ورثت شغفَ لعبة الشطرنج عن والدها، وحملت الشعلة محققةً كماً كبيراً من الإنجازات، فأبدعت منذ طفولتها على المستوى المحلي والعربي، واستمرت عجلة الإنجاز بالدوران بعد اغترابها، لتترك بصمةً واضحةً في عالم الشطرنج.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 26 نيسان 2020 مع "ريتا ياغي" لتتحدث عن لعبة الشطرنج والإنجازات التي حققتها، حيث قالت: «درست في كلية الاقتصاد في جامعة "البعث" بمحافظة "حمص" لمدة سنة واحدة قبل أن أضطر للسفر للإقامة مع والدي في "ألمانيا"، وولد حبي للعبة الشطرنج بعمر السبع سنوات بحكم أن والدي كان يمارسها ونقل لي الشغف بها، حيث بدأت بتعلمها والتدريب عليها بدايةً في نادي "الزهور" الصيفي في مدينة "السلمية" ومع مرور الوقت اعتدت عليها وأصبحت ملتزمة بأوقات وأيام التدريب بشكل أكبر، ومن ثم بعد عام تقريباً تكفّل بتدريبي المدرب "عزام زينو" الذي طوّر من مستواي بشكل كبير وهيأني لأشارك في البطولات والمسابقات وقدم لي كل ما يملك من خبرة لأتأسس بشكل صحيح، حيث كانت أولى مشاركاتي في بطولة الجمهورية في محافظة "حماة" عام 2007 وحصلت على المركز الرابع، تلتها بعد ذلك مشاركة لي في بطولة العرب التي أقيمت في "دمشق" في العام نفسه وحصلت على المركز السابع، ومن ثم في عام 2008 شاركت أيضاً في بطولة الجمهورية التي أقيمت في محافظة "حماة" وحصلت على المركز الأول، وفي العام نفسه شاركت في بطولة العرب بـ "الإمارات" وحصلت على المركز الأول، وفي عام 2009 أيضاً شاركت في بطولة العرب بـ "دمشق" وحصلت على المركز الثاني، وبعدها في بطولة العرب للإناث تحت سن 18 عام في "الأردن" عام 2011 وكنت أبلغ من العمر حوالي 12 عاماً وحصلت على المركز الثاني».

أما بالحديث عن توجهي نحو التدريب فقد كان باقتراح من إدارة النادي بإنشاء فريق للإناث وأن أتولى مهمة تدريب هذا الفريق، وقد رحبت بالفكرة كونها تساعدني على زيادة الاحتكاك مع المواطنين الألمان من جهة وأن أنقل خبرتي وأساعد هؤلاء الفتيات على تطوير مستواهم بشكل أكبر ويهيئني أيضاً لكي أكون مدربة محترفة مستقبلاً، وبالفعل تم الأمر وباشرنا بالعمل معاً وحالياً أعمل على تدريب حوالي اثنتي عشرة فتاةً من فئات عمرية مختلفة، وأنا سعيدة جداً بهذه التجربة التي تقدم الفائدة لي ولغيري أيضاً

وتكمل "ريتا" الحديث عن مشاركاتها محلياً وخارجياً، فتقول: «شاركت أيضاً في بطولة المدارس العربية التي أقيمت عام 2010 في "لبنان"، وحصلت فردياً على الميدالية الذهبية عن المركز الأول في بطولة "أكتيف"، وحصلنا كفريق على المركز الثالث والميدالية البرونزية، وأيضاً فردياً حصلت على المركز الثاني في بطولة "بليز" أو (الشطرنج الخاطف)، وحصلنا كفريق على ذهبية البطولة بين الفرق المشاركة، كما لدي مشاركتان في بطولة العالم للفئات العمرية، الأولى تحت 12 عاماً وكانت في "تركيا" عام 2008 حصلت حينها على المركز 18 مكرر على مستوى العالم وكانت نتيجة جيدة كأول مشاركة، والثانية كانت في "الإمارات" عام 2013 والتي حققت فيها خمس نقاط ونصف النقطة وكانت من أفضل نتائج الفريق حينها، كما أنه لديّ عدة مشاركات في بطولات "سيدات سورية" أبرزها بطولة أقيمت في "اللاذقية" عام 2014 وحصلت على المركز الثاني، وبعد أن انتقلت للعيش في "ألمانيا" عام 2018 انتسبت لنادي "SK Marburg" نسبةً للمدينة التي أقطن فيها، وشاركت معه في عدة بطولات كانت أبرزها البطولة المقامة في ذات العام في مدينة "باد فيلدونغن" وحصلت على المركز الثاني والميدالية الفضية، ولقب أفضل لاعبة في البطولة بفارق الجداء، كما شاركت في بطولة "Pfingstopen" المفتوحة في مدينة "ماربورغ" والتي ضمت أكثر من 60 لاعباً حيث أحرزت المركز الأول، وكان عام 2019 حافلاً بالنسبة لي كمسيرة حيث رفعت تصنيفي من خلال مشاركاتي حوالي 300 نقطة».

