تجمع صلات القربى بين معظم سكان "حي اللعليليات" مما أسهم بشكل أو بآخر في الحفاظ على أشكال الحياة الاجتماعية دون تغير يذكر.

"اللباس، مأكولات، أشكال التعبير الأفراح والأحزان" مفردات حافظت على شكلها الشعبي الممتد مئات السنين في هذا الحي القابع وسط مدينة "حماة"، "eSyria" زار "حي اللعليليات" والتقى السيد "محمد ممدوح مدللة" مختار الحي الذي تحدث عن الحي بقوله: «إن المتتبع لتاريخ "اللعليليات" يجد أن الحي حافظ على كثير من عاداته وتقاليده والفضل يعود إلى علاقات القربى التي تجمع معظم أسر الحي، إضافة إلى أن اللباس والمأكولات الشعبية والعادات والتقاليد المتعلقة بالعلاقات والصلات الاجتماعية بين الأفراد ما تزال كما هي منذ مئات السنين».

إن من أشهر الزراعات التي اشتهر بها قاطنوا الحي هي زراعة "الخضراوات" و"الزيتون" و"التوت" وأشجار "الجوز"

المختار "مدللة" تحدث عن بعض العادات الاجتماعية بالقول: «إن سكان الحي مازالوا إلى اليوم محافظين على العديد من العادات والتقاليد القديمة ومنها تلك التي تتعلق بالأعراس، حيث تقسم احتفالات الأعراس على لونين فقط هما اللون الديني واللون الشعبي المتمثل بالدبكة، ويقام عرس الرجال في خيمة تنصب بإحدى ساحات الحي القريبة من منزل العريس أما عرس النساء فكان يقام في منزل العريس.

محمد ممدوح مدللة

ومن العادات الاجتماعية الأخرى التي عرف بها أهالي حي "اللعليليات" أيضاً وقوف جميع أهالي الحي إلى جانب بعضهم في السراء والضراء، وهو ما يتجلى في مجالس الأفراح والعزاء، فتجد أن جميع أهالي الحي يحضرون هذه المجالس؛ من صغيرهم إلى كبيرهم، تعبيراً منهم عن الروح الأخوية والمحبة التي تجمع فيما بينهم».

اشتهر سكان حي "اللعليليات" منذ القدم بعملهم في الزراعة التي كان يعمل فيها غالبية سكان الحي، وحول هذا الموضوع يقول "مدللة": «اشتهر الأهالي هنا بعملهم في الزراعة منذ القدم، حيث امتلك الغالبية العظمى منهم أراضي زراعية على أطراف مدينة "حماة"، فكانوا يغادرون الحي في فصل الصيف للعمل في زراعة هذه الأراضي، أما في فصل الشتاء فكانوا يعودون إلى الحي للاحتماء من صقيع الشتاء».

ويضيف "مدللة": «إن من أشهر الزراعات التي اشتهر بها قاطنوا الحي هي زراعة "الخضراوات" و"الزيتون" و"التوت" وأشجار "الجوز"».

أما فيما يتعلق بالمنازل فيقول "مدللة": «تتميز منازل الحي القديمة بنمطها العربي القديم المصنوع من الحجارة الغمس والسقف الخشبي الذي تكسوه الرمال والقش، ويحتوي المنزل على العديد من الغرف يختلف عددها من منزل لآخر حيث يتراوح عددها بين الغرفتين والثماني غرف، وازدياد عدد الغرف كان يرمز إلى كبر حجم العائلة، وينبغي التنويه إلى أن المنازل الكبيرة كانت مفضلة عند قاطني الحي وذلك نتيجة لقيامهم بإسكان أسر أولادهم معهم في نفس المنزل.

وكانت غرف المنزل تقسم ما بين غرف النوم والجلوس وغرف المؤونة التي كان يتم فيها حفظ مؤونة العام من الطعام، وتجاور الغرف فسحة سماوية تعرف باسم "أرض الديار"، والتي كان يزرع فيها العديد من النباتات مثل "الياسمين" و"دالية العنب" و"الأكيدنيا" و"الرمان" و"الليمون".

زراعة النباتات في المنزل كان لها أهمية كبيرة أيضاً، فهي كانت تعتبر روح المنزل ورئته حتى إن الكثير من الروايات التي يتناقلها الناس كانت تعتبر أن عمر النباتات من عمر صاحبها، فوفاة أهل المنزل يرافقها موت النباتات الموجودة فيه وذلك حزناً على أصحابها».

أشهر مأكولات "اللعليليات" هي "الشاكرية والرز والمحاشي" وكذلك "الباطرش" وهو عبارة باذنجان ولبن ومرقة البندورة وتوضع على وجهها اللحمة، بالإضافة إلى "السختورة" وهي ما تعرف باسم "القشه".

أما فيما يتعلق بالألبسة الشعبية فالرجال يلبسون "الشروال" و"الصدرية" و"الشمله" و"الكوفية" دون عقال والجاكيت وهي من الجوخ، ومن ثم أخذوا بارتداء "الجلابية" و"الكوفيه" دون عقال، ومازالت هناك نسبة قليلة مواظبة على ارتداء هذا اللباس حتى الآن ولاسيما بين الكبار في السن، أما النساء فيلبسن فستاناً طويلاً تحته سروال ضيق بحيث يستر كعبيها وتغطي رأسها بغطاء أبيض، وهذه الأزياء أصبحت من التراث واليوم تطورت الأزياء مع تطور العصر.