«حصلت في الشهادة الثانوية على مجموع وقدره /198/ في الفرع العلمي، ولم أكن أعرف ما هو الاختصاص الذي يجب أن أسجل فيه في الجامعة، مشيت بالصدفة بالقرب من أحد الرجال، كان كبيراً في السن، سألني عن دراستي فأجبته، فنصحني أن أذهب إلى كلية الهندسة المعمارية».

هكذا يحكي المهندس "دارم شيخ سعيد" لموقع eHama الذي التقاه بتاريخ 10/1/2008 قصة اختياره لدراسة هندسة العمارة في جامعة "حلب" ويتابع: «ذهبت إلى امتحان القبول وأنا لا أعرف شيئاً، أعطونا مزهرية لنرسمها وشكلاً لبناء تاريخي، وكان بداخله مشربيات، رسمته وخرجت، لأجد اسمي بعد فترة بين أسماء المقبولين في الكلية وهكذا كان، لأتخرج في عام /2003/».

الوضع هنا جيد إلى حد ما، ولكني أشتاق لأسرتي وللجلوس في مقهى "المأمورية" مع الأصدقاء نلعب الطاولة والورق، هي لحظات ليس لها متعة خارج البلد

ولد المهندس "دارم" في مدينة "حماة" عام /1979/، والتحق إلى مدارس "شجرة الدرّ"، "مدرسة أبي الفداء"، وبعد تسريحه من الخدمة العسكرية عمل لمدة سنة مع المهندس المعماري "هوزن وتار" في مكتب معماري مختص في منطقة "الشريعة"، ليسافر عام /2007/ إلى المملكة العربية السعودية، وعن أسباب السفر يقول: «بالتأكيد لا أحد يفضل أن يترك بلده، ولكني بصراحة أحتاج إلى بعض اللبنات المادية التي أعمر فيها مستقبلاً جيداً لزوجتي المقبلة وأولادي إن شاء الله، في "حماة" تحتاج إلى الصبر كثيراً حتى تتمكن من إيجاد فرصة العمل المناسبة لك، ونحن الشباب لدينا طاقات ورؤى من المفترض أن نظهرها على أرض الواقع».

في مقهى المأمورية بحماة

طبيعة عمله مع شركة سعودية رائدة في مجال الرخام والغرانيت والتي مقرها الرئيسي في مدينة "الخبر" جعلته دائم التنقل بين مدينة "الخبر" ومدينة "جدة"، ويعمل من خلال هذه الشركة على تنفيذ مشاريع تصنيع الرخام وإكسائه، يقول عن عمله: «أعمل كمصمم لعمليات إكساء الرخام في الفلل والقصور، ومن ثم الإشراف على تنفيذها بعد موافقة الزبون الأولية عليها، ونقوم الآن بتنفيذ عمليات إكساء ضخمة جداً في مشروع الملك عبد الله بمدينة "ثول"، أيضاً نقوم بعمل ووترجيت، وهو رخام مقصوص بشكل أقواس وملصق ببعضه البعض، يحتوي زخارف على أشكال ورود أو أوراق شجر وعروق أو أسماء بقلب الرخام».

عاد "دارم" إلى "حماة" يوم 1/10/2008 وذلك لكي يعلن ارتباطه وخطبته بالآنسة "هبة" بعد حوالي شهر تقريباً وهي تدرس الأدب الانكليزي، ليعود بعدها إلى السفر إلى المملكة العربية السعودية بعد أن أنهى مراسم الخطوبة.

تصميم وتنفيذ المهندس دارم شيخ سعيد

يقول "دارم": «الوضع هنا جيد إلى حد ما، ولكني أشتاق لأسرتي وللجلوس في مقهى "المأمورية" مع الأصدقاء نلعب الطاولة والورق، هي لحظات ليس لها متعة خارج البلد».

دارم في طريقه للعمل