عشق الطبيعة والبيوت العربية القديمة منذ طفولته، ولاحق موهبته في مرسم خاص، ليكلل مسيرته بدراسة الهندسة المعمارية وينال الدكتوراه بالتصميم المعماري، والتنظيم الإقليمي، وتنظيم المدن، وترك إرثاً كبيراً من أعماله شاهداً على إبداعه.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 أيار2020 "غادة المفتاح" زوجة المهندس الراحل "رياض منصور آغا" لتحدثنا عن نشأته ودراسته قائلة: «ولد في عائلة ميسورة الحال وكان والده يشجع على التحصيل العلمي ولا سيّما أنه يمتلك الأراضي الزراعية ويرغب في تطويرها والمحافظة عليها.

عاد للوطن وأصبح مدرساً في كلية الهندسة المعمارية بجامعة "دمشق" منذ عام 1976، ودرّس العديد من المقررات كالتصميم المعماري، وتخطيط المدن، كما كان يهتم بعلوم التراث والبيئة والمواد التقليدية، وشغل منصب رئاسة قسم تخطيط المدن لعدة سنوات، ومنصب وكيل الكلية للشؤون العلمية لمدة عامين من 2000 وحتى 2002، ورئيس وحدة الدراسات الهندسية المعمارية بجامعة "دمشق" حتى وفاته عام 2008

كان "رياض" الرابع بين إخوته السبعة، أحب الرسم والفن منذ نعومة أظفاره، فكان يذهب لمرسم الفنان "سهيل الأحدب" ويهتم برسم الطبيعة والبيوت العربية القديمة، درس في مدارس "حماة" حتى حصل على الثانوية العامة عام 1964 في مدرسة "ابن رشد"، فتقدم لفحص القبول في مسابقة العمارة بكلية الفنون الجميلة بجامعة "دمشق"، ونجح فيها، وتفوق بمشروع تخرجه عندما صمم مدينة سينمائية في "دمشق" تحوي عدة استديوهات للتصوير السينمائي، وتخرج عام 1969 بدرجة امتياز ما أهلّه للحصول على بعثة لـ"فرنسا" من قبل الجامعة، فنال الدكتوراه بالتصميم المعماري عام 1973، ثم دكتوراه بالتنظيم الإقليمي، وتنظيم المدن عام 1975 من معهد التخطيط الإقليمي في جامعة "الحقوق والاقتصاد والعلوم" بمدينة "إكس آن بر وفانس" في "مرسيليا"».

غادة المفتاح زوجة الدكتور المهندس الراحل رياض منصور

وعن مهامه التي كلف بها تتابع قائلة: «عاد للوطن وأصبح مدرساً في كلية الهندسة المعمارية بجامعة "دمشق" منذ عام 1976، ودرّس العديد من المقررات كالتصميم المعماري، وتخطيط المدن، كما كان يهتم بعلوم التراث والبيئة والمواد التقليدية، وشغل منصب رئاسة قسم تخطيط المدن لعدة سنوات، ومنصب وكيل الكلية للشؤون العلمية لمدة عامين من 2000 وحتى 2002، ورئيس وحدة الدراسات الهندسية المعمارية بجامعة "دمشق" حتى وفاته عام 2008».

وتتابع عن أهم المشاريع التي أشرف عليها ونفذها قائلة: «ساهم في تدعيم العديد من الأبنية ضد الزلازل مثل مبنى مؤسسة كهرباء "حماة"، وساهم في الدراسات والإشراف على العديد من المشاريع المعمارية مثل دراسة أبنية المعهد العالي للعلوم السياسية في "التلّ" بـ"ريف دمشق" 1978، وترميم مخابر كلية العلوم بجامعة "البعث"، وترميم وإعادة تأهيل ثكنة "الحميدية" عام 1996، وتوسيع كلية الهندسة المدنية ومبنى "التل" المدني التابع للدفاع المدني بـ"دمشق"، ومبنى مديرية مياه "درعا"، ومبنى نقابة المهندسين بـ"حماة"، وترميم مشفى "دار التوليد وأمراض النساء" بجامعة "دمشق" 2001.

الدكتور المهندس موفق دغمان

وقد شارك بمؤتمرات وندوات علمية، وحاز الجائزة الثالثة في مسابقة تنظيم شارع "الملك فيصل" بـ"دمشق" 1998، وتمّ تكريمه كبطل إنتاج في نقابة المهندسين بـ"دمشق" على دراسته تنظيم منطقة "ساروجة" 1995».

عميد كلية الهندسة المعمارية في "الجامعة الدولية" الدكتور "موفق دغمان" تحدث عن الدكتور الراحل "منصور آغا" قائلاً: «بدأت معرفتي به وقت تعييني كمعيد في الكلية عام 1987، واستمرت حتى وفاته، وهي الفترة الأصعب فقد كنت أزوره باستمرار، ولا سيّما أنّ سكني قريبٌ من مشفى "النور" حيث يتلقى علاجه من مرض لا شفاء منه، لقد كان الدكتور الراحل متخصصاً بتخطيط المدن، ومشرفاً على العديد من مشاريع التخرج المتميزة، ومشرفاً على طلاب الدراسات العليا بأبحاث الدبلوم والماجستير والدكتوراه، كما أنه عمل مهنياً بالدراسة والإشراف على العديد من مشاريع توسع كليات جامعة "دمشق" بمشاركة أساتذة من الكلية، وكان متخصصاً بدراسة المساجد الإسلامية، وله العديد من المشاريع بهذا الإطار، وكنت سعيداً لمشاركتي معه بتدريس مواد عدة في الكلية.

شهادة تكريم للدكتور رياض منصور كبطل إنتاج

وأهم ما ميز عمله الأكاديمي دقة المواعيد فحرص على تعليم طلابه احترام الوقت، وكان أستاذاً وأباً وأخاً للجميع، ومنصفاً بين الطلاب ومحبوباً لدى زملائه، وشديد الانتماء لوطنه ونبراساً للعلم والأدب والأخلاق العالية بشهادة طلابه والمقربين منه».

يذكر أنّ الدكتور المهندس "رياض منصور آغا" من مواليد "حماة" 1943، وتوفي عام 2008.