العطلة الإنتصافية، هي العطلة التي يجد فيه الأطفال المتنفس الواسع بعد أشهر من الدراسة كانوا لا يجدون فيها الوقت الكافي ليفرغوا طاقاتهم البريئة في الألعاب المختلفة، فهاهم من اليوم الأول ينتشرون في الحدائق والشوارع وصالات الألعاب، فنحن اليوم نعيش عصراً يوجد فيه من الألعاب ما لا يعد ولا يحصى، الأمر الذي يعجب البعض ويزعج البعض الآخر.

لبيان معلومات أفضل عن هذا الموضوع eSyria مرّ على أحد صالات الألعاب، وهناك التقينا بالسيد "حسن ونوس" الذي تحدث لنا عن الألعاب التي يمارسها الأطفال في صالته فقال: «ألعاب الحاسوب هي الأكثر جذباً للأطفال، كما أنها تزيد من ذكاء الطفل وسرعة بديهته لأنها بحاجة لتركيز ودقة في اللعب، وطبعاً كل طفل بحاجة إلى لعبة تناسب مستوى استخدامه للحاسب لذلك فأنا أحاول أن أوجّه الأطفال على الألعاب التي تناسبهم وأحثهم على الألعاب المفيدة كسباق السيارات، وكرة القدم وتصميم الأزياء، والحد نوعاً ما من الألعاب القتالية العنيفة».

ألعاب الحاسوب ممتعة جداً، فيها الحركة الجميلة كما أنها بحاجة إلى تركيز ودقة للفوز والنصر

وعن المخاطر والفوائد من اللعب الجماعي قال: «أنا أرى أن هناك فائدة ومتعة من اللعب الجماعي، فالأطفال يحبون تقريب هذه اللعبة إلى الواقع بمنافسة أصدقائهم مثلاً، وبالنسبة للمخاطر فأنا معروف لدى الأطفال بأني أخرج أي طفلٍ مسيء من الصالة، وأصنع مشكلةً إذا قام احد الأطفال بالتفوه بكلمة بذيئة، أو انفعل بطريقة غير سليمة، حتى أن بعض الأهالي صاروا يرسلون أطفالهم إليّ معتبرين أن صالتي مكان آمن، وهناك أهالٍ غير راضين عن هذه الألعاب بشكل عام، فأنا أتعاون معهم لجعل أطفالهم لا يرتادوا هذا المكان».

بعض الأطفال

وكثير من الأطفال أيضاً يبحثون عن المساحات الخالية كالحدائق التي هي معدودة في المدن غير الكبيرة مثل مدينة "سلمية"، حيث يلعبون ألعاباً مختلفاً، كلعبة "المضارب" وهي لعبة تشبه التنس لكنها تلعب بريشة صغيرة خاصة، ولعبة الدحل والتي تعرف في "سلمية" باسم "الكلول" وهي كرات زجاجية ملونة صغيرة الحجم، يتنافس الأطفال على تجميع أكبر عدد منها من خلال ربحها وخسارتها بعد مباراة تحتاج دقة عالية في التصويب، وقد سجلنا بعض الانطباعات من بعض الأطفال، ومنهم الطفل "ليث الخطيب" ذو الإحدى عشر عاماً والذي تحدث عن أهمية وجود حديقة في كل حي فقال: «أعتقد أن وجود حديقة في حينا هو أمر جميل جداً لأننا نشعر بالأمان من السيارات وغيرها، كما أنني أستطيع إحضار إخوتي الصغار معي لأنهم لن يستطيعوا الابتعاد خارج أسوار الحديقة، لكن المشكلة أن هذه الحديقة مؤلفة مساحة ترابية فيها عدة شجرات فقط، ولا يوجد فيها مقاعد كما أنها تحتوي على خزان كهرباء نخاف الاقتراب منه، والحديقة لا تنار بعد الغروب، أي أنها غير منظمة وبحاجة إلى الاهتمام، ولكن نحمد الله عليها لأن أغلب أصدقائي في المدرسة لا يوجد لديهم مثلها في أحيائهم».

