"الطبيب الجراح" فنان مهني موهوب يحتاج للمهارة المرتكزة على العلم والمعرفة والممارسة، حاضر البديهة قادر على تخطي المفاجآت للحفاظ على حياة المريض.

موقع eSyria التقى مساء يوم الاثنين الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني عام 2010 بنقابة الأطباء البروفيسور الدكتور "فريد غصن" الذي حدثنا عن جراحة "الكبد" والأورام الخبيثة التي يتعرض لها الإنسان، حيث قال: «هناك طرق عديدة تخولنا القيام بالعمل الجراحي على "الكبد"، لأنه جزء معقد بوصفه مخبر جسم الإنسان، لذا جراحة "الكبد" مميزة عن العمليات الجراحية الأخرى التي يخضع لها المريض، لذا هناك عمليات جراحية نموذجية معقدة ومكلفة، وأشرت في بحثي مستنداً على التطبيق العملي والمشاهدات العينية للمرضى الذين عالجتهم، وما وصل له أيضاً أطباء مهرة متخصصين، وعلى الجانب النظري المعرفي».

لست مع معالجة الأورام "الخبيثة" بهذا النوع من العمليات، لأنه ثبت أنها تنقل الخلايا "السرطانية" لجدار "البطن" فتساهم في انتشار الورم في باقي الجسم

وأضاف مشيراً لأهمية تحديد "الورم" المراد استئصاله قبل البدء بالعمل الجراحي قائلاً: «أن يكون الهدف هو الاستشفاء الكامل للمريض، وأن لايكون هناك انتشار "للورم الخبيث" في باقي أجزاء الجسم خارج "الكبد"، وأن يكون الاستئصال جذري، عندها يمكن القيام بالعمل الجراحي النموذجي».

البروفيسور الدكتور "فريد غصن"

وأشار إلى أنواع أخرى من الجراحة، فقال: «هناك نوع آخر نسميه "جراحة لا نموذجية" تعتمد على تخفيف تأثيرات الأورام على المريض، وذلك من خلال المعالجة الكيميائية بإدخال "قثطرة" عبر "شريان" مغذي "للكبد" ونحقن المادة الكيميائية التي يبقى منها80% في "الكبد" ويُطرح الباقي دون التأثير على الجسم، وهذا الشكل من المعالجة حقق نسب لابأس بها من النجاح».

عندما يكون هناك تهدم كبير "بالكبد" نتيجة حادث ما، يتم اللجوء "للزرع"، عن هذا النوع من الأعمال الجراحية حدثنا قائلاً: «نلجأ في هذه الحالة للنوع الثالث من العمل الجراحي وهو "الزرع" لكن بشرط عدم وجود ورم "خبيث"، ويرافق ذلك مشاكل كثيرة تتعلق بالمتبرع وزمرة الدم، فقط أحببت الإشارة لذلك، مع التأكيد على أن جراحة "الكبد" تحتاج للممارسة المستمرة ليكسب الجراح مهارات ضرورية له عملية ونظرية».

الممرضة ب"شرى هدلة"

وعن مسببات الأورام الخبيثة وسواها على "الكبد" وكيف تنشأ، أجابنا قائلاً: «للأسف نحن حتى الآن لانعرف السبب المؤدي لهذه الأورام "الخبيثة"، لنأخذ هذه الأمراض "سرطان الرئة" عند الرجال يُقال سببه "التدخين"، لكن لايمكننا القول أن "التدخين" يسبب ذلك، فقط نُحذر من "التدخين"، لأنني أجريت استئصال "سرطان رئة" لمرضى غير "مدخنين"، فمن الأسباب الأخرى: "تلوث البيئة"، المواد "الشعاعية"، مواد "كيماوية" يتعرض لها الإنسان فتسبب له "السرطان"، ورغم تقدم الطب لم نعرف تماماً هوية هذا "الورم الخبيث" ومتى يصاب به المريض».

ثم أشار منبهاً لضرورة مراقبة الإنسان لكل تحول يطرأ على جسمه، فقال: «من الضروري جداً مراجعة الطبيب لدى ظهور تغيّر ما على جسم الإنسان، تغير مواعيد خروجه، تراجع صحته، لأننا عندما نكتشف هذا الورم مبكراً يمكننا أن نحقق الشفاء للمريض، باستئصال هذا الورم الصغير بالجراحة النموذجية».

