بعد عمله كطبيب بيطري مخبري في "سورية"، وتميزه في التجارب العلمية، هاجر إلى "السويد"، ليتقن اللغة السويدية بسرعة قياسية أهلته للعمل بسرعة، وأثبت تفوقه في مجال عمله الأساسي، حيث كرمته مصلحة الزراعة بتصوير فيلم قصير عن تجربته الناجحة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 30 نيسان 2018، مع الطبيب البيطري "بشار رشود"، ليتحدث عن بداياته مع عالم الحيوان الواسع، فقال: «منذ طفولتي، وأنا أعشق أي شيء يخص الطبيعة والحيوانات، وخاصة الحشرات، كنت دائماً أنتظر فصل الربيع لأقضي ساعات طويلة في مزرعتنا وأراقب الحيوانات والطيور والحشرات، وأحاول صيدها، وأضعها داخل كيس بلاستيكي، وأراقب حركتها وسلوكها، إضافة إلى حبي للحيوانات الأليفة، كالكلاب والقطط. بعد حصولي على الشهادة الثانوية عام 2003، كانت لدي رغبة في دراسة الهندسة الزراعية، والاختصاص بمجال الإنتاج الحيواني، لكن وجود كلية الطب البيطري في "حماة"، وقربها من مكان معيشتي في مدينة "السلمية"، جعلاني أختار دراسة الطب البيطري، وهذا أعده من أفضل القرارات في حياتي، خاصة أنا الأهل شجعوني على الدراسة، ووقفوا معي خلال مراحل حياتي العلمية كلها.

كان طالباً متميزاً في طموحه، وتحقيق أفضل النتائج في مشروعه البحثي المتعلق بالماجستير، وكان محباً للعمل مع الفريق، وتميز بأخلاقه العالية وتعاونه مع الجميع، ولا ننسى جديته في العمل، وأناقة عمله العملي في العرض والإخراج

أنهيت دراستي الجامعية خلال السنوات الخمس من دون الرسوب في أي مادة، وبمعدل جيد، وهو ما أهلني إلى التقديم على مفاضلة الماجستير؛ وهذا ما حصل بعد النجاح في الاختبار الوطني للغة الإنكليزية، حيث تمكنت من حجز مقعد لي في أحد الاختصاصات المطروحة لطلاب الماجستير في قسم أمراض الحيوان (اختصاص أمراض معدية وأوبئة)، وبعد الانتهاء من دراسة المواد في السنة الأولى للماجستير، اقترح عليّ الدكتور "ياسر العمر" مشروع رسالة ماجستير بعنوان: تقييم إجراءات التحكم بالتهاب الضرع في المنطقة الوسطى في "سورية". بالتنسيق مع الدكتور "عبد الكريم قلب اللوز" أنهيت الأطروحة في ظروف صعبة؛ نتيجة صعوبة الحصول على عينات بسبب التنقل في الظروف الراهنة التي يمر بها البلد، وفي النهاية تكللت الجهود بحصولي على شهادة الماجستير بمعدل جيد جداً. بدأ بعدها الطموح يكبر، وحلم الدكتوراه يلوح في الأفق، لكن الظروف كانت أقوى، والوقت أجبرني على المغادرة لتحقيق الحلم في بلاد بعيدة».

في مختبر الأبحاث

ويكمل عن مسيرته العلمية: «في عام 2009، تقدمت بطلب للعمل في "هيئة الطاقة الذرية" السورية كطبيب بيطري فني للعمل في قسم التقانة الحيوية والبيولوجية الجزئية، وخلال خمس سنوات قضيتها هناك تعلمت الكثير من التقنيات المخبرية وكيفية التعامل مع الحيوانات المخبرية، إضافة إلى إيفادي إلى "إيطاليا" في عام 2010 للالتحاق بدورة تدريبية للتعامل مع حيوانات التجارب، وإلى "النمسا" في عام 2013، لحضور تدريب عن التشخيص السريع والمؤكد لمرض "إنفلونزا الطيور"».

وعن تجربته في "السويد"، ومتابعة دراسته، أضاف: «بعد قدومي إلى "السويد" عام 2014، بدأت دراسة اللغة السويدية، إضافة إلى متابعتي لبعض الدروس التي كان يقوم بها بعض المتطوعين الذين كانوا يأتون إلى بيت الهجرة الذي أسكن فيه. ومن خلال أحد أصدقائي السويديين تمكنت من بناء شبكة علاقات جيدة في المنطقة، ونجحت خلالها بالتعرف إلى إحدى الطبيبات البيطريات التي تملك عيادة خاصة، ورحبت بي للتدريب العملي في عيادتها لمدة ستة أشهر، وعند وجودي في العيادة واندماجي السريع في البلد، قامت مصلحة الزراعة والتنمية الريفية في المنطقة بتصوير فيلم قصير عن تجربتي السريعة في الاندماج بالمجتمع السويدي.

في هذه الأثناء كنت قد قطعت شوطاً كبيراً في أساسيات اللغة السويدية؛ وهو ما ساعدني على إنهاء مرحلة دراسة "sfi" بزمن قياسي لا يتعدى الشهر، ثم متابعة دراستي عن بعد في باقي المراحل، وهذا ساعدني على إنهائها في مدة لا تتجاوز الستة أشهر؛ وهو ما أهلني إلى التقدم لمعادلة شهادتي في جامعة "أوبسالا" للحصول على رخصة العمل السويدية.

فتقدمت بطلب للعمل مع وكالة للغذاء الوطنية كمفتش بيطري في أحد أكبر مسالخ "السويد" في منطقة "كرستيانستاد"، وبعد إجراء المقابلة مع المسؤولين، تم قبولي في العمل مدة مؤقتة لثلاثة أشهر؛ لسد النقص الحاصل في الكادر هناك، وبعد أقل من شهرين، تم إبلاغي من قبل المسؤولة في العمل عن رغبتها بوجودي بعقد ثابت لديهم، وأنا الآن أعمل معهم كشخص أساسي في الفريق المشرف على فحص الذبائح، وتقييم مدى جودتها وصلاحيتها للاستهلاك البشري في معمل "Hkscan"، والآن أعمل جاهداً على تطوير معلوماتي ومصطلحاتي في مجال الطب البيطري؛ لأكون من المقبولين في جامعة "أوبسالا" في القريب العاجل».

يقول الدكتور "ياسر العمر" أحد أساتذة "بشار رشود" خلال المرحلة الجامعية: «كان طالباً متميزاً في طموحه، وتحقيق أفضل النتائج في مشروعه البحثي المتعلق بالماجستير، وكان محباً للعمل مع الفريق، وتميز بأخلاقه العالية وتعاونه مع الجميع، ولا ننسى جديته في العمل، وأناقة عمله العملي في العرض والإخراج».

يذكر أن "بشار صادق رشود" من مواليد مدينة "السلمية"، عام 1985.