لكل طريقته الخاصة في التعبير عن رفضه لشكل من أشكال العادات المضرة بالصحة، والتدخين خير مثال على كراهية الكل له مع بعض الاستثناءات، غير أن التخلي عنه يحتاج لحل معادلة صعبة، من هنا كان توجه إدارة مدرسة قرية "تل التوت" للحلقة الثانية وبالتعاون مع برنامج "مؤسسة الآغا خان للتنمية- البرنامج الصحي" الذي يدعم كل توجه من شأنه أن يجعل من الاقلاع عن التدخين عادة، ورفض دخوله منازلنا أمراً واجباً حفاظاً على الصحة بكل أشكالها.

فكان أن قدمت هذه الرسائل للجيل الصاعد عبر زملاء لهم يحذرونهم من خطورة التدخين، وتصويره على أنه موت يجثم فوق رؤوسنا.

نتمنى على طلابنا أن يلامسوا عين الحقيقة بما يفعله التدخين، وسبب تفشي هذه الآفة في العالم أجمع من خلال ما قدموه بأنفسهم عبر نص مسرحي، وأغنيات موجهة، ومعرض فني

موقع eSyria حضر فعاليات النشاط الذي أقيم بالتعاون مع إدارة مدرسة "تل التوت"، فجاء منوعاً فجمع بين الكلمة والمسرح والشعر، والغناء. وقد أقيم هذا النشاط يوم الأربعاء 21 نيسان 2010 في باحة المدرسة.

برنامج تلفزيوني عن مضار التدخين

بداية التقينا السيدة "عائدة استانبولي" مديرة المدرسة التي تحدثت عن قيمة هذا النشاط، خصوصا أنه يصادف يوم البدء بتنفيذ المرسوم التشريعي رقم 62 للعام 2009 القاضي بمنع التدخين في الأماكن العامة، وأضافت: «نتمنى على طلابنا أن يلامسوا عين الحقيقة بما يفعله التدخين، وسبب تفشي هذه الآفة في العالم أجمع من خلال ما قدموه بأنفسهم عبر نص مسرحي، وأغنيات موجهة، ومعرض فني».

وقام عدد من الطلاب بتجسيد شخصيات المسرحية التي كتبها الأستاذ "أيمن ياغي" وهو الذي حدد أهدافه مسبقاً بحتمية الإصابة بداء السرطان جراء التدخين، وجاء الأداء محبباً ولطيفاً، ومؤثراً في بعض الأحيان، وعن هذا العمل يقول الأستاذ "أيمن": «قبل أسبوعين من اليوم طلبت مني إدارة المدرسة أن أقوم بكتابة نص مسرحي يتحدث عن التدخين ومضاره، واستغرق تحضيره من قبل المدربين الذين تعاونوا بشكل جيد مع الطلاب الذين يقفون لأول مرة على خشبة مسرح، أتمنى أن أكون قد وفقت في تقديم المناسب».

د. "حسن خنسة" يتابع العرض باهتمام وسعادة

ثم التقينا السيدة "تغريد الحاج" التي أشرفت على تدريب الطلاب على النص المسرحي، فتحدثت عن كيفية اختيار الممثلين من الطلاب، فقالت: «من بين عدد كبير من الطلاب، ومن خلال اختبارات بسيطة وصلت إلى عدد منهم لديهم الإمكانية لكي يقدموا هذا العرض المسرحي، والذي هو بكل تأكيد عمل غير احترافي ولكنه يحمل في طياته رسائل عدة نوجهها لطلابنا كي يدركوا مدى خطورة التدخين، خاصة أننا ذكرنا في سياق العرض أن أحد الآباء اشترى لولده "نرجيلة" عندما نجح في العام الدراسي الماضي، وكانت والدته تفتخر بذلك، الأمر ليس سهلاً، ولكن يجب أن نعمل ما بوسعنا كي نمنع عادة التدخين في المنازل».

ثم توجهنا بالسؤال للدكتور "حسن خنسة" من البرنامج الصحي في "مؤسسة الآغا خان" عن هذا النشاط، وما الأهداف التي توصلوا إليها من حملتهم المستمرة ضد التدخين، فقال: «منذ انطلاق عمل المؤسسة في سورية، ونحن ندعم كل توجه من شأنه أن ينبه أو يظهر مدى خطورة التدخين على الصحة، وما نشاط اليوم في قرية "تل التوت" إلا من جملة أنشطة قمنا بدعمها، وأخرى قمنا بها كمؤسسة، ونشاط اليوم هو مبادرة من قبل إدارة المدرسة دعمناها بكل ما نستطيع، وهي خطوة في طريق الألف ميل بغية الوصول إلى منازل خالية من التدخين».

جانب من الحضور

وزودنا الأستاذ "أمين إسماعيل" بقصيدة عن التدخين باللهجة المحكية، وهي من تأليف "أيمن ياغي"، يقول فيها: "يا شارب التتن للموت دواليك/ وإن صابك مصابها ما لو دواليك/ إن عفتها كسبت أهلك ودواليك/ وإن ردتها نشوفك بيوم الحسابْ".

شارك في هذا النشاط كل من:

ــ "تغريد الحاج"- "أيمن ياغي"- "عائدة استانبولي"- "أمين إسماعيل" وهم من الكادر التدريسي في المدرسة.

ــ "فرح إسماعيل"- "ولاء العكاري"- "فاطمة الجوراني"- "مهدي رستم"- "علاء رستم"- "علي سليمان"- "ميس خشيفي"- "أمجد عواد"- "نيفين داوود هنا" وهم أعضاء الفرقة المسرحية.

ــ "أشرف الخليل" في الغناء.

ــ "هادي القصير" مهندساً للصوت.