الطفل "رياف الشيخ علي" تحدث عن المتعة التي يجدها في اللعب مع أصدقائه في هذه الحديقة فقال: «أنا ألعب هنا منذ الصغر، وأجد في هذه الألعاب متعة من ناحية التركيز، كما أنها تعرفني على أصدقاء جدد، وأنا لا ألعبها فقط بل ألعب كرة القدم أيضاً في أماكن أخرى لأن المساحة هنا غير كافية».

لعبة الدحل "الكلول"

هناك كثير من الناس يتخوفون من الألعاب مثل "الكلول" لأنها تعتمد على الربح مثل "القمار" هذا ما جاوب عليه الطفل "بشار عبيدو" حين قال: «نحن نلعب فقط لمتعة الربح والخسارة وطبعاً الربح لا يعتمد على الحظ بل على التركيز والدقة، ولا يهمنا كمية الربح لأننا في نهاية العطلة نرميها في القمامة غالباً، وحتى لو لم نفعل فهي تصبح بدون قيمة».

الطفل "ماهر عيسى" تحدث عن الخيارات العديدة التي يمكن لهم كأطفال أن يلعبوها في العطلة فقال: «أنا أجد الكثير من الخيارات أمامي فيمكننا اللعب في الحديقة، وهناك ألعاب الحاسوب في الصالات وحتى في المنازل، كما يمكن أن أقضي وقتي بالتعلم على تطبيقات الحاسب وإنجاز وظيفة شهرية طلبتها معلمتي، كما هناك الكثير من القصص التي أستطيع قراءتها، وأنا أعتقد أن أي طفل يمكنه أن يقضي وقته بشكل مفيد إذا أراد».

اللعب في صالات الألعاب

وعن ألعاب الحاسوب بالتحديد فقد تحدث الطفل "أحمد الشيخ علي" فقال: «ألعاب الحاسوب ممتعة جداً، فيها الحركة الجميلة كما أنها بحاجة إلى تركيز ودقة للفوز والنصر».

وعن رأي الأهالي بهذه الخيارات التقينا السيد "غسان الخطيب" وهو أحد الآباء، حيث تحدث عن خطورة بعض الألعاب فقال: «بالنسبة لأطفالي فأنا أشجعهم دائماً على ممارسة الألعاب المفيدة، كالألعاب الرياضية التي تقوي أجسادهم وتفرغ طاقاتهم، كما أنها تكسبهم الكثير من الأصدقاء، وبالنسبة لألعاب الحاسوب فهناك الكثير من الألعاب الخطيرة التي تعتمد على القتل والسرقة وغيرها، وهذا ما جعل الكثير من الأطفال عدوانيين بشكل غير معقول، كما أن بعضهم بدأ يحمل السكاكين، هذه هي الخطورة بحد ذاتها، فأنا أعمل جاهداً على تحديد نوعية الألعاب لأطفالي على جهاز الحاسب، وأتمنى أن يكون هناك رقابة على الألعاب في صالات الألعاب لأنها إن لم تضبط فإننا سنجد أنفسنا في مواجهة مع جيل من "المجرمين" بدون مبالغة وأضع خطين تحت هذه الكلمة».

السيد "إسماعيل أبو قاسم" تحدث في نفس الموضوع فقال: «أنا لا أجد ضيراً من ألعاب الحاسب العنيفة إلى درجة الخطورة الكبيرة، لأننا إذا قمنا بدورنا كأهالي فإننا سنوجه أطفالنا لأن لا يتأثروا بمساوئ هذه الألعاب كما أني أجد أن هذا الجيل لديه الوعي الكافي ليميز بين اللعبة والواقع وهذا ربما يكفي».

في النهاية لا يسعنا القول إلا أن الألعاب كانت في وقت مضى وقتاً يطمئن فيه الأهالي على أطفالهم، لكنها اليوم من أكثر الأوقات التي هي بحاجة لمراقبة وحذر فكما يقال "درهم وقاية خير من قنطار علاج".