بين الأبحاث والاختراعات والمؤتمرات العلمية أمضى حياته، نسج أحلامه بخيوط من جد واجتهاد، ليقول للعالم هأنذا العالم السوري ابن النواعير "طاهر قدار".

مدونة وطن "eSyria" التقته بتاريخ 28 شباط 2015؛ يقول عن بداة حياته: «أنا ابن محافظة "حماة"، حصلت على الماجستير في هندسة تكنولوجيا الغزل والنسيج من رومانيا عام 1982، وشهادة الدكتوراه في هندسة تكنولوجيا النسيج من نفس الجامعة عام 1985، تنقلت بمناصب وظيفية وعلمية حتى عام 2014، حيث عينت بوظيفة أستاذ بالمرتبة الممتازة والدرجة الأولى في قسم هندسة الغزل والنسيج في كلية الهندسة الكيميائية والبترولية في جامعـة "البعث"، ومنحت ست براءات اختراع في مجال تكنولوجيا الصناعات النسيجية منفرداً، والعديد من البراءات بالمشاركة، أهمها براءة اختراع عن جهاز "بنوماتيك لتنظيف بكر مبروم الغزل من العوادم"، إضافةً إلى الجوائز وشهادات التقدير.

الدكتور "قدار" بالنسبة لي هو أحد أعلام "سورية" المتفانين في خدمة طلابه وزملائه وأرضه. وهو أستاذ في ثلاث جامعات بآن واحد، "دمشق، البعث، وحلب"، وهذا بحد ذاته يعتبر إضافةً مهمة في سيرته العلمية، يعكس مدى إتقانه لعمله، وحبه لهذا العمل قبل كل شيء، يترافق ذلك مع شخصيته المحببة بين زملائه وطلابه على حد سواء، وسعيه الدائم لتقديم المساعدة لمن يحتاجها

كما شاركت في العديد من أسابيع العلم والندوات والمؤتمرات العالمية والمحلية، نشر لي حوالي 10 كتب وثمانية أبحاث علمية محكمة وأكثر من 20 بحثاً في مجلات علمية محلية وعربية ودولية باللغات العربية والإنكليزية والرومانية، فكان البحث ومحاولة ابتداع المفيد هو شغلي الشاغل».

تكريم في الباكستان عن أفضل محاضرة

أما عن جهاز "بنوماتيك لتنظيف بكر مبروم الغزل من العوادم" فيقول "قدار": «بهدف الاعتماد على الذات في استغلال الموارد المحلية، والحد من الاستيراد وتخفيف الهدر، ورفع الطاقات الإنتاجية للمعامل، ومن خلال الجولات التي قمت بها على شركات الغزل والنسيج في "سورية"، لاحظت أننا نستورد مواسير بلاستيكية للف المبروم الناتج من آلات البرم في معامل الغزل، وهذه المواسير تتعرض للتلف السريع نتيجة استخدام السكاكين الحادة المستوردة أيضاً في تشفيرها؛ وهو ما يؤدي إلى خسائر فادحة ندفعها بالقطع النادر، فقمت بتصميم جهاز تشفير أوتوماتيكي تم تنفيذ وتجريب نموذج عنه في شركة غزل الوليد في "حمص"، وتم تطوير وتصنيع الآلة بشكلها النهائي عام 1996 في أحد القطاعات الرسمية في "حلب"».

وعن ميزات الجهاز يردف "قدار": «ينظف الجهاز المواسير البلاستيكية من المبروم العاطل بواسطة الشفط الهوائي؛ وهو ما يؤدي إلى حماية المواسير من التلف، وذلك بالاستغناء عن استخدام الشفرة "السكاكين" كوسيلة لتشفير المواسير؛ وهو ما يوفر علينا نفقات استيراد المواسير والسكاكين، كما يقوم بالتشفير حتى انتهاء العيب وليس لانتهاء البكرة بالكامل وهذا يخفف الهدر، وبذلك يخلص أرض المعمل من العوادم الناتجة عن التشفير وذلك بانتقال هذه العوادم إلى صندوق مخصص لها ثم إلى قسم العوادم بواسطة عربة، ويمنع التقطعات على آلة الغزل الناجمة عن جرح الماسورة أثناء عملية التشفير.

د. محمد أبو عصفور

والأهم من ذلك إمكانية تصنيع الجهاز بالكامل في الأقسام الميكانيكية لشركات الغزل والنسيج، التابعة للمؤسسة العامة للصناعات النسيجية، دون الحاجة إلى استيراد أي قطع من الخارج».

كما التقت مدونة وطن "eSyria" الدكتور "محمد أبو عصفور"، وهو أستاذ محاضر في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية ليحدثنا عن أهمية "آلة تشفير مواسير الغزل"، فقال: «هذه الآلة تعمل على المبدأ البنوماتيكي بالسحب الهوائي للبقايا وتجميعها في مجمع واحد، فهي تؤدي إلى وفر اقتصادي باستخدام البقايا لأغراض مختلفة، كما تعمل على عدم إتلاف مواسير الغزل الذي يمكن أن يحصل باستخدام الأدوات الحادة والشفرات، كما تتميز بسهولة العمل وراحة العاملين عليها.

براءة الاختراع

تعد الآلة ذات إنتاجية جيدة، ويمكن تصنيعها وتطويرها محلياً واستخدامها في الشركات الصناعية المنتجة للغزول، كما تساهم في نظافة أمكنة العمل والبيئة بوجه عام».

كما التقت المدونة الدكتور "معن حوراني" رئيس قسم هندسة ميكانيك الصناعات النسيجية الأسبق في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة "دمشق"، ويقول: «الدكتور "قدار" بالنسبة لي هو أحد أعلام "سورية" المتفانين في خدمة طلابه وزملائه وأرضه.

وهو أستاذ في ثلاث جامعات بآن واحد، "دمشق، البعث، وحلب"، وهذا بحد ذاته يعتبر إضافةً مهمة في سيرته العلمية، يعكس مدى إتقانه لعمله، وحبه لهذا العمل قبل كل شيء، يترافق ذلك مع شخصيته المحببة بين زملائه وطلابه على حد سواء، وسعيه الدائم لتقديم المساعدة لمن يحتاجها».

من الجدير بالذكر، أن "طاهر قدار" رئيس للجنة العلمية، وعضو في اللجنة التحضيرية لمعرض الباسل للإبداع والاختراع السوري، وهو من مواليد "حماة" 1956، متزوج وله خمسة أولاد.