من لا يعرف السيد (بشار علواني) كأحد أهم اللاعبين القدامى في المنتخب السوري لكرة السلة، ولاعب المنتخب السوري لمدة 15عاماً، كابتن منتخب الجامعة لكرة السلة، وهداف سورية لمدة خمس سنوات، بالتأكيد سوف يعرفه كمهندس معماري ناجح، عمل في سورية، في الكويت وفي كندا.

ولد الكابتن (بشار علواني) في عام /1942/م في مدينة حماه، وأثناء المدرسة كانت له اهتمامات رياضية مختلفة، يقول: "كانت تجذبني الكرة الصغيرة للعبة الطاولة (البين بون)، كنت أقضي ساعات بدون ملل أو تعب، إلى أن تنبهت في المرحلة الثانوية أنه بإمكاني الاستفادة من طولي، وبالفعل شاركت عام /1960/م مع منتخب مدارس سورية لكرة السلة،ولعبت مع نادي العاصي الحموي، في ذلك الوقت كان في حماه لوحدها 11 نادي رياضي أذكر منهم الأهلي واليقظة والفتوة وأمية والمجد،وفي عام /1961/م شاركت مع منتخب سورية الوطني وكنت لاعب ارتكاز مهاجم ومدافع في نفس الوقت، إلى جانب هيثم الخطيب و جوزيف سركيدس و فيكتور شكور والكابتن جوزيف ذكر لاعب سورية الأول في ذلك الوقت...

وبالرغم من كل هذا النشاط الرياضي لم يهمل المهندس بشار دراسته الثانوية والجامعية، فقد كان من العشرة الأوائل الذين حازوا على الشهادة الثانوية في مدينة حماه، فأكمل تعليمه الجامعي في جامعة حلب ودرس هندسة العمارة ليتخرج منها عام /1965/م يقول: "لم تشغلني كرة السلة أبداً عن تحقيق حلمي الدراسي، فأنا أحب الرسوم المعمارية أيضاً، عملياً فريق كرة السلة هو بناء معماري منظم و فريد، ويشكل كل لاعب منه لبنة أساسية في بناء هذا الفريق، كما أنه يحتاج للتناغم والبناء الصحيح المستند إلى قواعد العلم والخبرة، كنت وعن طريق التمريرات التي يمررها لي زملائي في الفريق أحرز في كل مباراة حوالي 35 نقطة".

كان الكابتن (بشار علواني) أول لاعب في سورية يحترف في الخارج في عام /1966/م، فبمجرد تخرجه من كلية الهندسة انتقل إلى الكويت ليلعب لصالح نادي العربي لمدة ثلاث سنوات، وفي هذه الأثناء أيضاً عمل كمهندس مسؤول عن تنظيم المدينة في بلدية الكويت.

عاد إلى سورية في عام /1970/م ليلعب لصالح نادي الفتوة الحموي والذي أصبح في ما بعد نادي الجماهير ومن ثم النواعير، وليشغل بالإضافة إلى كونه لاعب منصب مدير مواصلات حماه حتى عام /1973/م. يقول: "في عام /1975/م كنت في الثالثة والثلاثين من عمري، أحسست أن علي أن أفسح المجال أمام الشباب، كما أن لياقتي لم تعد كالسابق فاعتزلت اللعب، وبقيت في نادي النواعير، وتنقلت من بين مدير فني ورئيس للنادي و عضو إداري".

في عام /2000/م سافر الكابتن بشار إلى كندا ليحترف، لكن هذه المرة كمهندس مختص في تنظيم المدن لا كلاعب رياضي وليعود إلى حماه عام /2005/م، ليعاوده حنينه الرياضي، فيعود إلى نادي النواعير من جديد ليتابع عمله الرياضي إلى اليوم كإداري للفريق.

سألنا الكابتن علواني عن تحديات الرياضة في مدينة حماه و ما قد تحتاجه في المستقبل، فأجاب: "قانون الاحتراف الرياضي هو قانون ذو حدين، فهو قانون جيد نظم العمل الرياضي في سورية، وربط اللاعبين بأنديتهم عن طريق عقود، كما أنه حفظ حقوق كل من الأندية واللاعبين، بنفس الوقت فإن الأندية بحاجة إلى المزيد من الدعم المادي في ظل قانون الاحتراف، ولو بالفترة الأولى، كون استثمارات الأندية لا تكفي لتغطية نفقاتها، ففي حين يكون دخل الاستثمار هو خمسة ملايين، فإن نفقات أي نادي في سورية تتجاوز العشرين مليوناً، أتمنى أن يعود للرياضة ألقها من جديد في مدينة حماه، وفي سورية عموماً".

الكابتن بشار علواني لم تقام له مباراة اعتزال، ولم يكرم حتى الآن في المحافل الرياضية، بالرغم من ذلك ظل على عزيمته، وعلى أمله، فالحياة أشبه بمباراة كرة سلة، وفي مباراة كرة السلة يستطيع أي فريق يتمتع بالإرادة قلب نتيجة المباراة خلال دقيقة واحدة.