"سلمية" كعادتها تهب الفن والجمال وتلبس أبناءها منذ ولادتهم مواهب على قياس الكون أما الثوب الذي اختارته لابنها "مولود داؤد" فقد كان متفردا في وحي ألوانه وتعددها وتألقها فلم يكن فنانا عاديا وها هو اليوم يقود حركة المسرح الحقيقي (على حد تعبيره) في "سلمية" ليهدي الثمار للعالم كله.

حديث ودي مع فنان نهل وسقى من كافة روافد الفن: "تمثيل– عزف– غناء– شعر– وإخراج" بالإضافة إلى كونه مدير فرقة نقابة الفنانين المسرحية "بحماة" "مولود داؤد" حدثنا عن نفسه قائلاً: «ولدت محاطا ببيئة أخذت طابعا فنيا والفن هو سمة أساسية فيها فوالدي "أبو منهل" شاعر شعبي يغني العتابا ويعزف "الربابة" (آلة موسيقية ريفية بوتر واحد يُعزف عليها بوساطة قوسمصنوع من شعر ذيل الحصان)، وهذه اللوحات الفنية كانت تقام في بيت العائلة وقد شكلت مخزونا وهذا المخزون كون الذائقة الفنية لاحقا لدي. وأتذكر أول عرض لي كان في الصف السادس إذ ألبسوني الجلابية والعقال في مهرجان الطلائع وقدمت وصلة غناء مع الربابة. بعدها انتقلت إلى الشبيبة وبدأت فيها مغنيا في الحفلات التي تقيمها بشكل عام وخلال هذه الحفلات كانوا يوكلون إلي بعض المشاهد المسرحية وكانت أدوارا قصيرة. ومن خلال وجودي في هذا الوسط الموسيقي والمسرحي تشكلت معه في داخلي علاقة لم تكن عابرة بل لصيقة».

ولدت محاطا ببيئة أخذت طابعا فنيا والفن هو سمة أساسية فيها فوالدي "أبو منهل" شاعر شعبي يغني العتابا ويعزف "الربابة" (آلة موسيقية ريفية بوتر واحد يُعزف عليها بوساطة قوسمصنوع من شعر ذيل الحصان)، وهذه اللوحات الفنية كانت تقام في بيت العائلة وقد شكلت مخزونا وهذا المخزون كون الذائقة الفنية لاحقا لدي. وأتذكر أول عرض لي كان في الصف السادس إذ ألبسوني الجلابية والعقال في مهرجان الطلائع وقدمت وصلة غناء مع الربابة. بعدها انتقلت إلى الشبيبة وبدأت فيها مغنيا في الحفلات التي تقيمها بشكل عام وخلال هذه الحفلات كانوا يوكلون إلي بعض المشاهد المسرحية وكانت أدوارا قصيرة. ومن خلال وجودي في هذا الوسط الموسيقي والمسرحي تشكلت معه في داخلي علاقة لم تكن عابرة بل لصيقة

ويتابع الفنان الشاب قائلاً: «نعم.. تأثرت بشكل كبير بطبيعة الوسط الذي عشته وما لبثت أن تعلمت عزف العود ويعود الفضل لأستاذي الفنان والشاعر "منذر الشيحاوي" الذي وجهني باتجاه العمل المسرحي في مسرحيات "نصف ساعة" أخذ فيها الدور الرئيس، كما ورثت عن أبي كتابة الشعر باللغة المحكية. وبعد حصولي على الشهادة الثانوية انتسبت للمعهد الصحي في "حمص" عام /1986/م وهناك كان الفن يتنفس من أيامي وحياتي فاستلمت مهمة مسؤول النشاطات ولا يغيب عن مخيلتي حفل التعارف الذي نظمته بما يعج به من فنون موسيقية ومسرحية وبقيت عائما في بحر الوسط الفني. بعد المعهد بدأت التفكير بالتأسيس النظري المسرحي وأوليت ذلك اهتماما خاصا وصرت أقرأ المسرحيات بدءاً من "اليونان" مؤسسي المسرح وانطلاقا لكل التجارب في العالم مما أهلني في /1993/م أن أؤسس فرقة مسرحية في مركز "سلمية" الثقافي وأن أقدم أول عمل مسرحي بطابع أكاديمي "رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة" بعدها كان لا بد أن أريح قطاري وأتوقف لإعادة النظر بما قدمت وسأقدم وفعلا توقفت ست سنوات وفيها أوليت اهتماما للمستوى النظري وعملت عليه إلى أن كانت الانطلاقة الحقيقية في عام /2000/م.

من /2000/م إلى /2008/م أشعر أني حققت تواجدا محليا وعالميا، مثلت سورية مؤخرا بمهرجانين: "الملتقى العربي للمسرح في "تونس" /2007/م وليالي المسرح الحر في "الأردن" /2008/م". وحصدت عدة جوائز كأفضل إخراج مسرحي في "حماة" وفي "الرقة والحسكة" عن مسرحية "اللص الشريف" وأقمت الكثير من الأعمال المسرحية أذكر منها: "قبل أن يذوب الجليد- الزوجات الثلاث الكاملات- شيطانسان" وفي التلفزيون: "حد الهاوية – رقصة الغراب وغيرها..".

أعشق المسرح الإيطالي (كوميديا الارتجال) وأنتمي إليه وأرغب من خلال إدارتي لمهرجان "الماغوط" المسرحي في "سلمية" أن أدعو الجميع للإستنارة من شمس هذه المدينة الأزلية وأتمنى أن تتألق التجارب المسرحية الحقيقية فلا بقاء سوى للمسرح الحقيقي».