تعد صناعة المصاغ الذهبي من الصناعات التقليدية التي تشتهر بها "حماة" منذ القديم أسوة بباقي المحافظات السورية، إذ تشير المصادر التاريخية إلى أن هذه الصناعة تعود إلى "5000" عام بدليل أن المشغولات والتصاميم الذهبية السورية وصلت إلى روما.

وتتباهى النساء في "حماة" بهذا المصاغ الذهبي بشكل خاص والذي تفضله أغلبيتهن وذلك لارتفاع وزنه وقيمته المادية، وكما أن المبرومة تعكس مكانة المرأة ومستواها الاجتماعي والعائلي وذلك حسب وزنها وثمنها، فضلاً عن أنها أصبحت تشكل عموماً رمزاً مهماً ينبغي أن يكون حاضراً في تجهيز أي عروس مهما كان شأنها.

تتأثر تجارة الذهب في "حماة" كثيراً بالمواسم الزراعية وإنتاجها باعتبار أن حماة من المحافظات الزراعية بالدرجة الأولى، حيث تنخفض حركة البيع والشراء مع تراجع الإنتاج الزراعي، وبالمقابل تنتعش في مناسبات الأعياد والأعراس ومختلف المناسبات السعيدة إذ تكثر فيها مبيعات الذهب التي تقدم كهدايا في حين تنخفض المبيعات في غير هذه المناسبات بهدف الادخار

"سعيد حزوري" صاحب ورشة لتصنيع المصاغ الذهبي في "حماة" يقول: «نقوم بتصنيع مختلف التصاميم الذهبية كالأساور والمباريم والمحابس والأطواق، إضافة إلى نقش الأسماء على مختلف القطع الذهبية وذلك بجميع مراحل تصنيعها بدءاً من صهر وإذابة هذا المعدن الثمين مروراً بعملية سحبه وطرقه وجمعه وجليه ونقشه، ومعظم هذه المراحل تجري بشكل يدوي، الأمر الذي يضفي على المشغولات الذهبية رونقاً خاصاً يزداد ألقه مع ازدياد خبرة وكفاءة حرفيي ومصنعي مختلف المشغولات الذهبية».

السيد موفق قصرين

ويضيف: «خلال جميع مراحل تصنيع الذهب هناك فاقد تصل نسبته إلى خمسة بالألف من وزن القطعة الذهبية المشغولة، أي أن صياغة كل ألف غرام ذهب تؤدي إلى فقدان وخسارة 5 غرامات من الذهب يتم حسابها من ضمن قيمة وأجور الصياغة، وبعد الانتهاء من تصنيع المشغولة الذهبية يتم نقشها بدمغي اسم مصنعها وعيارها قبل أن يتم إرسالها إلى الجمعية الحرفية للصاغة التي تدقق في مواصفاتها، وتقوم بمهرها بوسم الجمعية لاعتمادها بشكل نهائي للتداول بسوق الصاغة».

** الفرق بين المبرومة الحموية والمبارميم الشامية والحلبية

سحب الذهب.

وفيما يتعلق بالمبرومة الحموية يقول السيد "حزوري": «المبرومة الحموية تمتاز بتصميمها عن باقي المبارميم الشامية والحلبية، حيث تتألف هذه المبرومة من بدنين ذهبيين ملفوفين مع بعضهما بعضاً، في حين تحوي المبرومة الحلبية بدنين ذهبيين عريضين يصل بينهما بدن ذهبي رفيع، كما تتميز المبرومة الحموية بأنها أكثر دقة من حيث النقوش والصنعة، ومعظم المصاغ الذهبي في حماة هو من عيار 21 قيراطاً لكونه المفضل لدى مقتنييه من النساء وأصحاب محلات الصياغة، بينما يندر وجود قطع ذهبية من عيار 18 قيراطا نظراً لقلة الطلب عليها في "حماة" في الوقت الذي يشهد الطلب عليها إقبالاً ملحوظاً في محافظة "دمشق" لاختلاف الرغبات والأذواق و الأعراف الاجتماعية».

الجمعية الحرفية لصياغة الذهب في "حماة"

صهر الذهب

السيد "موفق قصرين" رئيس الجمعية الحرفية لصياغة الذهب في حماة يقول: «يعمل بهذه الحرفة حالياً قرابة "300" صائغ وتاجر ذهب، بالإضافة إلى وجود بضعة ورشات تصنيع تزود محلات الصاغة بمختلف المشغولات والتصاميم الذهبية رغم أن سوق الصاغة في "حماة" يعتمد في تأمين جل متطلباته وحاجاته من مختلف المجوهرات الذهبية على محافظتي "دمشق" و"حلب" لوجود عدد كبير من ورشات التصنيع في هاتين المحافظتين، إلا أن مصنعي الذهب في "حماة" يمتازون بتصنيع وتصميم أنواع معينة من المصاغ الذهبي كالأساور والمبرومة الحموية التي تلبس في معصم اليد وتعد من أساسيات تجهيز العروس وقد يصل وزنها في بعض الأحيان إلى حوالي "100" غرام، وكما يشتهر صناع الذهب في "حماة" بتصميم أصناف معينة من الأطواق الذهبية المشغولة بدقة متناهية والمنقوشة بطرق فنية وذلك بشكل يدوي، نظراً لما تحظى به هذه القطع الذهبية من قبول واستحسان العرائس و النساء والفتيات لكونها ذات خصوصية مميزة وأكثر جمالاً وإتقاناً من القطع الذهبية المشغولة بالآلات والقوالب».

ويضيف السيد "قصرين": «تتأثر تجارة الذهب في "حماة" كثيراً بالمواسم الزراعية وإنتاجها باعتبار أن حماة من المحافظات الزراعية بالدرجة الأولى، حيث تنخفض حركة البيع والشراء مع تراجع الإنتاج الزراعي، وبالمقابل تنتعش في مناسبات الأعياد والأعراس ومختلف المناسبات السعيدة إذ تكثر فيها مبيعات الذهب التي تقدم كهدايا في حين تنخفض المبيعات في غير هذه المناسبات بهدف الادخار».

وفيما يتعلق بأبرز مطالب صياغ الذهب في حماة يقول السيد قصرين : «من أبرز مطالب مصنعي الذهب إنشاء نقابة للصاغة بدلاً من الجمعية الحرفية، باعتبار أنه من شروط الانضمام إلى مجلس الذهب العالمي أن يكون التنظيم مستقلا أي نقابيا، وإتاحة الفرصة أمام حرفيي الذهب بالمشاركة في المعارض المحلية والعالمية وخاصة تلك التي تقام في دول الخليج ليتمكن الحرفي السوري من المشاركة والاطلاع على أحدث التقنيات في هذه الصناعة، إلى جانب أهمية هذه المعارض التي تسمح في التعرف على التصاميم والموديلات العالمية الجديدة، والتعريف أيضا بالذهب السوري وخصائص ومميزات منتجاته ضمن هذه المعارض».