يبلغ الحاج محمود خليل يوري من أهالي بلدة الظاهرية في محافظة حماة من العمر(130) عاما ورغم ذلك مازال يحتفظ بذاكرة حادة قادرة على استرجاع أدق المجريات والتفاصيل التي مرت في حياته وهو يعتبر من أكبر معمري العالم سنًا.

وروى الحاج خليل لموقع eHama أهم الوقائع التي شهدها كالفترة العثمانية ولاسيما زيارة السلطان العثماني عبد الحميد باشا لمدينة حماة حيث كان عمر الحاج خليل آنذاك زهاء (20)عاماً وتشير المصادر التاريخية إلى أن هذه الزيارة حدثت فعلا عام (1900)م.

ولفت إلى أنه عاش يتيماً طيلة هذه السنوات عند ابن عم له في القرية ما اضطره للعمل وهو صغير نتيجة تعرض ابن عمه إلى حادث أدى إلى قطع قدميه ويتذكر الحاج محمود خليل الفترة العثمانية بكثير من الأسى والألم نتيجة الظلم الشديد الذي تعرض له هو وأبناء قريته قائلا:" إنهم بقوا أكثر من شهر كامل يقتاتون على نباتات الأرض."

ويضيف أن الفترة التاريخية التي تلت الحقبة العثمانية لم تكن أفضل حالا جراء سيطرة الإقطاعيين واستبدادهم بالفلاحين، ويروي الحاج خليل قصة مأساوية مع أحد هؤلاء الإقطاعيين / البيكوات/ حيث كان ذاك البيك شديد الظلم وسيء الأخلاق كما وصفه وكان يضرب الفلاحين بعصاً كان يحملها خلال عملهم في الحصاد وعندما أراد ضرب الحاج خليل بالعصا سبقه خليل المعروف ببأسه بضربة قوية بعصا يحملها بيده لم تصب البيك إنما أصابت ابنته التي كانت تمتطي الحصان خلف والدها ما أدى إلى موتها.

عرف عن الحاج خليل مقاومته للفرنسيين حيث كان له مواقف بطولية آنذاك مشيراً في هذا الصدد إلى أنه كان وقتها يهرب السلاح بمشاركة مجموعة من الثوار في حماة إلى المجاهدين متذكراً معركة المحطة في حماة المعروفة تاريخياً بكثير من الفخر والعزة.

وعن بطولته مع رفاقه قال:" قتل ضابطين فرنسيين في تلك المعركة"، كما حارب ضد اليهود في فلسطين خلال عمله في تجارة الأقمشة في غزة.ويتذكر الحاج خليل الساقية من نواعير حماة قائلاً:" إنه كان يضطر أحيانا لحمل الحمارعلى كتفه لنقله إلى الطرف الثاني من الجسر".

وذكر لنا أنه اعتاد ومنذ ما يقارب من (100)عام على تدخين الغليون مع احتساء الشاي الساخن وذلك بعد استيقاظه عند الساعة الثالثة من صباح كل يوم حيث يذهب بعدها إلى الفرن لإحضار الخبز الطازج وعقب عودته يوقظ أحفاده للذهاب كل إلى عمله .

الحاج محمود الخليل ذكر لنا أنه تزوج (7) نساء وله ولد وحيد وأربع بنات وأكثر من (150) حفيدا ويرغب بالزواج للمرة الثامنة في هذا العمر، وأنه يأكل معظم أصناف الطعام حتى الآن مع اعتياده على شرب البيض الطازج ولعدم شعوره بالشبع أغلب الأحيان فإنه يتناول الطعام على فترات لسد جوعه. و يمتاز الحاج خليل بصحة جيدة وروح مرحة رغم بلوغه هذا العمر المديد كما يصر على خدمة نفسه ذاتيا دون مساعدة الآخرين .