لم يكن الشاعر "محمد فاضل القاسم" يعلم أن ابنه "أحمد سالم" سيصبح أول مدرّس في "خطّاب"، وحين توفي الأب "محمد فاضل" كان عمر الطفل "أحمد سالم" سنتين فقط...

ولد الأستاذ والمربي الفاضل "أحمد سالم القاسم" في بلدة "خطّاب" سنة 1937م، وفي سنة 1945م أرسلته والدته بالتعاون مع السيد "أحمد العمّار" من حيّ "جورة حوا" في مدينة "حماة" إلى مدرسة الأيتام الإسلامية بحماة، وبينما كان شقيقه الأكبر "عبد السلام" يشارك في حرب "فلسطين" تابع "سالم" هناك تحصيله الدراسي حتى سنة 1950م، حيث نال الشهادة الابتدائية.

كان الطلاب يحترمونه، وكان يفرض احترامه ووقاره على الطلاب، ويحب الطالب الملتزم والنشيط

التحق "القاسم" بمدرسة "ابن رشد" المتوسطة في جوار قلعة حماة والتي أعيد تسميتها اليوم لتعرف بمدرسة "السيدة عائشة" وكانت تضم قسماً داخلياً لأبناء الريف، فتخرّج فيها بشهادة الكفاءة الإعدادية عام 1955م.

الأستاذ "أحمد سالم القاسم"

يقول عنه الأستاذ "فايز قسوم" مدير ثانوية "خطّاب": «بسبب ظروف الحياة القاسية، انتقل الأستاذ "أحمد سالم القاسم" مع عائلته إلى إحدى قرى محافظة "حمص"، وهناك انتسب إلى ثانوية البنين الأولى في مدينة "حمص" فدرس فيها صفّي العاشر والحادي عشر، ثم نقل إلى ثانوية "ابن رشد" بحماة من جديد، ونال الشهادة الثانوية -الفرع العلمي- علوم طبيعية وذلك في عام 1958م، فكان أول من نال الشهادة الثانوية في "خطّاب" آنذاك».

تابع "القاسم" بعدها مشوار تعليمه، فدرس في دار المعلمين بحلب "صف خاص" وتخرج فيه سنة 1959م.

صورة ملتقطة له عام 1964

كان الأستاذ "أحمد سالم القاسم" أول من حصل على الشهادة الثانوية في "خطّاب"، وأول من عيّن معلماً من أهلها.

عيّن معلماً في مدينة "ديريك" أو "المالكية" على آخر "منقار البطة" على نهر "دجلة"، في محافظة "القامشلي" في أقصى الشمال الشرقي من الجزيرة السورية، درّس في الجزيرة السورية لمدة عامين ثم درّس في منطقة "اللطامنة" في ريف حماة الشمالي الغربي ومن ثم عاد للتدريس في "خطاب"، فغدا مديراً لمدرستها منذ عام 1963م.

الأستاذ "مصطفى عزات القاسم"

عمل الأستاذ "سالم" جاهداً على رفع مستوى التعليم في القرية، وعمل كذلك على إحداث مدرسة متوسطة في "خطّاب"، وساهم أيضاً في إحداث بلديتها.

انتسب باكراً إلى حزب الاشتراكيين العرب، وكان عضواً فاعلاً فيه.

يقول عنه ابن أخته الأستاذ "مصطفى عزات القاسم" وهو خامس معلّم في البلدة: «عرف عن الأستاذ "سالم" جديته وحزمه في التعليم، قدّم لطلابه كلّ ما عنده، بحيث كسب احترام طلابه وأهالي بلدته "خطّاب" جميعاً».

يقول عنه السيد "عرابي عرابي": «عندما كنّا في الصف الخامس، كان الأستاذ "أحمد سالم القاسم" مدرّسا في الصف السادس، وكان يشغل بالوقت ذاته منصب مدير مدرسة خطاب، وعندما وصلت إلى الصف السادس، كان قد انتقل للعمل خارج سورية».

وأضاف "عرابي": «كان الطلاب يحترمونه، وكان يفرض احترامه ووقاره على الطلاب، ويحب الطالب الملتزم والنشيط».

بقي "القاسم" معلماً للمرحلة الابتدائية في "خطّاب" لمدة طويلة، ثم سافر إلى المملكة العربية السعودية منذ عام 1979م، ليعلّم في مدرسة "جلوي" في مدينة "الدمّام"، وظل يدرّس فيها لمدة ثماني عشرة سنة.

رزق الأستاذ "أحمد سالم القاسم" بعشرة أولاد، كان منهم صبي واحد كنّي باسمه "أبو طلال".

عاد إلى سورية ليتقاعد في عام 1997م، ليدير أعماله الخاصة في القرية وحماة، عمل في الزراعة، كما عمل على تربية النحل، حتى وفاته في الثالث والعشرين من شهر شباط عام 2009 وعمره اثنان وسبعون عاماً.

يقول الأستاذ "مصطفى عزات القاسم": «كان الأستاذ "أحمد سالم القاسم" أول المدرسين، ثم جاء بعده الأستاذ "عبيد الخالد"، ومن ثم الأستاذ "مصطفى الحسين"، ومن ثم الأستاذ "مصطفى الزهوري"، وكنت أنا خامس أستاذ في المدرسة».