المجتمع الأهلي يكرم الأم على طريقته

عشرون أم مميزة من مدن ٍ وقرى مختلفة كُرمت وسط حضور أهلي كثيف في قرية "عقارب الصافية" التي تبعد إلى الشرق من مركز مدينة "حماة" 52 كيلو متراً، في احتفالية قامت بها "شبكة الآغا خان للتنمية" بالتعاون مع "جمعية أصدقاء سلمية" و"النادي السوري لترفيه المسنين" بهدف تكريم عدد من الأمهات اللاتي قدمن الكثير لأبنائهن، وكنّ خير مثال للأم السورية.

موقع eSyria حضر الحفل يوم الاثنين 29 آذار 2010 وكانت البداية مع إحدى الأمهات المكرمات الدكتورة "ناديا عيشة" المسؤولة عن برنامج الكشف المبكر عن أورام الثدي متمثلة في حملة "آن الأوان"، والتي حدثتنا عن أهمية هذا اليوم في حياة كل الأمهات، وأضافت متكلمة عن تجربتها من خلال توعية المرأة: «نحن من خلال سعينا إلى أم سليمة معافاة من كل الأمراض، آثرنا على أنفسنا حمل المسؤولية والتوجه المدروس لتوعية السيدات للكشف المبكر عن الأمراض الخبيثة، وكانت لنا جولات متعددة استهدفنا من خلالها مدارس البنات في حثهن على التأثير على أمهاتهن في زيارة لمركز وحدة صحة النساء في مستشفى "سلمية"، الأم قدمت الكثير لتنمية أسرتها والجدير بنا أن نهتم بصحتها، وحفل اليوم هو لفتة جميلة أدخلت شيئا من السعادة إلى قلبي».  الأستاذ "محمد مفضي سيفو" الممثل المقيم لشبكة الآغا خان للتنمية راعي الحفل  قال عن سبب اختيارهم للاحتفال بهذه المناسبة: «بتكريمنا للأمهات فإننا نكرم كل الأجيال التي أنتجتها هذه الأمهات، واليوم نخاطبهم مباشرة من خلال التعاون بين منظمة دولية وجمعيات ونوادي أهلية، حيث إن العمل المجتمعي هو الذي يبني ثقافة الشعوب، ومن خلال الاهتمام بهذه الثقافة نستطيع أن نبني مجتمعاً متماسكاً قادراً على العطاء».وأضاف: «أن ألتقي أبناء قريتي رغم حجم العمل الكبير، وحجم المسؤولية، أمر ليدعو إلى الغبطة».

وعن الشراكة بين عدد من الجمعيات لإنتاج هذا التكريم يعلق قائلاً: «نحن في شبكة "الآغا خان للتنمية" نتعامل ونرحب بالتعامل مع كافة الجهات الأهلية من خلال النشاطات المجتمعية، كما أننا نشجع أبناء المجتمع لتحمل مسؤولياتهم تجاه بعضهم بعضاً، فمن خلال هذه الأعمال التعاونية نستطيع أن نرسم ونخطط لخطوات قادمة».

الشاعرة "فاطمة غيبور" وقصيدة للأم

وعن اختيار القرى لإقامة مثل هذه الاحتفالات يقول الأستاذ "محمد مفضي سيفو": «إن حظّ الريف أقل منه في المدن من حيث الخدمات، لذا كان التوجه لإقامة مثل هذه النشاطات في قرى متنوعة».

وبالانتقال إلى جمعية "أصدقاء سلمية" التقينا الدكتور "باسل عيشة" فتحدث عن مشاركة جمعيتهم بهذا الحفل، فقال: «تنظر جمعيتنا إلى التعاون المثمر والبناء مع جميع الجمعيات الأهلية، وكذلك المنظمات الدولية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر "شبكة الآغا خان للتنمية" والتي تقوم بجهد لا يخفى على أحد في دعم التنمية المستدامة في المنطقة، ونحن في جمعية "أصدقاء سلمية" نسعى إلى تطوير شراكتنا لما فيه مصلحة المجتمع الأهلي، وما تكريم الأمهات إلا جزء بسيط مما نطمح إليه، وبالنيابة عن جميع أصدقاء سلمية نتوجه إلى الأم في عيدها لنقول لها.. كل عام وأنتِ بخير».

الأستاذ "محمد مفضي سيفو"

السيدة "دعد درويش" رئيسة "النادي السوري لترفيه المسنين" أبدت إعجابها بما لقيته من حسن استقبال وضيافة من قبل أهل قرية "عقارب الصافية" وقالت في يوم تكريم الأمهات: «كنا نتمنى أن نكرم كل الأمهات دون استثناء».

وأضافت: «من خلال التعاون بين النادي السوري لترفيه للمسنين، وشبكة الآغا خان للتنمية، وكذلك جمعية أصدقاء سلمية استطعنا أن نكرم أكبر عدد من الأمهات، وكان لكل منا اقتراح عدد من الأسماء، ونأمل أن نكون قد وفقنا في ذلك».

الفنان "سليمان غالي" وأغنية للأم

وللمشاركات الفردية دور أيضا من خلال السيد "فخري خير الله" صاحب مول "تاج محل" والذي تكفل بحفل الاستقبال، تحدث عن هذه المناسبة قائلاً: «إنه ليشرفني عظيم الشرف أن أكون مشاركاً في مثل هذا الحفل، لأن من نقدم لهن الهدايا هن أمهاتنا، ونحن في "تاج محل" نسعى لأن نكون في مقدمة الداعمين لمثل هذه التوجهات التي تبادر بها الجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية العاملة في سورية، وأعتبر هذا من واجباتي في رفع اسم البلد».

وأكمل: «هذه ليست المرة الأولى التي نشارك فيها، فقد كانت لنا عدة مشاركات في تكريم المسنين في "محردة"، وشاركنا في مشروع القرية الهدف في "قمحانة"، ونحن مستعدون للمشاركة في مناسبات أخرى».

يبقى أن نذكر السيدات اللاتي تم تكريمهن، وهن:

ـ غنّى للأم الفنان "سليمان غالي".

ـ وأنشدت لها الشاعرة "فاطمة غيبور".