بقصد تقديم الخدمة للمجتمع، والعمل على إيجاد بيئة نظيفة تعمل "لجنة العمل الطوعي" في المجلس الإسلامي الإسماعيلي في "سلمية" على تجربة العملية التطوعية التي ينتمي إليها شباب نذروا أنفسهم لخدمة مدينتهم بدافع الحب والانتماء، وقد نفذت هذه اللجنة يوماً خدمياً تطوعياً في أحد شوارع "سلمية" الحيوية والذي يعرف باسم "شارع الثورة".

أحد المتطوعين "حازم رستم" قال لموقع eSyria: «العمل التطوعي خدمة للمجتمع وتعويد النفس على العمل الجماعي، فهو خدمة نظيفة وشريفة، ما يميزها الروح الجماعية التي تسود كل المشاركين في هذا اليوم، وسعادتي تزداد يوماً بعد يوم، فأنا منخرط في العمل التطوعي منذ خمسة عشر عاماً».

ما أشاهده اليوم من محبة وتعاون بين مجموعة كبيرة من الشباب المتحمس والمتطوع ما هي إلا نعمة من عند الله، وأدعو لهم أن يباركهم الله ويشد على سواعدهم التي تساعد

وأضاف: «ما يسعدني كثيراً أن يحافظ الأهالي على طبيعة ما قمنا به من تنظيف لشارع ما، أو تزيين في حديقة، أما أن يُهمل ما قمنا به ليعود إلى طبيعته السابقة فهذا أمر يحزنني كثيراً ويحز في نفسي، ولكن تبقى الفكرة الأساسية هي هذه الروح التي تبني دون مقابل، تتعاضد بألفة ومحبة، لا كبير بيننا ولا صغير، الكل يدفعه حب العمل، حب المساعدة، لا نطمح بأي مقابل على ذلك».

"غياث القطريب" مشرف على العمل الطوعي

السيدتان "رتيبة وأمنو زين" قامتا بتحضير الطعام للمشاركين في العمل التطوعي، عبرتا عن ساعدتهما بوجود هؤلاء الشباب بينهم يقدمون على العمل بكل حب واندفاع، تقول "رتيبة": «ما أشاهده اليوم من محبة وتعاون بين مجموعة كبيرة من الشباب المتحمس والمتطوع ما هي إلا نعمة من عند الله، وأدعو لهم أن يباركهم الله ويشد على سواعدهم التي تساعد».

بدوره السيد "إسماعيل محمد العرنجي" أحد المشاركين ومسؤول المسجد الموجود في هذا الشارع الذي استقبل المتطوعين فترة الغداء، اعتبر أن هذا العمل الطوعي يمثل مظهراً حضارياً، وأضاف: «مشاركتي مع هذه المجموعة الكبيرة يسعدني جداً، وهي بادرة أتمنى أن تنتقل عدواها إلى بقية الشوارع لتحذو حذونا، لإضفاء منظرلائق بهذه المدينة التي تستحق من أهلها أن يعتنوا بها».

معتبراً أن اليوم التطوعي هو رديف لعمل البلديات وليس أساسياً ولكنه يوفر الجهد والزمن والمال.

السيد "غياث القطريب" مشرف على مجموعة العمل الطوعي في المجلس الإسلامي الإسماعيلي المحلي في "سلمية"، والمنظم لهذا اليوم التطوعي تحدث عن سبب اختيار هذا الشارع، فقال: «اختيارنا لشارع الثورة وسط سلمية لأنه سوق حيوي يعاني في الوقت الحالي من التعرض للإهمال من قبل الجميع إثر قرار لجنة السير في المنطقة منذ أكثر من سنة بجعله اتجاهاً واحداً، مع العلم أنه لا يوجد طريق موازٍ له بل كلها طرق فرعية تقود إلى أماكن بعيدة عن هذا الشارع ما يستغرق وقتاً كبيراً للعودة إليه، وهذا ما أثر على كل المحال التجارية الموجودة في الشارع، خاصة وأن ميزته الاعتماد على ما يأتيه من الريف من مواد غذائية ومنتج حيواني، من هنا أردنا لفت نظر الجهات المعنية أن هذا الشارع يتعرض للموت البطيء، وعلينا إنقاذه».

نقل مخلفات الأشجار

وعن خطوات العمل في هذا اليوم التطوعي قال: «بدأنا منذ ليلة أمس وبعد أن فرغ الشارع من الازدحام وقمنا بتنظيفه بالمياه لإزالة عوالق الأتربة عن أضاريف الشارع، وقدمت البلدية مشكورة صهريج المياه، واليوم بدأنا العمل بعملية دهان الأضاريف، وقص أفرع الأشجار المتدلية لتصل إلى الأرض ما كان يجعلها تعيق حتى المارة».

وتحدث السيد "غياث" عن مجموعة العمل الطوعي التي يشرف عليها منذ ستة وثلاثين سنة، فقال: «قمنا بالكثير من هذه الأعمال وتشاركنا مع كافة الجهات الرسمية والأهلية في تقديم ما نستطيعه لخدمة هذه المدينة، وانتقلنا في نشاطاتنا إلى القرى المجاورة. كما كنا من الجهات التي نظمت العمل مع الأمم المتحدة متمثلة بـ"منظمة فوكس" التابعة لـ"مؤسسة الآغا خان" بادرت بكل محبة بتقديم المساعدة لأهلنا القادمين من لبنان أثناء حرب تموز 2006، فخلال أربعة أيام نقلنا ما مقداره 160 طناً من المساعدات وقد أذهل مندوب الأمم المتحدة و"منظمة اليونيسيف" في طريقة تعاملنا وأدائنا ما جعلهم يقدمون لنا بطاقة شكر خاصة لما قمنا به، وكذلك فعل الأمين العام لحزب الله السيد "حسن نصر الله" الذي أرسل تحياته وبطاقة شكر لنا، ونحن لم نبادر لننال شهادة من أحد لأننا اعتبرنا أنفسنا وكل سورية مشاركين في تحقيق النصر على العدو الإسرائيلي في تلك الحرب».

وختاماً التقينا السيد "نصار الجرف" الصحفي في "جريدة الفداء" ليعبر عن رأيه بمفهوم العمل التطوعي فقال: «بالتأكيد هي بادرة جديدة لدى جيل الشباب لكي تشارك في بناء الوطن بشكل عام، هذا من جهة، من جهة أخرى فإنه يساهم في عملية النظافة وتحسين البيئة، ما سينعكس على الصحة العامة، ويقدم لنا صورة جلية عن مدى التربية البيئية والعمل التشاركي الذي غرسناه في نفوس هذا الجيل والذي بيده وبهمته يبنى الوطن الجميل، لذلك يبقى العمل التطوعي مثل الظاهرة والبادرة الإيجابية بكل مفرداتها».

نشير إلى أن المواد الأولية التي استخدمت في هذا اليوم التطوعي كانت من تقديم المحلات التجارية الموجودة في شارع الثورة التي كانت مغلقة ساعة الحدث لأنه يوم عطلة أسبوعية.