يوم يتكرر كل عام ليلة السابع والعشرين من شهر أيلول الذي يمنح الفلاح فرصة اكتشاف أشهر السنة الخيّرة ليحدد مصير منتجاته، ووقت موسم القطاف، هذا اليوم يطلق عليه الجميع "عيد الصليب".

مدونة وطن "eSyria" في 27/9/2013 تلقي الضوء على هذا اليوم وما يليه، وكيف يتعامل معه أبناء الريف في "سورية".

عندما يدخل يوم "الصليب" كما اتفق على تسميته فهذا مؤشر إلى موعد صناعة "النبيذ" لشدة حلاوة "العنب"، ويبدأ ذلك من اليوم العاشر الذي يليه، حيث إن هناك تقويمين غربي وشرقي

ليوم "الصليب" دلالات مناخية تعطينا مؤشراً على القادم من الأيام إن كانت خيراً، أو شحاً من ناحية الهطل المطري، يتنبأ بها الفلاح الريفي، السيدة "فهمية هاشم" مازالت إلى يومنا هذا تحاول أن تطمئن على واقع الأحوال الجوية، تقول: «عندما تقترب ليلة السابع والعشرين من "أيلول" نأتي بكمية من الملح ونوزعها على لوح خشبي بكميات قليلة على عدد أشهر السنة، وكل كمية تمثل أحد هذه الأشهر، نحدد سلفاً اتجاه الأشهر، ثم نضع هذا اللوح الخشبي في الهواء الطلق، وتمر هذه الليلة التي يسمونها "ليلة دخول الصليب"».

السيدة "فهمية هاشم"

وتكمل: «في صباح اليوم التالي نستكشف وكلنا أمل أن نجد كميات الملح التي تمثل أشهر "الخريف" و"الشتاء" قد ابتلت أو ذابت، عندما ننظر إلى الملح نستطيع أن نحدد الأشهر الماطرة من القاحلة، أو الشحيحة».

الأستاذ "منذر كلول" يتحدث عن طفولته التي قضاها في بساتين "الشيخ علي" إحدى المناطق الزراعية الخصبة في ريف "السلمية" في خمسينيات القرن العشرين، يتحدث عن ليلة دخول "الصليب"، فيقول: «في هذه الليلة يشتد برد الليل، وهو موعد انطلاق فصل الخريف بشكل فعلي، يستدل على ذلك من خلال بدء قطف "الزيتون"، كذلك "العنب" الذي يصل إلى درجة من الحلاوة لا يستطيع المرء تناول كمية كبيرة منه».

أكوام الملح

ويتابع: «هذا من حيث مشاهداتنا للنباتات، أما الحشرات فتبدأ معاناتها ابتداءً من هذه الليلة حيث لا يستطيع "الدبور" مثلاً أن يلسع، لأن البرد الشديد يمنعه من ذلك، كنا وقتها نطمئن فنبادر لمحاربة أعشاش "الدبابير" التي أصبحنا في مأمن من لسعاتها القاسية».

الأستاذ "سمير جمول" تحدث عن مجال آخر يمكن الاستدلال عليه متى دخل هذا اليوم، وقال في هذا الاتجاه: «عندما يدخل يوم "الصليب" كما اتفق على تسميته فهذا مؤشر إلى موعد صناعة "النبيذ" لشدة حلاوة "العنب"، ويبدأ ذلك من اليوم العاشر الذي يليه، حيث إن هناك تقويمين غربي وشرقي».

من الأمثال الشعبية التي تناولت يوم "الصليب" وبدء قطف "الزيتون" : "لا ترفع عن زيتونك قضيب قبل ما يصلب عيد الصليب".