طبيعي أن تشعر السيدة بالخوف مما قد يهدد حياتها، وطبيعي أن تقف حائرة في اتخاذ الخطوة الأولى في سبيل اكتشاف هذا المرض، ومما شك فيه أن الرعب يقض مضاجع السيدات اللاتي يخشين التعامل مع مثل هذه الحالات التي تضعهن على عتبات الانهيار.. لذا كان هناك من يمكنهم أن يبددوا هذه الأوهام، فقط المبادرة وحدها أحياناً تستطيع صنع المعجزات.

وهذا حال القائمين على برنامج "آن الأوان" للكشف المبكر عن أورام الثدي، وهو يلتقي بسيدات قرية "المفكر الشرقي" والتي تبعد إلى الشرق من "حماة" خمسة وخمسين كيلومتراً.

تأتي الفائدة من خلال تذليل الخوف الذي كان يتملكنا لو فكرنا لمجرد التفكير فقط في إمكانية حدوث الإصابة

موقع eSyria ومنذ اللحظة الأولى كان أحد المساهمين إعلامياً في تغطية هذه المبادرة. تقول "رشا حيدر" وهي سيدة من القرية: «هي المرة الأولى التي أحضر مثل هذه اللقاءات التي تأخذ منحى طبياً بشكل عام، وحول أمراض الأورام بشكل خاص، بصراحة كنت خائفة من الحضور، ربما هناك ما يبرر خوفي، فوجود بعض الإصابات في عائلتي أرخى بكاهل همومه علينا، فهل هو نتيجة عامل وراثي؟ ربما.. واليوم اشعر كم كنت مخطئة بخوفي هذا، فما سمعته يجعلني أكثر استعداداً لإجراء فحص "ماموغرافي" خاص بأورام الثدي».

فريق الندوة: "أحمد الكردي"- "ناديا عيشة"- "ربا عودة"

في هذا الإطار تشدد الدكتورة "ربا عودة" - وهي اختصاصية جراحة عامة- على أخذ المبادرة لمن هنّ فوق سن الأربعين سنة، وتضيف: «يجب أن تكون السيدة هي المكتشف الرئيسي لمثل هذه الأورام، فعند ملاحظتها لأي شيء غريب يجب أن تراجع الطبيب، فكلما استعجلن الكشف كانت نسبة الشفاء أكبر».

ومن السيدات اللاتي التقينا بهن السيدة "راميا أبو حلاوة" وهي أم لطفلة عمرها سنتان، تقول: «ما قدمه لي هذا اللقاء بالأطباء الثلاثة كيف بإمكان المرء أن يحمي نفسه من شر الأورام الخبيثة، وهذا برأيي أمر هام للغاية، ما نشعر به دائماً هو الاكتئاب لدى سماعنا بإصابة امرأة، أو وفاتها نتيجة لهذا المرض، العرض التشريحي الذي قدمه الدكتور "أحمد طالب الكردي" مهم للغاية، وطرق تعامل السيدة مع اكتشاف نفسها الكثيرات منا لا يعرفن كيف، وما مدى صحة هذا التعامل وكم قد يكون منقذاً للحياة».

من نساء قرية "المفكر الشرقي"

بدوره قدم الدكتور "أحمد طالب الكردي" نصائح في غاية الأهمية حول الطرق الواجب اتباعها من قبل السيدة لكي تكون في مأمن من الهواجس، أو ليصار لمعالجتها مع بداية المرض لو اتضح للسيدة حالة اشتباه بهذا المرض.

الآنسة "فاتن ديبة" وجدت في هذا اللقاء التوعوي لفتة جميلة من قبل القائمين على هذا البرنامج، وأضافت: «شعرت بمسؤولية حضور هذه الندوة، وجئت متسلحة بحب المعرفة، وأتمنى أن تكثر مثل هذه اللقاء بالنساء الريفيات لما لها من فائدة ميدانية، فأن يأتي الطبيب إلى القرية مقدماً النصح والإرشاد فهذا أمر لم نكن لنتوقعه، وهذا يدعونا لشكر القائمين على هذا البرنامج».

حضور لأجل المعرفة

في حين سعدت السيدة "شذا ورد" بهذا اللقاء، وأضافت: «تأتي الفائدة من خلال تذليل الخوف الذي كان يتملكنا لو فكرنا لمجرد التفكير فقط في إمكانية حدوث الإصابة».

وما على السيدة إلا المبادرة من خلال الفحص الشهري، فحص المريضة، فحص الطبيب، فحص الأشعة. وكثيرة هي حالات الاشتباه التي أفضت إلى نتائج سلبية وبالتالي عودة البريق إلى عيني السيدة التي كانت تعيش حالة من الذعر. هذا ما أكدت عليه الدكتورة "ربا عودة"

بينما بسّط الدكتور "أحمد الكردي" الحال فالعلاج بسيط بمجرد مراجعة الطبيب، وأضاف: «كل أنثى من عمر عشرين سنة وما فوق يجب عليها فحص الثدي، ويبدأ ذلك من خلال العلاج الذاتي من قبل الأنثى نفسها، فالمرأة هي المكتشف الأول».

وشرح بالصورة كيفية فحص الجس أثناء الوقوف وأثناء الاستلقاء، والتأكد من خروج سوائل من حلمة الثدي، وأكد على النساء البدينات استخدام الوضعية المناسبة لعملية الفحص الذاتي.

يذكر أن برنامج الكشف المبكر عن أورام الثدي من خلال حملته "آن الأوان" هو أحد برامج "جمعية أصدقاء سلمية"، تديره الدكتورة "ناديا عيشة" وفريق عمل متطوع لخدمة المرأة في "سلمية" وريفها.