الدكتور "محمد وقاف"

وعن "البنى التحتية" المطلوب توفرها للقيام بهذه المعالجات الجراحية، قال: «يمكن القيام بهذه المعالجة في جميع المستشفيات المتوفرة لدينا هنا في "حماة"، فقط نحتاج لغرفة عناية مشددة لمراقبة المريض بعد العمل الجراحي، والشيء الآخر طبيب ماهر وفنان».

أما عن المعالجة بالجراحة "التنظيرية" فأفادنا قائلاً: «لست مع معالجة الأورام "الخبيثة" بهذا النوع من العمليات، لأنه ثبت أنها تنقل الخلايا "السرطانية" لجدار "البطن" فتساهم في انتشار الورم في باقي الجسم».

أخيراً وعن نسب الشفاء من خلال هذه العمليات، حدثنا قائلاً: «الاستئصال الجذري يحقق الشفاء الكامل، المعالجة الكيماوية تحقق بحدود60% وهذه نسبة جيدة، أما الزرع له مشاكله الكثيرة التي لاتمكننا من إعطاء نسبة محددة».

الدكتور"عدنان نحاس" عبر عن رأيه قائلاً: «لقد قدم معلومات هامة في جراحة "الكبد" وآلية استئصال "فص" كامل من "الكبد"، بمعنى نقلنا من الجانب النظري، إلى الجانب العملي في معالجة المرضى المصابين بهذه الأورام، عدا عن طريقته بطرح الأفكار بأسلوب سلس شدنا لمتابعته، كما أشار لإمكانية إجراء هذه العمليات المكلفة في مستشفيات "حماة" مخففين الكلفة المادية على المريض والشفاء نسبته عالية».

الدكتور "عبد الرحمن حسيان" قدم وجهة نظره ببحث اليوم قائلا: «المعلومات من الناحية النظرية قديمة ومعروفة، لكن الجانب العملي والعلمي كان حديثاً ويشير إلى الاختلاطات الجراحية العامة في معالجة الأورام بشكل عام، وأحب أن أشير أن هناك أعمال جراحية في جراحة "الكبد" مسماة باسم الدكتور "فريدغصن" في جامعات أوروبا، وهذا فخر كبير لبلدنا سورية».

الدكتور "محمد الصالح" حدثنا كجراح عام عن بحث اليوم قائلا: «لقد شجعنا على التوسع في هذا الجانب العملي من خلال اطلاعنا عبر الوثيقة والصورة في الجراحة على "الكبد" الجزء الحساس، والمميز في جسم الإنسان، وهناك مسبب هام لهذه الأورام "التهاب الكبد الفيروسي"، من أعراضه اللاحقة "تشمع الكبد" المساعد على تواجد الأورام الخبيثة، كما أن "الإدمان الكحولي" مسبب كبير في انتشار "السرطان"، لذا أحذر من "الكحول" و"التدخين"».

مساعد طبيب جراح الممرضة السيدة "بشرى هدلة" حدثتنا عن الانطباع الذي تركه هذا البحث لديها، فقالت: «عملت أكثر من خمس وعشرون عاماً مساعدة طبيب في غرفة العمليات الجراحية، هناك أفكاراً ومعلومات نعرفها، لكن التطوير والتحديث في المعالجة أطلعنا عليها الباحث اليوم، وهي مهمة كطرق ووسائل معالجة مرضى الأورام العادية والخبيثة».

الدكتور "محمد وقاف" قدم وجهة النظر التالية ببحث اليوم قائلاً: «المعلومات التي قُدمت اليوم ممتازة منقولة من مختبرات ومستشفيات ألمانيا وأوروبا، حيث كانت إقامة الدكتور الباحث "فريد" الذي له تجاربه المشهورة وأبحاثه المتقدمة في باب الجراحة على "الكبد"، والعدد الكبير أيضاً من العمليات الجراحية التي أجراها للكثير من المصابين بأورام عادية وخبيثة، ونحن سنستفيد من خبرته بالتعاون معه لمعالجة مرضانا في محافظة "حماة" والتخفيف من معاناتهم بالسفر إلى خارج المحافظة بقصد العلاج وهو المكلف مادياً بطبيعة الحال، كما أشار إلى ضرورة المتابعة من الطبيب المختص لمجمل التطورات النظرية والعملية التي تخص ميدان عمله بهدف تحقيق الشفاء للمرضى، والنقابة مشكورة تساهم في هذا الجانب، لكن لايلغي اجتهاد الطبيب وتمكنه من اللغة "الانكليزية" لمتابعة آخر التطورات عبر "الإنترنيت"».