"أحمد سامي السراج" السياسي والأديب هو واحد من أهم رجال الحركة العربية التي نشطت في النصف الأول من القرن العشرين.

مدونة وطن "eSyria" التقت الدكتور "موفق السراج" أستاذ اللغة العربية بتاريخ 15 كانون الأول 2013 الذي تحدث عن حياة الأديب "السراج" قائلاً: «هو من مواليد مدينة "حماة" عام 1892، أكمل دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في المدارس التركية ولم يكمل تحصيله العالي لظروف أجبر عليها، انضم إلى الحلقات الرئيسية التي انبثقت من آفاقها أضواء الحركة العربية الحديثة، وعمل في صفوف الناشطين سياسياً، ساعده في ذلك قلم أديب متميز فقد كانت سنة 1913 بداية عهده بالصحافة فكتب في "المقتبس" الدمشقية و"المفيد" البيروتية غطى نشاطه السياسي ساحة عربية واسعة (سورية، فلسطين، شرق الأردن، مصر)، وعانى من سنوات طويلة من النفي والغربة ولكنه لم يتبوأ منصباً سياسياً ولا انتمى إلى حزب سياسي، وظل هاجسه الوحدة العربية وقد ساعده موقعه الحر في مجال الصحافة والأدب والخطابة ليكون أكثر موضوعية في أحكامه رغم قسوتها أحياناً».

في عام 1913 عين موظفاً في إدارة سكة حديد "بغداد"، وبعد نشوب الحرب العالمية الأولى عين معاوناً لباش كاتب الدفتر الحاقاني في "حلب"، إلا أن السلطات الاتحادية علمت بنزعته العربية فاضطرته إلى ترك عمله، وفي خريف عام 1918 قضت قيادة جيش الصاعقة بإعدامه فتوارى عن الأنظار إلى انسحاب الجيش التركي عن أطراف "حلب"، وفي عهد الأمير "فيصل" عاد "السراج" إلى "حلب" ليصدر جريدة يومية "العرب" وما لبثت السلطات البريطانية أن أغلقتها، وطلبت من الأمير "فيصل" أن يتعهد بعدم كتابة "السراج"، فبدأ نشر مقالاته بتوقيع "أبي الفداء" فاشتهر به، وبعد اضطرابات "حلب" عام 1919 أصدر قائد القوات البريطانية حكم الإعدام بحقه متهماً إياه بالرأس المدبر للثورة الوطنية في "حلب"

وتابع: «في عام 1913 عين موظفاً في إدارة سكة حديد "بغداد"، وبعد نشوب الحرب العالمية الأولى عين معاوناً لباش كاتب الدفتر الحاقاني في "حلب"، إلا أن السلطات الاتحادية علمت بنزعته العربية فاضطرته إلى ترك عمله، وفي خريف عام 1918 قضت قيادة جيش الصاعقة بإعدامه فتوارى عن الأنظار إلى انسحاب الجيش التركي عن أطراف "حلب"، وفي عهد الأمير "فيصل" عاد "السراج" إلى "حلب" ليصدر جريدة يومية "العرب" وما لبثت السلطات البريطانية أن أغلقتها، وطلبت من الأمير "فيصل" أن يتعهد بعدم كتابة "السراج"، فبدأ نشر مقالاته بتوقيع "أبي الفداء" فاشتهر به، وبعد اضطرابات "حلب" عام 1919 أصدر قائد القوات البريطانية حكم الإعدام بحقه متهماً إياه بالرأس المدبر للثورة الوطنية في "حلب"».

سامي السراج مع رئيس وزراء سورية سعيد الغزي في القاهرة 1955

الدكتورة "خيرية قاسمية" تحدثت في كتابها "من بقية السيوف" عن مرحلة نضال "السراج" ضد الاحتلال الفرنسي فقالت: «عند دخول القوات الفرنسية إلى مناطق الحكم العربي في "سورية" كان "السراج" في عداد المناضلين الذين وهبوا حياتهم لمكافحة الاحتلال فكان اسمه ضمن لائحة 62 اسماً من رجال العهد العربي الذين صدرت بحقهم أحكام إعدام، فتوجه "السراج" إلى جبل العرب لتعبئة الحركات الثورية لمهاجمة القوات الفرنسية الغازية، حيث أسهم في محاولة جعل شرق الأردن منطلقاً للحركة الوطنية، ولكن خابت آماله فاختار "مصر" مكاناً للإقامة وآثر الصحافة على الوظائف، فكتب في عدة صحف منها: "كوكب الشرق، والمقطم، والسياسة"، واتسمت كتاباته بالتوجه نحو الوحدة العربية وإبراز معالمها، وغادر"السراج" مصر بين 1932-1937 ليصبح أحد أعمدة الحركة الوطنية الفلسطينية، وبعد عودته إلى القاهرة ظل فيها حتى عام 1956، وخلال تلك الفترة لم يهمل القضايا السورية بوجه خاص والقضايا العربية بوجه عام».

وبعد غربة طويلة ألقى "السراج" عصا الترحال في مدينة "حماة" التي أحبها وأحبته ليوقد مشعل الثقافة والعرفان من مركزها الثقافي كمديرٍ له وليسابق الزمن في كتابة مذكراته، وفي خريف عام 1960 سلم الروح إلى بارئها وبقي نشاطه الصحفي وكتاباته منشورة في الصحف والمجلات هنا وهناك تنتظر اليد التي تتابعها وتجمعها في كتاب يحفظها من التبعثر والضياع.

موفق السراج