من إحدى البطولات

وتتابع: «أما بالحديث عن توجهي نحو التدريب فقد كان باقتراح من إدارة النادي بإنشاء فريق للإناث وأن أتولى مهمة تدريب هذا الفريق، وقد رحبت بالفكرة كونها تساعدني على زيادة الاحتكاك مع المواطنين الألمان من جهة وأن أنقل خبرتي وأساعد هؤلاء الفتيات على تطوير مستواهم بشكل أكبر ويهيئني أيضاً لكي أكون مدربة محترفة مستقبلاً، وبالفعل تم الأمر وباشرنا بالعمل معاً وحالياً أعمل على تدريب حوالي اثنتي عشرة فتاةً من فئات عمرية مختلفة، وأنا سعيدة جداً بهذه التجربة التي تقدم الفائدة لي ولغيري أيضاً».

"عزام زينو" مدرب المنتخب الوطني للشطرنج، وعضو اتحاد الشطرنج السوري، قال: «"ريتا" شابة ذكية وموهوبة، بدأت معها المشوار منذ عام 2008، ورسمت لها الأحلام لإثبات الوجود والتميز وبين الأحلام والحقيقة بدأنا نحصد النتائج بالرغم من بعض الصعوبات، حيث استطاعت أن تفرض سيطرتها محلياً على مراحل فئتها العمرية وكذلك لاحقاً في فئة السيدات، وكذلك على مستوى العرب و"آسيا" في عدة بطولات، وحتى الآن وهي في "ألمانيا" أتابع معها مسيرة الإنجاز التي لم تتوقف بعد سفرها، وإنما على العكس نطمح معاً لتحقيق المزيد ونتابع التجهيز والتدريب للمشاركة في الاستحقاقات القادمة ونيل المراكز المتقدمة، وأتمنى لها التوفيق في كل خطوة».

من إحدى التكريمات

"حذيفة الجرف" صديق "ريتا"، ومواكب لكلّ إنجازاتها منذ الطفولة، عنها قال: «منذ أن عرفت "ريتا" وهي تلعب الشطرنج، وكانت بين فترة وأخرى تسافر للمشاركة في البطولات المختلفة وتعود محققةً أرقاماً ممتازة ومحرزة المراكز الأولى سواء على المستوى المحلي أو حتى على المستوى العربي، وسبب هذا التميز هو شغفها وحبها الكبير لهذه اللعبة، وجهدها الذي تبذله بالتدريب المستمر، وجنت ثمار هذا الجهد بعد أن وصلت إلى "ألمانيا" حيث استمرت سلسلة الإنجازات وتلقّت العديد من الدعوات من أندية ألمانية ممتازة، كذلك هي الفتاة الأجنبية الوحيدة في النادي الذي تلعب له الآن، أعتقد أنها سوف تستمر بتحقيق الأرقام المميزة كون طموحها لا سقف له، وستترك بصمة على الصعيد العالمي في الاستحقاقات القادمة».

يذكر أنّ "ريتا ياغي" من مواليد "السلمية" عام 1999، مقيمة حالياً في "ألمانيا".

المدرب عزام زينو