يتمتع بأداء رفيع وموهبة عالية على نظم الشعر الشعبي الموزون الذي يعتمد على الصورة والتصويب، لكنه وحده يشعر بهذا الجمال حين ترتمي الربابة بين ذراعيه بإعياءٍ غامر تشعره بآهاتِ الجراح.

موقع eSyria التقى الفنان "هاشم كحيل" أبو خالد في بلدته "تلدرة" التي تبعد عن مدينة "حماة" /خمسة وثلاثين كيلو مترا/.

وإن هلهلتي يا "خديجة"/ نحنا سباعك عند الفيجة ندعيهم بألمي يا"خديجة"/ واش ماجرّ الفدان يجر

يتحدث عن بدايات تعلقه بالربابة، فيقول: «حبي لسماع الأغاني العراقية والميجنا دفعني للتعلم على الربابة، بعدها اكتسبتُ الجرأة والدافع للغناء، كذلكَ أصبحتُ أتقن كيفية صنع الربابة، فأُقبل على الغناء حامل الحياة في الوجود رغمَ الحزن الذي يظهر عليها فهي تبهج أحزاني في الحياة».

وعن كيفية تصنيع الربابة قال: «لي طريقتي الخاص بتصنيع هذه الآلة التراثية، فأقوم بجلب جلد الماعز ثم وضعه في الطحين وربطه بكيس لمدة ثلاثة أيام على الأقل لتسهل عملية تنظيف الجلد من الشعر، بعدها يوضع بالماء ليسهل عملية الشد، ثم نأتي بقوس الربابة والجلد مع شعر الحصان بالتحديد، ليتم شد الربابة والجلد الرطب ووضع المسامير على الجوانب الأربعة بعد الانتهاء، نضع فوقها وزنا بحدود أربعين كيلو غراما، ليتم توازن القوس الخارجي وأخيراً نركب الشعر، ونشدهُ إلى جانب القوس الخارجي المجهز بشعر الحصان أيضاً، هكذا يتم تصنيعها فهي من الصناعات اليدوية الممتعة».

وعن تشجيع اقتناء الربابة يقول: «أنا شخصيا لست تاجرا، هدف أي فنان نبيل هو نشر رسالته ليتلقاها جيل الشباب فيجب تسهيل الطريق عليهم، وأنا أشجع أي شاب على اقتناء الربابة، فأغلب الذي أقوم بتصنيعه يذهب هدايا لأصدقائي والمقربين».

أما عن العتابا فيحدثنا بالقول: «العتابا ضرب غنائي قديم قد ينبع من قصة، فقد اشتهرت أولاً في منطقة "بلاد الشام" فلكل منطقة لها لهجتها وصورها الشعرية، البيئة تؤثر فعليا على النغم واللهجة والإيقاع الموسيقي، أنا انفرد باللهجة البدوية مستقاة تاريخيا من المحيط والموروث الثقافي لأن في مدينة "السلمية" وضواحيها مفتاح الحاضرة والبادية معا، فأبو الزلوف والمولية، ضرب من الغناء المعروف في "بلاد الشام" و"العراق" ويغنى بعدة طرق حسب البيئة».

وعن مطلع من مطالع الحداء يقول:

«وإن هلهلتي يا "خديجة"/ نحنا سباعك عند الفيجة

ندعيهم بألمي يا"خديجة"/ واش ماجرّ الفدان يجر».

وعن الأهازيج التي تعزفها "الربابة" يقول: «أم العريس قومي امشي ولألي/ إيجيتك ألكنة كبدر الهلالي/ إيجيتك ألكنة والجداب بيدا/ تقول للبدر ميل من إقبالي».

ومن الفنانين الذي التقى بهم خلال مسيرة حياته قال: «التقيت العديد من الفنانين خلال حياتي أمثال "محمد صادق حديد"، و"محمد الأحمد"، والمطرب الشعبي "حبيب العبد الله"».

ومن الآراء التي قيلت بالفنان "هاشم كحيل" ما قاله صديقه العازف "هاشم أبو قاسم": «انطلق "هاشم" في إتقانه لهذه الآلة التراثية لينقل إلينا رسالة نبيلة على شكل موسيقا وعتابا، ومازالَ رغمَ تقدمه في العمر يحتضن الربابة بين ذراعيه لتأخذه الذكرى إلى أحبائه وأصدقائه الذين شاءتِ الأقدار أن يرحلوا».

الجدير بالذكر أن الفنان من مواليد محافظة "حماة" عام 1924.