"حملة من أجل الحبيبة سورية" مباردة وطنية قام بها مجموعة من الشباب السوري المغترب في دولة "قطر"، فكانت أغنية "إياك تفكر ببلادي" إحدى ثمارها.

الأغنية التي عّبرت عن رفض السوريين في الداخل والخارج للتدخل الأجنبي، كُتبت كرسالة وُجهت إلى القوى الخارجية ذات الماضي الاستعماري؛ السيد “كريم القصير” صاحب الفكرة والمشرف على التنفيذ تحدث لموقع eDamascus عن مضمون الأغنية وأهدافها:

أنا مع أي نشاط جماعي يهدف للمصلحة العامة ونابع من جماعةٍ مثقفةٍ واعيةٍ

«انطلقت الفكرة مما لمسته من رغبةٍ للتعبير والتفاعل لدى كل من أعرفهم هنا في قطر من الجالية السورية تجاه ما يجري في بلادنا، ولا أقدر من أغنية للوطن على حمل ما يجول في نفوسنا من لهفة وخوف على مستقبل سورية، فوجّهنا رسالتنا إلى القوى الخارجية الراغبة بإضعافنا بألاّ يفكروا للحظةٍ بالتدخل العسكري على سورية، كما فعلوا في ليبيا، ونحن نؤمن بأن سورية لجميع السوريين، وأبناء البلد قادرون على حل المشكلات العالقة فيما بينهم دون وصايةٍ من أحد».

من المشاركين بالأغنية

وشكر "كريم" المدرسة السورية في قطر التي فتحت أبوابها لأصحاب المشروع وذلك لإجراء التدريبات اللازمة للأغنية.

السيدة "هبة علي" مديرة مكتب الخطوط الجوية السورية في "الدوحة" شاركَت الشباب بوضع صوتها في تسجيل الأغنية وقالت: «إن المغتربين بصفةٍ عامة وبظروف طبيعية يجتمعون في بلاد الاغتراب ليعمّقوا إحساسهم بالوطن الساكن فيهم وليقلّصوا قدر المستطاع من إحساس الغربة بلقاءاتهم المتواصلة، فكيف إذا كان الوطن يتعرض لمحنةٍ، والقابع في بلاد الاغتراب يعتصر قلبه حزناً وغضباً وألماً من مشاهدة ما يحدث لوطنه، عند هذا الإحساس الكبير بالألم والكبت الهائل لمشاعر الحزن والغضب؛ لا يجد المغترب وسيلةً لتفجيرها إلا عبر توحيد صوته مع صوت إخوته بعملٍ جماعي يضم أبناء الوطن بكل أطيافه وألوانه ليعبّروا عمّا يملأ صدورهم من مشاعر.

يحفظون المقاطع

ومحاولة إيصال نبض الشعب السوري بأنه مهما ألمّت به الويلات؛ يبقى متماسكاً متآزراً بقلبٍ واحدٍ اسمه سورية والتاريخ يشهد».

أما السيدة "ريما حمصي" من المشاركين في الغناء قالت: «ما قمنا به حتى الآن هو شكل من أشكال الحب الذي لا يقاوَم ولا يساوَم عليه ولا يمكن التنازل عنه تحت أية ذريعة، كما ويُرفض فيه تدخل الغريب رفضاً قاطعاً، وقد تجسد ذلك معي في وجوه جميع من شاركوا حيث لمست في قلوبهم من الحب والوطنية ما لم أجده في حياتي، وهو ما كان يجول في خاطري وتجسد على أرض الواقع».

"مجدي أباظة" موزع الأغنية

وللحديث أكثر عن العمل الفني قال السيد "مجدي أباظة" موزع الأغنية: «إضافة لتوزيع الأغنية، قمت بالإشراف على تدريب المشاركين على الغناء، فلم تكن مهمة سهلة وذلك لأن أغلب أفراد الكورال ليس لديهم تجربة في مجال الغناء.

ولكن ضمن الإمكانيات المادية والبشرية المتوفرة لدي؛ حاولت أنا مع الجميع الوصول إلى ما هو مقبول من حيث الجانب الفني للأغنية، ففي البداية وضعت مقدمة موسيقية درامية وقمت بوضع آهات بشرية مقّسمة إلى لحنين أساسي وهارموني، وفي الغناء وضعت أصوات كل من الرجال والنساء والأطفال في مقاطع تتناسب حسب الإمكانيات الصوتية الموجودة، والاستفادة من طابع الأغنية لوضع خاتمة قوية تؤكد رفضنا وتحذيرنا للتدخل بشؤون سورية من خلال إعادة كلمة "إياك" وبطبقة عالية للتحذير».

السيد "رواد سلوم" أحد المشاركين في الغناء تحدث عن تجربته بالقول: «أنا مع أي نشاط جماعي يهدف للمصلحة العامة ونابع من جماعةٍ مثقفةٍ واعيةٍ».

بينما أشار كاتب وملحن الأغنية الزميل "عبد الله القصير" /محرر في موقع "مدونة وطن-esyria"/ أنه اختار في هذه الأغنية موضوعاً يتفق عليه جميع السوريين: «وهو رفضنا للتدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية، خاصة أن للمنطقة تاريخاً طويلاً مع هذه القوى العظمى، ومن جانب آخر حاولت تجنب تكريس الاصطفاف السياسي على أمل أن يكون الفن جامعاً لأبناء البلد وليس مفرقاً، فكان علم الوطن هو سقف الأغنية.

وأظن أن جزءاً من الرسالة قد تحقّق على أرض الواقع من خلال العلاقات الوطيدة التي نشأت بين أفراد الجالية السورية في قطر، فكانت مناسبة جمعت أشخاصاً تعرفوا على بعضهم البعض للمرة الأولى وهم الآن أصدقاء، وهذا ما انعكس على الأداء الجماعي الجميل الذي حمل الكلمات واللحن».

** مذهب الأغنية:

إياك تفكر ببلادي/ وإيدك ع ترابا تنمد

كنك ما بتعرف سورية/ والشعب السوري عن جد

سآل فرنسا والعصملي/ شو بتعمل راية بتعلي

فوق الشعب السوري يللي/ بيبقى واحد يد بيد