدى الأطفال والأهل. هو دائم التطوير على نفسه والبحث عن الجديد في الطب التفاعلي، إضافة إلى تقبله للنقد بصدر واسع، وحريص دائماً على تحسين الأداء السريري بالتماهي مع راحة الطفل وتقبله للعلاج بسعادة».

يذكر، أن الطبيب "علام مصطفى" من مواليد مدينة "سلمية" عام 1995، حاصل على إجازة في طب الأسنان، جامعة "حماة".