"فراس هاشم" مغترب استطاع من خلال طموحه للأفضل في عمله أن يتم الاعتماد عليه في المهمات الخارجية للشركة التي يعمل بها ما كان له الدور الأكبر في رفع اسم بلده سورية في المغترب.

مدونة وطن eSyria التقت المغترب "فراس هاشم" أثناء زيارة لبلده الأم بتاريخ 20/11/2012 وعن بداية عمله قال: «درست في "معهد النقل الجوي"، وتعلمت العديد من اللغات كي لا تكون اللغة عائقاً أمام أي عمل من الممكن أن أقوم به في غربتي حين قررت السفر، لذلك حين أتت الفرصة للسفر ذهبت إلى قطر والبداية كانت العمل في قسم العلاقات العامة للشركة التي أعمل بها، بعد ذلك وجهت انتباهي للعمل في المشاريع فكنت أراقب عملهم، وتعلمت قراءة الخريطة وكيف تتم تقسيمات المكاتب من كيفية اختيار الألوان أو اختيار ورق الجدران المناسب لتنفيذ الديكورات والأسقف المستعارة».

البعض أطلق عليّ اسم رحّالة لكثرة تنفيذ مشاريع للشركة في أكثر من دولة منتشرة في أكثر من قارة

يضيف: «بعد ذلك عرض علي صاحب الشركة الانتقال إلى المشاريع فبدأت كمشرف على المشاريع، ومن ثم انتقلت لأتسلم منصب مدير تنفيذ المشاريع واستغرق هذا الأمر سنتان».

"فراس هاشم" في باحة منزله

أما الخبرة العملية التي أضيفت إليه، فقال عنها: «كنت كأي شخص يجهل عالم الديكور، وكنت أعتقد أن الأمور تتم حسب مسألة الذوق لكن تبين أن الأمر مختلف تماماً، فكل شيء يكون مدروساً بطريقة فنية ويتم تنفيذه تبعاً لمخططات وخرائط مرسومة من قبل مصممي الديكور، وكل هذا أضاف لي الخبرة في مجال لم يكن بوارد أن أقرأ فيه خريطة تتعلق بفرش مكتب أو شركة ما».

وحسب قوله فإن الشركة التي يعمل فيها تعتبر رائدة في عملها ضمن دولة قطر وخارجها بما يتبع لشركات قطرية، ولكنه يذكر لنا أهم المشاريع التي أشرف على تنفيذها بصفته مديراً تنفيذياً، فقال: «من المشاريع الضخمة التي قمنا بتجهيزها من حيث الأثاثات والديكورات وتقطيعات المكاتب: "ملعب خليفة الدولي- برج وزارة البيئة- برج وزارة الثقافة، وحده موقع Yahoo" في الأردن من خارج الشركات القطرية التي قمنا بتجهيزها أيضاً».

صورة مع "مصحف" كبير الحجم

ومن يلقي نظره على محتويات منزل "فراس" يعرف جيداً أنه زار العديد من الدول، ويقول في ذلك: «البعض أطلق عليّ اسم رحّالة لكثرة تنفيذ مشاريع للشركة في أكثر من دولة منتشرة في أكثر من قارة».

ويضيف: «وكل دولة كنت أزورها كنت أقتني شيئاً مما يميزها، فمثلاً اشتريت من السودان نسخة من القرآن الكريم وزنها عشرين كيلوغراماً وغلافها الخارجي مصنوع من الخشب، كذلك اشتريت سيفاً موريتانياً وهو مميز بشكله وطريقة تصميمه وهو لا يشبه السيف العربي الذي نعرفه، كما أنني لم أنس أبداً أن تكون فسحة منزلي عبارة عن صورة من منزلي في قريتي في سورية فعمدت إلى إنشاء بئر يعلوه "دلو" ماء وهذا ما كان منتشراً بكثرة في سورية في خمسينيات القرن العشرين، فمن خلاله أشتم رائحة الوطن. لقد أضاف لي عملي التعامل مع شعوب متعددة، والالتقاء بثقافات عدة، وكنت أعمل على اقتناء ولو قطعة واحدة من كل دولة زرتها، فربما أصبح يوماً ما صاحب متحف دولي».

بعض من مقتنياته

تحدث "هاشم" عن العلاقات التي تجمع الجالية السورية في بلاد المغترب، فقال: «يجب على المرء أن يتعامل مع نماذج مختلفة من الناس وتكمن الصعوبة في تصدير طريقة التعامل وكذلك قبول الآخر بصوره المختلفة، لكن لا بد من وجود مجموعة هنا وأخرى هناك تكون بين أفرادها العلاقة الجيدة وهذا أمر طبيعي، فالغربة تمنحنا طريقة مغايرة في التعامل مع الأشخاص، ويصادفنا العديد من الأشخاص الذين لا يمكن التعامل معهم أيضاً».

المغترب "حسن القصير" تحدث عن "فراس" قائلاً: «نادراً ما نلتقي أنا وفراس لكثرة سفره، لكن متى عاد يعود اللقاء بيننا، فهو يلعب دور الحكم بين من يعرفهم من أبناء الجالية السورية إذا ما اختلف اثنان أو أكثر، وربما كثرة تجواله ومكوثه القليل بيننا جعله ضيفاً باستمرار، ومحكماً في بعض الأحيان».