اختار الطب كعمل إنساني عن قناعة، غير أن هاجس المتابعة في الاختصاص والتحصيل العلمي ظل معه كطيف جميل، اقتنص من حبه للعمل فرصة للمتابعة، فأتقن الجراحة العصبية في عمليات معقدة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الدكتور "مصطفى مومني" ليتحدث عن بدايته، ويقول: «أنا بطبيعتي أكره الأعمال السهلة، وأميل إلى المهن المعقدة والصعبة الإنجاز، ومنذ الصغر والحلم بأن أكون طبيباً حاضر في ذهني؛ وكان لي ذلك، فاخترت اختصاص الجراحة العصبية وهو من أكثر الاختصاصات الطبية صعوبة، لأنه معقد جداً يحتاج إلى صبر ودقة شديدين، فكان الاختصاص ناتجاً عن ميولي ورغبتي، ولو عاد الزمن بي إلى البدايات، لعدت واخترت ذات الطريق».

الدكتور "مصطفى مومني" الطبيب الذي لم يتردد لحظة في مساعدة أسر الشهداء وعائلات كثيرة يصعب ذكرها. كان يلبي كافة الخدمات الطبية من دون تردد، وبأي وقت؛ ويقوم بزيارة البيوت التي يصعب على المرضى الخروج منها. لقد جمع بين العلم والأخلاق والنخوة التي لا يتمتع بها إلا الرجال

أما عن إيفاده إلى "إيران" لمتابعة الاختصاص، فقال: «أنهيت دراستي في الثانوية العامة في قريتي الصغيرة "بري الغربي" التابعة لمدينة "السلمية"، ثم التحقت بكلية الطب البشري في جامعة "حلب"، وتخرجت فيها عام 2003، ونجحت بعد ذلك في المسابقة المعلن عنها لإكمال الدراسة على نفقة وزارة الدفاع بعد تخرجي في كلية الطب، وعملت في مستشفى "تشرين" بـ"دمشق" منذ عام 2004، وأنهيت تخصص الجراحة العصبية؛ ليتم بعد ذلك إيفادي خارج القطر لإتمام التخصص في الجراحة العصبية وجراحة العمود الفقري، وأشهر قليلة وأكمل هذه المهمة بنجاح؛ وأنهي تحصيلي العلمي العالي».

في غرفة العمليات

ويتابع عن عمله: «طوال عملي كنت مواظباً على التحصيل العلمي، ومررت بكل المراحل التي يمر بها زملائي، حيث مارست الطب في عيادتي لمدة ست سنوات؛ أي طوال مدة الاختصاص، وأتقنت كافة حالات الطب الباطني على اختلاف صعوبتها، وعلى الرغم من التفاوت الكبير فيها خلال الممارسة الطبية، بعدها تفرغت للجراحة العصبية، وخلال سنوات الأزمة السابقة كنت مواظباً في مكان عملي، وعالجت عدداً كبيراً من الإصابات، وكانت الحالات متفاوتة بين المتوسط والصعب جداً».

وعن اختصاصه يتحدث: «الجراحة العصبية وجراحة العمود الفقري تحدٍّ حقيقي لكل جراح في العالم، فكل حالة منفصلة، وكل مريض له خصوصية خاصة لا تماثل حالة أخرى، ويبقى التحدي الكبير أن ننجز الجراحة المطلوبة خلال أقصر وقت لنحمي فيه مرضانا من الاختلاطات الجراحية التي تحدث نتيجة طول زمن الجراحة، ويبقى التحدي الأخطر أن ننجز مهمتنا على المنطقة التي شملها الضرر في العمود الفقري خلال أقصر وقت ممكن، وبأكبر نسبة ممكنة من النجاح».

"لمى الحواط" مديرة مكتب الشهداء والجرحى في مركز "الدفاع الوطني"، قالت: «الدكتور "مصطفى مومني" الطبيب الذي لم يتردد لحظة في مساعدة أسر الشهداء وعائلات كثيرة يصعب ذكرها. كان يلبي كافة الخدمات الطبية من دون تردد، وبأي وقت؛ ويقوم بزيارة البيوت التي يصعب على المرضى الخروج منها. لقد جمع بين العلم والأخلاق والنخوة التي لا يتمتع بها إلا الرجال».

ويضيف الدكتور "مصطفى الزعتيني": «طالما تمتع الدكتور "مصطفى" بحس البحث العلمي، والرغبة في الاستكشاف والتعرف إلى كل ما يخص اختصاصه والجهاز العصبي للإنسان بكل تفاصيله وفق عمل دقيق، وزادت هذه المهارات مع ممارسة العمليات الدقيقة من خلال متابعة اختصاصه خارج "سورية"، والمشاركة في عمليات دقيقة أكسبته تميزاً أكثر لمعالجة حالات دقيقة وكثيرة، وخلاصة القول الدكتور "مصطفى" مخلص وناجح في عمله، إضافة إلى تمتعه بأخلاق عالية».

يذكر، أن الدكتور "مصطفى مومني" من مواليد مدينة "السلمية"، عام 1978.