زمن ضوء السراج صمّم على التحصيل العلمي، وحصل على درجة امتياز من كلية الطب فرع الصيدلة حتى أنه طور بعض الأدوية ومستحضرات التجميل التي تنافس منتجات عالمية، وكُرّم مرتين بمناسبة عيد العِلم.

مدوّنةُ وطن "eSyria " التقت بتاريخ 18 آذار 2020 المهندس الزراعي "عماد المنصور" ليحدثنا عن طفولة ودراسة شقيقه الراحل الدكتور "زياد المنصور" قائلاً: «كان مميزاً بين زملائه في المدرسة، درس في مدرسة "التجهيز الأولى"، ثم في "التجهيز الثانية" بحارة "المدينة" بـ"حماة" وبعد حصوله على الثانوية العامة الفرع العلمي في ثانوية "أبي الفداء" عام 1955، حصل على إجازة الصيدلة والكيمياء بدرجة امتياز لأول مرة بتاريخ كلية الصيدلة منذ تأسيسها عام 1959، وقد كرّمه رئيس الجمهورية العربية المتحدة "جمال عبد الناصر" بشهادة وميدالية بمناسبة عيد العِلم، وفي عام 1960 عُيّن معيداً في الكلية، وبقي حتى آذار 1963، فعِمل أثناءها في قسم الصيدلانيات بكلية الصيدلة، والتي انفصلت عن الطب في ذلك الوقت، حيث بدأ فيها منذ عام 1961، وفي عام 1963 درس ماجستير في العلوم الصيدلانية بجامعة "أوهايو" في ولاية "كولومبوس" بـ"الولايات المتحدة الأمريكية"، وتخرّج عام 1965، وفي نهاية عام 1967 حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الصيدلانية، وفي عام 1968 عاد للوطن وعمل في كلية الصيدلية كمدرس ثم أستاذ مساعد ثم كأستاذ ذي كرسي في قسم الصيدلانيات؛ حيث تولّى رئاسة القسم على عدة مراحل بمجموع اثنتا عشرة سنة، ووكيلاً في الشؤون العلمية في الكلية لمدة عام واحد، وفي عامي 1981 و1982 حصل على منحة إيفاد كأستاذ زائر لجامعة "أوهايو" بـ"أمريكا" وأنجز بحثاً علمياً في مجال تخصصه».

عَمِل مستشاراً علمياً لوزير الصحة الدكتور "إياد الشطي" في المجلس العلمي للصناعات الدوائية بوزارة الصحة بـ"دمشق"، وعَمِل مستشاراً في صناعة الدواء في معمليّ "الديماس" للأدوية والمصول، ومعمل "تاميكو" التابعين للقطاع العام، وبذلك ساهم في التطوير العلمي للدواء بفعاليته وأشكاله الصيدلانية المتوفرة في الصيدليات السورية حتى يومنا هذا، وفي عام 1993 عَمِل مستشاراً لفترة قصيرة جداً لوزير الصناعة الإماراتي أثناء توجهات "الإمارات" لإنشاء مصانع للأدوية حينها، وساهم في عدد كبير من المحاضرات والندوات والدورات التعليمية في مجال الصيدلانيات وصناعة الأدوية

ويتابع المهندس "عماد" عن أعمال شقيقه الدكتور "زياد" قائلاً: «عَمِل مستشاراً علمياً لوزير الصحة الدكتور "إياد الشطي" في المجلس العلمي للصناعات الدوائية بوزارة الصحة بـ"دمشق"، وعَمِل مستشاراً في صناعة الدواء في معمليّ "الديماس" للأدوية والمصول، ومعمل "تاميكو" التابعين للقطاع العام، وبذلك ساهم في التطوير العلمي للدواء بفعاليته وأشكاله الصيدلانية المتوفرة في الصيدليات السورية حتى يومنا هذا، وفي عام 1993 عَمِل مستشاراً لفترة قصيرة جداً لوزير الصناعة الإماراتي أثناء توجهات "الإمارات" لإنشاء مصانع للأدوية حينها، وساهم في عدد كبير من المحاضرات والندوات والدورات التعليمية في مجال الصيدلانيات وصناعة الأدوية».

