من خلال الشعار الذي اختاره القائمون على برنامج دعم الحياة عند مرضى التلاسيميا والحوادث وهو "قطرة دم قد تعني الحياة"؛ نجد أنها مهمة مجتمعية بحاجة إلى تكاتف وتعاضد، وهذا ما حدث من خلال التناغم والاهتمام الذي دعا عدداً من الفعاليات إلى دعم هذه الحملة الإنسانية بمضمونها الأساسي.

موقع eSyria حضر في اليوم الأول من هذه الحملة، والتقى السيد "برهان زيدان" أحد المتطوعين في هذه الحملة الذي اعتبر أن مشاركته في هذا اليوم نابعة من إيمانه بقوة الإنسان بدفع الخطر عن أخيه الإنسان، ويضيف: «أن يتبرع المرء بكمية من دمه يعني أنه جدّد دورته الدموية، ولكن يجب أن يعرف جيداً أنه أبقى الأمل في قلوب الكثير من المرضى الذين هم بحاجة لأن تجدد دمك، مرضى التلاسيميا بحاجة، ونحن نلبي هذه الحاجة نتمنى التجاوب من الجميع».

دورنا هو تنظيمي وإعلاني، وتقديم المعلومات عن فوائد التبرع بالدم، أعتقد أن المواطنين هم الخير، وهم كمتطوعين في الهلال الأحمر طريق لهذا الخير

السيدة "حياة نعوف" إحدى المتبرعات أكدت على أهمية تقديم المساعدة لمن هم بحاجة، تقول: «هو أولاً وأخيراً عمل إنساني بامتياز أن تقدم دمك لمن يحتاجونه لأجل البقاء، وأعتقد أن انعكاسه سيكون على عدة مستويات اجتماعية، كما أنه ليس خافياً على أحد أن التبرع بالدم يعود أيضاً بالفائدة على المتبرع، وهذا ما من شأنه أن يعيد تشكيل دورته الدموية من جديد».

في ممر مركز نقل الدم

كما التقينا مدير البرنامج السيد "راني عجمية" وهو أحد الذين يعانون من مرض التلاسيميا، يقول: «البداية يجب أن نعرف حجم العمل الذي نقوم به، فعدد الحالات المرضية المعلن عنها لمرضى التلاسيميا في "سلمية" والقرى المحيطة وصل إلى 85 حالة، وهم بحاجة إلى تبديل دم كل أسبوعين على أقل تقدير، فمركز "سلمية" بحاجة إلى 45 كغ من الدم نصف شهرياً لهؤلاء المرضى».

وعن الإقبال من قبل الأهالي لدعم هذه الحملة، قال: «اخترنا يوم السبت كيوم للتبرع لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الراغبين في التبرع، بكل تأكيد العمل يحتاج إلى صبر، وكثير من المتبرعين يحجمون عن القدوم باكراً لاعتقادهم بوجود ازدحام، على كل حال الأمور جيدة وتبشر بالخير».

"راني عجمية" مدير الحملة

السيد "سمير جمول" من جمعية أصدقاء سلمية اعتبر أن هذه الحملة تحمل في طياتها مدى التكاتف والتعاضد في المجتمع، وتابع قائلاً: «حقيقة هناك بعض التقصير لدى العامة في الإقدام على التبرع، ولكن هذا لا يدعو للتشاؤم، فكثر هم الأشخاص الذين بادروا للتبرع ولكن لأسباب صحية تخصهم منعوا من ذلك، نحن نثمّن لهم مبادرتهم، ولكننا في الوقت نفسه ندعو البقية ممن يودون التبرع ألا يتأخروا؛ فهناك أشخاص مرهونة حياتهم بسرعة توجهه إلى مركز نقل الدم».

مشاركة فعالة بين "جمعية أصدقاء سلمية" وبين شعبة الهلال الأحمر لاقت تجاوباً مقبولاً ونتائج إيجابية يمكن البناء عليها للمستقبل، يقول "جمول": «بدأت هذه الحملة في العام 2009 برعاية جمعية أصدقاء سلمية، ولكننا ارتأينا هذه السنة أن نشرك كل الفعاليات الاجتماعية الموجودة والراغبة في العمل، ومما هو ملاحظ أن شعبة الهلال أبدت تواجداً لافتاً في الآونة الأخيرة ما دعا القائمين على هذا البرنامج أن تكون هذه التشاركية والنتيجة جيدة بكل تأكيد».

متطوعو الهلال الأحمر في سلمية

ومن الهلال الأحمر تحدث المتطوع "هلال شحود" فقال: «دورنا هو تنظيمي وإعلاني، وتقديم المعلومات عن فوائد التبرع بالدم، أعتقد أن المواطنين هم الخير، وهم كمتطوعين في الهلال الأحمر طريق لهذا الخير».

من خلال هذه الحملة تبين كم هو الإنسان بحاجة إلى أخيه الإنسان، وأن قطرة دم قد تعني الكثير لمن يحتاجها، وهذا ما جاء في شعار الحملة "قطرة دم قد تعني الحياة".

الجدير بالذكر أن مواعيد التبرع ضمن هذه الحملة حددت بالمواعيد التالية: 23/10/2010 و30/10/2010 و6/11/2010 في بنك الدم (سلمية).

يبقى أن نذكر المساهمين في هذه الحملة: شعبة الهلال الأحمر في سلمية- جمعية أصدقاء سلمية- شركة أوبتيميد- مركز الباحث- الجندي للإعلان- مركز أبحاث ودراسات المعاقين في سلمية- موقع البدوي الأحمر- ومن الأشخاص الذين قدموا مساهمات حسب الإمكانية: الحرفي "نورس مزيد"، والسمان "رائد السكاف".