لأن اسمه يشبه صحراء "نجد" كان على "نجد زيدان" أن يعشق كل ما يرتبط بهذه الصحراء، من كونه مربياً للخيل، إلى عازف ربابة، إلى كتابة القصيد البدوي.

مدونة وطن eSyria التقت الفنان الشعبي "نجد زيدان" في 18/1/2013 ليتحدث عن تجربته الغنية، فقال: «أنا من مدينة "سلمية" لكن نشأتي كانت في "الجزيرة السورية" وتحديداً في منطقة "المالكية"، وأنا ابن أسرة مكونة من عشرة أشخاص، وأذكر أن بدايتي مع الغناء كانت سنة 1958 أو ما يعرف بعام الوحدة بين سورية ومصر وكان عمري حينها 12 عاماً، فغنينا فرحين لهذا الإنجاز الذي رأيناه مهماً عبر الفرح الذي كان يظهر على وجوه الآباء، فكنا نسعد لسعادتهم».

يا أمة العرب لا تنعي لماضينا/ فاليوم فتح وعاصفة تآخينا/ عرب لنا المجد البعيد ولم نزل/ عند العروبة ندحر الطاغيينا/ فاليوم يوم الجد لا هزلا به/ هيا بنا كلٌّ نعيد اليوم حطّينا

ويضيف: «اللون المحبب في تلك المنطقة هو البدوي وتحديداً "الهجيني" و"الموليا" و"النايل" و"السويحلي" و"الزجل" و"العتابا" و"القصيد النبطي" وكنت أجيدها كلها، وكان تأثري واضحاً من خلال اللهجة الفراتية التي بت أجيدها بحكم العيش لسنوات طويلة دون انقطاع وليس في ذاكرتي من اسم واضح يمكن أن أعزو إليه عشقي لهذا اللون من الغناء».

الفنان الشعبي "نجد زيدان"

ويتابع: «غريب صوت الربابة، وغريبة تلك الكلمات التي ترافقها، تجعلني أشعر بأنني أسير في الصحراء "الحماد" وحولي قطيع من الأغنام، والخيول تصهل من بعيد، وأحياناً يتناهى إلى مسمعي صوت نهر "جغجغ" و"سفّان" اللذين جفّا، ونهر "الخابور" و"دجلة"، كذلك ألوان الطبيعة متعددة الألوان تلهث على أطراف الأنهار».

ويضيف: «ربما يكون للفلكلور الدور الكبير في مخزوني الفني، وأعتقد أن له الفضل في حبي للفن والربابة على وجه الخصوص، وأجد أن للفلكلور فضلاً على كل ما يغنى اليوم فهو اللبنة الأساسية والعمود الفقري لها كما هو الشعر العمودي الذي انبثقت منه عدة أشكال من الشعر.

يعزف على الربابة

بإمكاننا أن نحافظ على التراث من خلال الجهات المعنية، وأجد أن مسؤولية وزارة التربية إدراج مواد في منهاج التدريس حول التراث السوري، وتعريف الناس بمدى أهمية المحافظة عليه وعدم جعله في المرتبة الثانية أو الثالثة قياساً مع ما يقدم من أغانٍ هابطة لكنها نالت من الدعم ما يكفي لأن تتبوأ الصدارة، بينما الفلكلور يقبع في أدراج النسيان».

المطرب "حسن الفيل" يقول عنه: «إن غابت هذه المواهب عن الساحة دون توثيق ما حفظوه، وما كتبوه، وطريقة أداء الألوان الغنائية الشعبية، فإننا بذلك نكون كمن قتل ماضيه بيده، "نجد زيدان" يمتلك الصوت الشجي، وربابته تكاد تنطق شعراً».

يقول "زيدان" في قصيد بدوي كتبه وغنّاه: «يا أمة العرب لا تنعي لماضينا/ فاليوم فتح وعاصفة تآخينا/ عرب لنا المجد البعيد ولم نزل/ عند العروبة ندحر الطاغيينا/ فاليوم يوم الجد لا هزلا به/ هيا بنا كلٌّ نعيد اليوم حطّينا».

السيد "نادر الآغا" وهو من المهتمين بشعر القصيد البدوي وخاصة ما يتعلق برحلات الصيد، يقول عن "زيدان": «عندما يحضر "نجد" مجلسنا فإنه يحضر معه البادية بأكملها من خلال ما يقوله من أشعار تحمل عبراً وحكماً وحكايات اشتهرت في الصحراء، فهو فارس للخيول الأصيلة وفارس للكلمة النابعة من البيئة البدوية التي نقبع على أطرافها، وأذكر له قصيدة قالها عن الخيل جاء فيها: "بسم الله بدأت نظم قصيدتي/ يا رب نجيني من الظلماء/ لست الذي أنكر لتلهب خطيئتي/ أو هذه وأقر بالأخطاء/ الشعر ثم الخيل رمز أصالتي/ فخر يؤانس وحدتي وشقائي/ سمراء ثوب الليل تلبس مهرتي/ والصبح لامس وجهها بصفائي/ إذا صهلت أقوم لعندها من ساعتي/ ولو كان السقم يثقل كاهلي وعنائي"».

يذكر أن الشاعر الشعبي "نجد علي زيدان" هو من مواليد العام 1946.

ــ له مشاركات عدة في عدة مهرجانات شعبية.

ــ شارك في فيلم "أبناء الريح- نواصي الخير" وهو من إنتاج نمساوي- ألماني مشترك.

ــ له ظهور في عدة برامج تلفزيونية منها: "رحاب الجزيرة"- "رسالة العاصي"- "رسالة إدلب".