أمضت حتى الآن (35) عاماً من عمرها في العمل التربوي والتعليمي متنقلة كمعلمة في مدارس دمشق التي كانت محطتها الأولى ثم توجهت بعد ذلك إلى محافظتها حماة التي تولت فيها عدة مهام تربوية وإدارية تمكنت خلالها من إثبات وجودها في المجال الإداري والتدريسي...

حيث كلفت كموجهة إدارية في ثانوية السيد عائشة مدة عشر سنوات ثم مديرة على التوالي في مدرستين هما /طارق بن زياد/أحمد محمد سلامة/ إلى أن استقر بها المطاف أخيراً كموجهة تربوية في مديرية تربية حماة منذ عام /1995 /م وحتى اليوم. المعلمة حسنه السلوم عضو فرع نقابة المعلمين في المحافظة ورئيسة لجنة المنطقة الطلائعية الأ ولى في مدينة حماة التي قالت في لقائنا معها :"أجد نفسي داخل الصف وفي قلب العملية التعليمية ومع الطلاب وأجيال المستقبل رغم نجاحي الذي حققته في العمل الإداري والتوجيهي. ومن يلتقي السيدة حسنه للمرة الأولى يشعر وكأنه يعرفها منذ زمن طويل نظراً لما تمتاز به من روح مرحة وثقة عالية بالنفس ووضوح وشفافية في الرأي وخبرة عميقة ورؤية ثاقبة في المجال التربوي و التي اكتسبتها في عملها خلال السنوات الطويلةالماضية.

وقد تحدثت حول مختلف مجريات وتطورات العملية التعليمية التي شهدتها سورية خلال الفترة الماضية نتيجة إدخال تقنيات جديدة في التعليم لم تكن موجودة سابقاً أبرزها تطبيق اختصاصات نوعية كالإرشاد النفسي ومعلم الصف وتدريس اللغات الأجنبية المتعددة منذ المراحل التعليمية الأولى المتعددة والحاسوب والمعلوماتية وتطبيقاتها في مختلف المراحل الدراسية وتطوير وتعديل المناهج على كل الاصعدة بمايواكب روح العصر وتطورات الحياة إضافة إلى السعي المستمر لوزارة التربية في تامين البنى التحتية للتعليم من المدارس والغرف الصفية وسائر مستلزمات العملية التعليمية.

ولم تخف السلوم ضرورة التأهيل والتدريب المستمر للمعلمين والقائمين على العمليةالتربوية على تطوير قدراتهم في شتى الاختصاصات والمواد التعليمية ليكونوا قادرين على تنفيذ المهام المطلوبة منهم وإيصال ما تلقوه من خبرات ومهارات للأطفال والطلاب بالشكل الأمثل.

وأضافت :" إن العملية التربوية الناجحة تحتاج عدة عوامل مجتمعة هي البيئة والمنهاج والمجتمع والمربي الغيورعلى عمله ويهذه العوامل يمكن الوصول إلى أرقى وأعلى المستويات وتحقيق الغايات والأهداف المنشودة في بناء جيل واع ومثقف وقادر على تحمل مسؤولياته الإنسانية والاجتماعية والوطنية مستقبلا.

المعلمة حسنه قالت عن آلية المواءمة بين عملها وأسرتها " أن ظروفنا الإجتماعية وتقاليدنا العائلية لاتسمح بأن يكون هناك بديل عن الدور الفاعل للمرأة في بناء وتكوين أسرتها وتأثيرها ودعمها النفسي والمعنوي لجميع أفراد العائلة مهما عظمت أو قلت المهام والمسؤوليات الوظيفية التي تتبوأها فإن المرأة تبقى الأم والزوجة المثالية التي لاغنى عنها في تسيير أمور البيت مؤكدة أن أي نجاح تحققه المرأة على الصعيد المهني يظل متربطاً بمدى الفعالية والتأثير الذي تشغله هذه المرأة على الصعيد الأسري.

وقالت :" إنها تحظى بأسرة مكونة من(4) أبناء( 3 ) أولاد وبنت واحدة إضافة لزوجها وهم جميعاً متعلمون ويحملون شهادات باختصاصات متعددة والحمد لله "مؤكدة تفهم وتقبل جميع افراد عائلتها لظروف عملها ومؤازرتهم لها ما أسهم في نجاحها في مجمل المهام التي أدتها لاسيما وأنها عملت وسط بيئة وظروف اجتماعية صعبه منذ بداية مسيرتها الوظيفية لما كان يكتنف تلك الفترة من أعراف وتقاليد مغلوطة حول عمل المرأة التي إن سلمت من ضغط أسرتها آنذاك فإنها لم تسلم من محيطها الاجتماعي لكن في النهاية كما ذكرت السيدة سلوم أن المرء ينتزع احترام وتقدير مجتمعه وعائلته من خلال تفوقه وتميزه".