تنتهي إجازة العمل لدى المدرّس "محمود العوض" في منتصف شهر تشرين الأول 2009 وسيشد الرحال عائداً إلى المملكة العربية السعودية، حاملاً في داخله أملاً بالعودة في أقرب فرصة، فالوطن أولاً وأخيراً، واللوعة شديدة للعودة إلى سورية حيث الأهل والأمان.

وعن حلم العودة يقول: «أتمنى أن أجد الوظيفة في السلك الثقافي كرئيس للمركز الثقافي مثلاً لأن عودتي كمدرس صعبة بعض الشيء، فنجاحي في مسابقة وزارة التربية وتعييني مدرساً في المنطقة الشرقية بعيداً عن أهلي باتت مسألة صعبة عليّ».

أتمنى أن أجد الوظيفة في السلك الثقافي كرئيس للمركز الثقافي مثلاً لأن عودتي كمدرس صعبة بعض الشيء، فنجاحي في مسابقة وزارة التربية وتعييني مدرساً في المنطقة الشرقية بعيداً عن أهلي باتت مسألة صعبة عليّ

ولد الأستاذ "محمود جمعة العوض" في بلدته "طيبة الإمام" عام 1965 م طيبة، وحصل على إجازة في اللغة العربية من جامعة البعث عام 1993 ويعمل الآن مدرساً لمادة اللغة العربية في المملكة العربية السعودية.

الأستاذ "محمود جمعة العوض"

غادر "العوض" سورية عام 1997م بعد تعيينه بعامين قضاهما في محافظة "الحسكة" ولدى انتقاله إلى محافظة "حماة" تقدم بطلب استيداع لخمس سنوات كما ينص قانون العمل السوري متوجهاً إلى المملكة العربية السعودية بعقد قيمته آنذاك 2500 ريال سعودي. ونتيجة استقرار أوضاعه في السعودية تقدم باستقالته عام 2002م أي بعد انتهاء فترة الاستيداع آملاً بتحسين وضعه المادي.

وعن تجربته كمدرس يقول لموقع مدونة وطن eSyria الذي التقاه بتاريخ 2 تشرين الأول 2009: «المستوى العلمي للطلاب السوريين الذين درستهم أفضل من طلابي في السعودية وأكثر ما أعانيه هو التعامل الصعب مع الكادر الإداري والطلاب وأولياء الأمور لقلة الوعي والمستوى الثقافي المتواضع والنظرة المختلفة تجاه الغرباء عند البعض».

يقرأ قصيدة عن غربته

وعما قدمه كمدرس يضيف "العوض": «عملت على توعية الطلاب وتبصيرهم بالحقائق وإزالة رهبة الخوف الدفينة من العالم الخارجي والتشجيع على العمل الحرفي لأنهم ينظرون إلى العمل على أنه إهانة للنفس البشرية فصححت المفاهيم على أن العمل هو عصب الحياة كما أكدت عليه الرسالة الإسلامية والأحاديث النبوية وهو لا يقلل من قدر الإنسان بل يزيده شرفاً وعزةً».

وعن تجربته الأولى في التدريس أضاف "محمود": «بعد أن نلت الشهادة الإعدادية عام 1982م ولم يكن بمقدور والدي الإنفاق على دراستي فاضطررت إلى التوجه إلى سوق الهال في "حماة" للعمل في العطل الرسمية والصيفية لتأمين مصاريف الدراسة ونلت الشهادة الثانوية عام 1985م فتوجهت للعمل كمدرس وكيل في محافظات "الحسكة"، "الرقة"، "حلب"، ثم "حماة" متزامنة مع دراستي في الكلية حباً في التدريس لأن المدرس هو مهندس العقل البشري».

قصيدة له بخط يده

وعن اهتماماته الشعرية تحدث "محمود": «بدأت بنظم الشعر في المرحلة الإعدادية وقد صقلت كلية الآداب موهبة الشعر لدي من خلال التعرف على تاريخه وألوانه فنقلتني من مرحلة الهاوي إلى مرحلة المحترف وعند انتهاء دراستي الجامعية كان لدي رصيد جيد يتجاوز السبعين قصيدة وقد هممت بنشرها إلا أن انشغالي بالتدريس والسفر حال دون ذلك؛ وقد أثرت الغربة على نوعية أشعاري وكمياتها فانتقلت من الشعر الإنساني إلى وصف حالي في الغربة».

ومما كتبه "العوض" في الغربة نذكر:

صور الأحبة في الشأم تمرّ بي/ تنثال في أفق الخيال وتعبرن/ يا للغريـب وما تـراه بصانع/ في عالم قد بات تثقله المحن/ ضاقت علينا في حماة حياتنا/ حتى غدونا كالذليل الممتحن.