الغربة ليست مسافة بقدر ما هي زمن، وإن كانت كذلك وهي بالفعل كذلك، فهي تعني زمن الوصول والعودة إلى تراب الوطن...إذاً هو زمن العودة إلى تراب الوطن، وتقبيله، وشكر كل من ساعد بالذود عنه، فمنهم من عاد بنفسه ومنهم من لم يستطع لانشغاله بأعباء الحياة، كحال جاليتنا السورية في العاصمة الاسترالية "كانبرا" التي أرسلت وردة حملها المغترب الحموي "هاني قوشجي" ليضمها إلى إكليل يتوضع على ضريح الجندي المجهول في "حماة"، وبحضور رسمي من رئيس مجلس مدينة "حماة" وبعض عناصر فوج الدفاع المدني وفرقة نحاسية من الفوج الكشفي السادس في "حماة".

مدونة وطن eSyria حضر مراسم وضع الإكليل على النصب التذكاري للجندي المجهول في مدينة "حماة" في الساعة الواحدة من ظهر يوم الأربعاء الثالث من شهر شباط 2010 والتقى المغترب "هاني قوشجي" الذي قال: «قبل عودتي من استراليا والتي أنا مقيم فيها لأغراض تتعلق بإتمام دراستي للماجستير في الإدارة المالية، أوصاني زملائي في الجالية السورية بوضع أكليل باسمهم أمام ضريح الجندي المجهول، ونقلوا تحياتهم عبري لجنود الوطن، وبمجرد عودتي إلى مدينتي "حماة" قمت بنقل الرسالة إلى مجلس المدينة الذي حدد موعد يوم الأربعاء الثالث من شهر شباط موعداً رسمياً».

ونحن بدرونا ننقل رسالة مضمونها الحب والانتظار لهؤلاء الشبان، الذين أجبرتهم الظروف على العيش بعيداً عن ناسهم وأحبتهم

وأضاف "قوشجي": «جئت لأنقل فائق الاحترام والإخلاص الذي يحمله زملائي في الجالية السورية في "كانبرا" وتقديرهم لكل من يضع حجراً في سبيل بناء الوطن، الآن نضع أكليلاً من الورد، أمام من وضع دمه رخيصاً في خدمة الوطن».

المغترب "هاني قوشجي"

وقال السيد "وائل الفرا" أحد الذين حضروا مراسم وضع الإكليل: «جميل هذا الاشتياق والولاء الذي نراه اليوم، فبالرغم من كل الظروف ومشاغل الحياة التي تبعدهم عن وطنهم الأم "سورية"، نراهم أكيدين من أن كل ما يفعلوه له قصد العودة وخدمة الوطن، وأن المسافة التي تبعدهم عن الوطن ما هي إلا وهم، فبالرغم من أنهم يعيشون في الطرف الآخر من الكرة الأرضية، إلا أن قلوبهم ما تزال هنا».

وأضاف "الفرا": «نشكر الجالية السورية في "استراليا" متمثلة بالسيد "هاني قوشجي" ونتمنى لهم النجاح في ما يسعون إليه، وأن يرفعوا علم الوطن في المغترب، ونتمنى أن يعودوا إلى الوطن قريباً».

السيد "عبد الكريم مراد آغا"

وقال السيد "عبد الكريم مراد آغا" قائد الفوج الكشفي السادس وأمين رابطة الشهيد "فهد قندقجي" الشبيبيّة: «نقوم بتربية جيل النشء على الحياة الكشفية ومبادئها التي تقوم على مبادئ الأخلاق، وتثقيف الكشاف وتعليمه من خلال المناهج الكشفية الخاصة بكل مرحلة من مراحل حياة الكشّاف».

وأضاف قائد الفوج الكشفي السادس: «إلا أنه لا بد من بعض المشاهد الحياتية المؤثرة والتي تنعكس إيجابياً على حياة الكشاف، مثل هذا المشهد من الولاء الذي نراه اليوم في وضع أكليل من الورد من جاليتنا في "استراليا" على ضريح الجندي المجهول في وطنهم الأم "سورية"».

السيد "وائل الفرا"

وأضاف "مراد آغا": «ونحن بدرونا ننقل رسالة مضمونها الحب والانتظار لهؤلاء الشبان، الذين أجبرتهم الظروف على العيش بعيداً عن ناسهم وأحبتهم».

ولدى سؤالنا عن تاريخ سفره من جديد إلى "استراليا" قال المغترب "هاني قوشجي": «سوف أعود يوم الجمعة الخامس من شهر شباط، حاملاً صوراً تذكارية إلى زملائي في الجالية، كما أشكر مجلس مدينة حماة متمثلاً في رئيسه المهندس "مختار حوراني" الذي قدم لي ناعورة تذكارية سوف نتداولها نحن أعضاء الجالية فيما بيننا بالتناوب، ونستذكر بها الوطن الذي لم يغب أبداً عن قلوبنا وعقولنا».