خدم مجتمعه عندما كُلّف رئيساً لبلدية "حماة"، ثمّ نائباً في مجلس "المبعوثان" العثماني، حيث دافع عن مصالح الناس ضد الظلم، وأثبت عروبته عندما صدر فرمان بضم "طرابلس الغرب" لـ"إيطاليا"، حيث ألقى خطاباً نارياً في المجلس، وألغى فرمان الباب العالي.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 5 تموز 2020 التقت المحامي "معتز البرازي" حفيد الراحل النائب في المجلس العثماني "خالد البرازي" ليحدثنا عن دراسة جده وأعماله قائلاً: «قدِم أجدادي من منطقة "عين العرب" وهم يمتلكون الخيل والمال، واشتروا أراضي في "حماة" منذ ثلاثمئة عام تقريباَ.

كان مثالاً للأخلاق الفاضلة ومضرب مثل للأحفاد وبين الناس الذين تناقلوا سيرته وقصصه وبقيت حية حتى الآن. عُرف بتواضعه، فعندما يزور إحدى القرى وهي من أملاكه، كان ينزل عن فرسه ويقبل أيادي كبار السن الواقفين لاستقباله، وهم فلاحون يعملون لديه، وكان معروفاً بخدمته للآخرين، ومتمسكاً بعروبته، ومشجعاً للعلم باحتضان المواهب والناشئة، فعاملهم معاملةً أبوية، وكسب محبتهم واحترامهم، وكانت أفعاله أكبر من عمره الذي عاشه؛ والبالغ 48 عاماً، فربى أولاده على حب الوطن؛ ومنهم "محسن البرازي" الذي تسلم منصب رئيس وزراء في "سورية" عام 1949 لمدة 4 أشهر، وابنه "منير البرازي" رئيس بلدية "حماة" منذ 1946 حتى عام 1953، وعندما توفي ُشيّع بموكب رسمي وشعبي مهيب

ولد جدي في "حماة"، وتلقى علومه في اللغة العربية والشريعة على أيدي كبار العلماء والفقهاء، وعمل مزارعاً في أرضه التي اشتراها وكان مثالاً في ذلك، وعندما بلغ الرابعة والثلاثين من عمره عام 1899 شغل منصب رئيس بلدية لمدة عامين، وقد تفانى في خدمة مجتمعه وكسب ثقتهم في حل مشاكلهم وإدارة أمورهم، بعدها انتخب نائباَ في مجلس "المبعوثان" العثماني عام 1902 ولعدة دورات، وعبر عن انتمائه القومي وحبه لعروبته بعدة مواقف تشهد له، وتحدثت عنها الصحف آنذاك، فكان له الفضل في إنقاذ مشايخ "حماة" من حكم الإعدام بتهمة مساندة الجمعية المحمدية، وهم "خالد الزعيم"، القاضي "مصطفى حداد"، العلامة "توفيق الشيرازي الصباغ"، وقد وثّق هذا الموقف في كتاب "ثورة حماة" عام 1925 لمؤلفه "محمد سعيد الزعيم" في الصفحة 13، حيث ورد فيه: (ولدى عودته إلى "حماة" بأول زيارة خرجت عن بكرة أبيها لاستقباله في محطة القطار)».

المربية بشرى نجار

ويتابع حديثه عن دور جده النائب في منع ضم "طرابلس الغرب" لـ"إيطاليا" قائلاً: «كان شديد الحب للوطن العربي، وبحسه وانتمائه القومي منع ضم مدينة "طرابلس الغرب" إلى "إيطاليا"، فقد ألقى خطاباً نارياً في مجلس "المبعوثان" العثماني عام 1912 قائلاً: (باسم الأمة العربية إننا نمسح هذا الفرمان بدمنا، ولا نرضى بذلك ولو لم يبق عربي على وجه الأرض)، وتمّ على إثره إلغاء الفرمان السلطاني القاضي بذلك، وقد نشرت مجلة "الصياد" اللبنانية في عددها 2515 هذا الخطاب، وقد عدّته "ليبيا" بطلاً من أبطالها، فكانت صورته معلقةً في المتحف الوطني في "طرابلس"، وقد كرّمه العقيد "القذافي" ومنحه وسام الجماهيرية برتبة فارس عام 1983، وقد توفي بمرض عضال، ولو أنه بقي على قيد الحياة فإنه سيكون حتماً أحد شهداء 6 أيار عام 1916 بسبب تهجمه الدائم في مجلس "المبعوثان" على "جمال باشا السفاح"، ويذكر أنه نتيجة تشابه الأسماء بينه وبين أحد أقربائه تمّ نفي الأخير خمس سنوات خارج القطر».

المربية "بشرى نجار" تحدثت عن النائب الراحل "خالد البرازي" قائلة: «كان مثالاً للأخلاق الفاضلة ومضرب مثل للأحفاد وبين الناس الذين تناقلوا سيرته وقصصه وبقيت حية حتى الآن. عُرف بتواضعه، فعندما يزور إحدى القرى وهي من أملاكه، كان ينزل عن فرسه ويقبل أيادي كبار السن الواقفين لاستقباله، وهم فلاحون يعملون لديه، وكان معروفاً بخدمته للآخرين، ومتمسكاً بعروبته، ومشجعاً للعلم باحتضان المواهب والناشئة، فعاملهم معاملةً أبوية، وكسب محبتهم واحترامهم، وكانت أفعاله أكبر من عمره الذي عاشه؛ والبالغ 48 عاماً، فربى أولاده على حب الوطن؛ ومنهم "محسن البرازي" الذي تسلم منصب رئيس وزراء في "سورية" عام 1949 لمدة 4 أشهر، وابنه "منير البرازي" رئيس بلدية "حماة" منذ 1946 حتى عام 1953، وعندما توفي ُشيّع بموكب رسمي وشعبي مهيب».

المحامي معتز البرازي حفيد النائب خالد البرازي

يذكر أنّ "خالد البرازي" من مواليد "حماة" عام 1865 وتوفي عام 1913.

من خطاب نائب المبعوثان خالد البرازي كما ورد في مجلة الصياد