احتفالية كبيرة شهدتها بعض شوارع مدينة"حماة"بمناسبة عيد"البربارة"، لفتت بأصواتها وأزيائها التنكرية انتباه الغير مشاركين، انطلقت من حي "المدينة" من أمام كنيسة "السيدة العذراء"وجالت في بعض الأحياء لتعود الى الكنيسة، تنافس فيها المشاركين في أشكال التعبير عن فرحهم، فالبعض اختار التنكر عنوانا له، والبعض شارك بالمسير، وآخرين قرعوا الطبول، ومنهم من دخل الكنيسة للصلاة، والكل أراد في ذلك التذكير بالمعاناة التي لقيتها "بربارة" دفاعاً عن معتقداتها.

eSyria حضر هذا الكرنفال الكبير والتقى بعض المشاركين منهم السيدة "إسعاف سرور" التي تحدثت عن هذا الاحتفال قديما حيث قالت: «نحن كنا منذ بدايات هذا الاحتفال ونحن من أسس لما ترونه اليوم، في السابق كان الاحتفال مقتضب والمشاركين أقل من هذا العدد، فلم يكن الناس يتجولون بالطرقات وكان الاحتفال يقتصر على داخل الكنيسة، أما الآن فكل الأفكار متطورة والناس المشاركين من جميع أبناء"حماة"يتجولون بالشوارع وحول الكنيسة، حتى أصبح مشابها لدرجة كبيرة الإحتفال في البلدان الأوربية، ونشعر بسعادة كبيرة جدا بهذه المناسبة لأن المهرجان مكتمل من كل نواحيه».

وهناك بعض الأمثال التي ارتبطت بهذه المناسبة منها "في عيد البربارة بتطلع المي من قدوح الفارة" وهذا كناية عن غزارة الأمطار في مثل هذا الوقت من السنة

وأضافت: «وهناك بعض الأمثال التي ارتبطت بهذه المناسبة منها "في عيد البربارة بتطلع المي من قدوح الفارة" وهذا كناية عن غزارة الأمطار في مثل هذا الوقت من السنة».

المطان إليان حلبي

أما "ليانا الحمصي" تحدثت عن الناحية التنظيمية للكرنفال فقالت: «هذا الكرنفال برعاية المطران "إيليا صليبا"، وفي هذا العام لدينا مشاركين من جميع الفئات العمرية من طلاب المدارس وطلاب الجامعات، وكان لطلاب الثانوي والطلاب الجامعيين دور التنظيم، أما الأفكار فقد أبدعها المرشدين، وقد غابت المجسمات الكبيرة عن هذا العام».

ومن ناحيته المحامي "هيثم العيد" تحدث عن التجهيز ليوم العيد بقوله: «تجهيزاتنا لهذا الاحتفال ليست لليوم فقط وإنما بدأت منذ أسبوع، فالأطفال يحتاجون لثياب تنكرية لأن الفرحة هي فرحتهم بالنهاية، أما من ناحيتنا فنقوم بتحضير الحلويات والفواكه لاستقبال المعيدين فهو عيد كباقي الأعياد، ولكل زمان رجاله كما يقال فأيامنا كانت لا تحتوي على هذه المظاهر الاحتفالية لكن الشباب والصبايا جعلوا من هذا العيد عيدا مميزا يجعلنا في شوق لاستقبال عيد الميلاد ورؤية تحضيراتهم التي ستدهشنا حتما كما فعلوا اليوم، ونتمنى أن يعم العيد على الجميع وأن ينال جميع الأطفال من كل أطياف المجتمع ولو جزءاً صغيراً من هذه الفرحة الكبيرة».

ليانا الحمصي ونحلاتها

أما المطران "إيليان حلبي" تحدث باختصار عن "البربارة" فقال: «"بربارة" هي قديسة شرقية لها خصوصية كبيرة جداً في المشرق يحتفلون لها في عيد مخصص، وهي قديسة ماتت شهيدة نتيجة إيمانها بالسيد المسيح في مجتمع طغت عليه الوثنية، وقد ماتت بقطع الرأس نتيجة إيمانها ليحافظ والدها على مكانته في مجتمعه، وتقليد "البربارة" هو بعمل "السليقة" التي هي عبارة عن قمح مسلوق يزين على سطحه بالمكسرات ولا يزال موجودا هذا التقليد بالبيوت، أما جديد كل عام هو الأطفال الذين يشاركون بالكرنفال».

وللسيدة "سمر عبد النور" وجهة نظر في الثياب التنكرية حيث تقول: «نحن من صنع الثياب التنكرية لابنتنا "كارمن"، لأنني اعتقد أن المتعة هي في إبداع شيء جديد يراه الطفل وينتظره ويتشوق لارتدائه، وليست في الذهاب إلى السوق وشراء أزياء جاهزة تشابه كثيراً من الناس في ارتدائها، وما غاب عن المهرجان هذا العام هو "السليقة" فقد كانت تصنع بقدر كبير وتوضع على عربة يدورون بها على الناس المحتفلين».

المحامي هيثم العيد وأولاده

وقد علل السيد "إلياس جحجاح" لبس الأزياء التنكرية وطبخ "السليقة" بقوله: «سبب اللباس التنكري هو أنه يقال بأن "بربارة" عندما هربت كانت تتخفى بثياب الخدم مرة وبثياب الفرسان مرة أخرى حتى لا يتم اكتشاف أمرها، وتكرر هذا عبر السنوات للتذكير بمعاناتها، أما "السليقة" فيقال أنه في أحد الأيام هربت "بربارة" من ظلم والدها وهي في الطريق دخلت بستان فلاح كان يبذر أرضه بالقمح، وعندما دخلته ارتفعت سنابل القمح وغطت المكان كله حتى أن السنابل غطتها وحصانها، وأمر أبوها رجاله بملاحقتها وفعلا ذهبوا وراءها، وهم في الطريق وجدوا الفلاح فسألوه هل رأيت فتاة مرت من هنا على الحصان، فأجابهم الفلاح نعم عندما رأيتها كنت أبذر الأرض بالقمح، فنظر الرجال إلى بعضهم عندما رأوا السنابل طويلة وقالوا علينا العودة لأنه مضى على ذهابها وقت طويل».