الصيدلي شكري الشوفي

ويتابع عن تكريمه قائلاً: «لقد ساهم في إعداد جيل من الصيادلة يفخر بهم الوطن أثناء أداء واجبه في التعليم الجامعي، وترك بصمة لا تنسى بين طلابه الذين يفخرون حتى وقتنا الحالي بأنهم تلقوا علم الصيدلانيات على يد الدكتور "زياد"، ولِما له من أيادٍ بيضاء في تطوير الصناعات الدوائية والتجميلية تم تكريمه في مؤتمر الصيادلة العرب في "اللاذقية" عام 1996، وتوفي بعد عام، وكم آسف لنهب منزله ومزرعته الكائنة في قرية "دروشا" جنوب "دمشق" في الأحداث التي حلّت بوطني، حيث فقدنا صورة لقائه مع الرئيس "جمال عبد الناصر" والميدالية التي تسلمها منه وشهادة الثانوية والآلات الموجودة في المعمل والذي كان يُنتج فيه مستحضرات التجميل، وكذلك شهادة الماجستير والدكتوراه ولم يبق إلا ما هو موجود في كلية الصيدلة بجامعة "دمشق"».

الصيدلاني "شكري الشوفي" يحدثنا عن معرفته بالدكتور "زياد منصور" قائلاً: «رغم معرفتي القصيرة به والتي نشأت بعد عودتي من "الصين الشعبية" عام 1992 وكنت قد تخرجت من جامعة الصيدلة الصينية في "نانجين" وكان مقرراً لنا اختبار معادلة الشهادة في وزارة الصحة وعلمت أن الدكتور "زياد" أحد أعضاء اللجنة، رغبت بمعرفته فزرته في مكتبه في كلية الصيدلة جامعة "دمشق"، فرحّب بي ولفته أنني خرّيج "الصين" وهي أول شهادة صيدلة من "الصين" فوجّهني لما يجب أن أطلع عليه من ملخصات وكتب ومراجع، وبدأ بالاستفسار عن "الصين" وجامعاتها وأسلوب التعلم ومدى التقدم والتطور فيها وأنا أشرح بعض الأساليب والطرق المتّبعة في "الصين"، وتكررت اللقاءات وكان في كل مرة يسألني عمّا أنجزت في المراجعة ليعود ويسألني عن علوم "الصين"، وفيما بعد تشكلت لجنة التعادل ولم يكن هو فيها، ولكن نظراً لمتابعة أوراقي في الكلية كنت أمرّ به بشكل دائم».

المهندس الزارعي عماد المنصور

ويتابع الصيدلي "شكري" عن آراء طلاب الدكتور "زياد" فيه قائلاً: «كان حافظاً لأكبر مرجع دستوري علمي، وكان فذّاً في الصناعات الدوائية، يطلب من الطلاب البحث بأنفسهم عن المعلومات والمشاكل العلمية تحريضاً منه لاستنباط قدراتهم ومواهبهم، وكان يحل المشاكل في المعامل الدوائية بتقديم تركيبات أي صيغ دوائية مشابهة لمنتجات عالمية، وحضرت له عدة نشاطات تابعة لوزارة الصحة وكلية الصيدلة ونقابة الصيادلة؛ حيث كان محاضراً في تلك النشاطات واللقاءات والمؤتمرات العلمية، وكان دائماً مميزاً ويشكل أحد الأرقام الكبيرة في الحدث وكان مشهوراً بطرح يكرره دائماً (ضرورة ذكر مراجع المحاضرات) حتى يعلم المتلقي أنّ هذا ليس اكتشاف أو اختراع المحاضر، ولم يكن ينسب شيئاً لنفسه في محاضرته بل للمراجع التي اعتمدها، وكان شديد الثقة بنفسه بمهارات يفهمها الصناعي الدوائي، لقد قدّم للوطن الكثير، ولأجيال الصيدلة ويستحق الذكر والتخليد فهو قامة علمية كبيرة».

يذكر أنّ الدكتور "زياد المنصور" من مواليد "حلب" عام 1936، وتوفي في 15 آذار عام 1997.