على الرغم من أن حدائق الحياة غنية بأروع الثمار إلا أنك نادرا ما تصادف أحدا ملأ سلته بالمتنوع منها لكن ماذا عن إنسانة مميزة استطاعت أن تفعل ذلك وتثبت أن الحياة لها عدة وجوه جميلة.

الطبيبة (سوسن فرحة) التي لم تقف عند مهنتها كطبيبة بل تعدتها إلى دخول عالم الأدب من خلال نصوصها النثرية الرائدة بالإضافة إلى تميزها الرياضي وقد حدثتنا عن تجربتها قائلة:" ولدت في مدينة سلمية في منزل يهتم إلى حد بعيد بالعلم والدراسة ويركز عليهما ولدي ستة أخوة". وككثير من الطلبة كنت أعتبر أن الطب هو المهنة الأفضل والتي يجب أن أمارسها وبالفعل دخلت الطب وتخرجت وأنا الآن في طريقي لأصبح أخصائية في أمراض العين وجراحتها إن شاء الله ولكن رغم ذلك ومنذ الطفولة تفتقت في داخلي هواية الكتابة وفي البداية كانت تراودني بعض الخواطر فأدونها ثم تطورت معي حتى أصبحت أكتب الخاطرة والنثر وأتتبع أخبار الأدب والأدباء في سلمية (أم الشعر) وسورية وعموما وابتداء من مرحلة الإعدادية كنت أرغب دائما بممارسة رياضة كرة الطاولة ثم تلقيت تدريبا لهذه اللعبة عبر المدرسة ونادي سلمية الرياضي فتمكنت منها وحصلت لاحقا على لقب بطلة الجمهورية بهذه اللعبة لأكثر من سنة ثم في مرحلة لاحقة حصلت على المركز الأول في بطولة الشابات وشاركت طبعا ببطولات داخلية وخارجية كما في تركيا وإحدى دورات بطولة البحر المتوسط وحققت نتائج جيدة لكني اليوم مركزة أكثر على الأدب".

وعن كيفية استطاعتها التوفيق بين العلم والفن أكدت أن الإنسان بتصميمه وإرادته يستطيع أن يعطي حقا لكل شيء والأدب هو هواية جميلة ودودة تساعد الإنسان على تفريغ طاقاته وأحاسيسه ومتنفس يعبر من خلاله عن ذاته ويلقي عن كتفيه أعباء وضغوط الحياة والعمل والدراسة وربما يكون هذا التفريغ بفكرة أو بكلمة

وعن مطبوعاتها ومنشوراتها الأدبية قالت: "إلى اليوم أنا أجمع ما أكتبه لدي وأنشره ربما في الصحف والدوريات لكني في قيد تحضير مجموعة خاصة بي قريبا بإذن الله أصدرها فبالرغم أن الناس الساعين للكلمة قلائل لكن مازال هناك طبقة مثقفة أو مهتمة تبحث عن الكلمة الحلوة التي تغذي روحها وتحب الكلام العميق الذي يغني الفكر والروح وأنا استلهم الفكرة بالطبع من واقع الناس لكني أستعير الخيال لأعبر عنها بمفهوم أوسع".